أكد الدكتور الشطي أنه يجهل الأسباب التي دفعت رقابة وزارة الإعلام إلى منع روايته الجديدة «الورد لك... الشوك لي».

Ad

انتقد الدكتور سليمان الشطي تعسف رقابة الكتب في وزارة الإعلام بشأن إجازة النصوص الأدبية، مشدداً على أن ثمة أعضاء في اللجنة الرقابية يعتبرون امتداداً للمد الظلامي وغير مؤهلين لتولي مهمة قراءة النصوص الأدبية سواء النثر أو الشعر.

 ووصف الشطي قرار منع روايته من التداول في الكويت بالمضحك لأن «الورد لك... الشوك لي» منسجمة مع المحاذير الرقابية المتعارف عليها ولا تتضمن أي إساءة وتكمن المعضلة في أن الجهة الرقابية لم تتمكن من استيعاب مضمون العمل الروائي لأنه يفوق الإمكانات الأدبية والفكرية لبعض أعضائها.

وفي ما يتعلق بردة فعله إزاء منع روايته من التداول في الكويت، قال لم أتوقع أن يصدر حظر على روايتي «الورد لك... الشوك لي» لاسيما أنها لا تتضمن أي إساءة أو تجاوز للمقاييس الرقابية المعمول بها، ولهذا الإصدار طبيعته الخاصة ويحتاج إلى قراءة متأنية لفهم مضمونه خصوصاً أنه يتناول حكاية محلية.

وأكد الشطي أن بعض أعضاء اللجنة الرقابية أعلن احتجاجه على القرار ما يفسر انقسام الرأي بين مؤيد ومعارض للمنع، مشيراً إلى أن المطالبين بمنع الرواية لا يفقهون جيداً اللغة الأدبية ومضامينها، وعقولهم محددة وفق نصوص معينة ومفاهيم ضيقة ومثل هذه الرقابة نتوقع منها كل شيء.

وأضاف: «أنا لست متأثراً بقرار المنع، لكن ما يؤلمني أن يصل مستوى الرقيب إلى هذا المستوى الفكري المتواضع».

واستذكر الشطي مفارقة حدثت له مع الجهات الرقابية، إذ تحفظت هذه الجهات على فقرة استشهد بها في إصدار له في تسعينيات القرن الماضي بينما كانت هذه الفقرة صادرة ضمن كتاب أجازته الرقابة الكويتية في الثمانينيات.

وطالب الشطي بوقفة صارمة إزاء هذا التعنت الرقابي وضرورة غربلة أعضاء اللجنة الرقابية وانتقاء أفراد يتصفون بالموضوعية والشفافية ولا ينتمون إلى العصور الحجرية أو الفكر الظلامي، لأننا أصبحنا «مضحكة» للمحيط الإقليمي سواء دول الخليج أو الدول العربية التي كانت تنظر إلى الكويت كبلد متطور ورائد في حرية الفكر والصحافة وحرية التعبير.

وتفاعلاً مع هذا القرار، أعلن الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، استغرابه من قرار منع رواية «الورد لك... الشوك لي»، للدكتور سليمان الشطي الصادرة عن مكتبة آفاق، 2014، بعد روايته الأولى «صمت يتمدد».

محتوى الرواية

تضم الرواية 10 فصول في 168 صفحة من القطع المتوسط، يبدأ زمن الرواية من خمسينيات الكويت القديمة، موزعة أحداثها على أكثر من مكان (الكويت والقاهرة ولبنان)، تتنقّل خلالها «فوزية» (بطلة الراوية) بين سرد الحياة البسيطة لعائلتها ومعايشتها معاناة أمها في البيت القديم، لتشتبك مع معاناتها الشخصية، وعلاقتها العاطفية مع ابن الجيران «إسماعيل»، الذي تحول الاختلافات الطائفية دون إتمام العلاقة وتتويجها بالزواج.

كيف للرواية أن تضم قضايا شائكة، مثل الطائفية وممارسة الفروقات المجتمعية، وإعادة التفكير في العادات والتقاليد الموروثة، والنظرة إلى المرأة في مجتمعاتنا العربية، والغلو في تفسير وتأويل النصوص الدينية؟ الشطي نجح بذكاء في اختيار القالب المناسب لطرح مثل هذه الإشكالات في رواية، حينما اختار قاعة المحكمة ومرافعات محامي البطلة، التي أعدّتها بنفسها، لتبرئتها من تهمة المساس بالدين بعد صدور كتاب البطلة/ الراوية «فوزية» المدافع عن حقوق المرأة.

دفاع المحامي تضمن كل هذه القضايا التي تشترط المباشرة والخطابية في الطرح، وبثّها في ثنايا فصول الرواية، دون أن يخل الكاتب بالشروط الفنية للكتابة، بل بدا «تحايلا» زاد من جمالية الرواية.

يذكر أن د. الشطي من رواد القصة في الكويت (أربعة إصدارات) لاقت اهتمام القراء والنقاد حين صدورها، إلى جانب صفته الأكاديمية والبحثية، ودراساته في فنون مختلفة كالشعر والمسرح والقراءات النقدية، ومجالات أخرى من الآداب.