الحياة رائعة في "وول ستريت"، ولكن على الرغم من ذلك توجد لائحة أمنيات من أجل جعلها أفضل:

Ad

1– يتعين على القطاع المالي التخلص من أي شخص يعتقد أن لديه أدنى سبب للظن في أنه على قدر غير معتاد من الذكاء والبراعة.

وسوف يتم حظر كل من حقق درجات عالية في اختبارات قياسية أو دعي إلى الانضمام إلى "منسا"، أو كان في الفئة العليا من أي صف تخرج، ثم إن معظم مصائبنا المالية الأخيرة: التزامات الديون التكافلية، ومبادلات التخلف عن السداد الائتماني على سندات رهن عقاري عالية المخاطر، وحسابات التجارة التي تستهدف المستثمر العادي، والتلاعب بدفاتر الحكومة اليونانية بحيث تتمكن تلك الدولة من إخفاء ديونها الحقيقية، تتطلب القدر الكبير من البراعة، وما كان للعقول الأضعف أن تتسبب في إلحاق ذلك القدر الكبير من الأضرار.

منع الشخص البارع من العمل

وليس من السهل طبعاً منع الأشخاص الأذكياء والبارعين من العمل في ميدان التمويل، أو من القيام بأي عمل آخر يريدونه، وربما يشعر الأذكياء الآن، وأكثر من أي وقت مضى، بحقهم في تقاضي الأجر اللازم من أجل تجاهل روح أي قانون، وهو أحد الأسباب وراء تحولهم الى مشكلة في "وول ستريت". ولدى رؤيتهم قانوناً جديداً فإنهم لا يفكرون بل يقولون "أي غرض اجتماعي يخدم هذا القانون، وكيف أستطيع المساعدة على إنجاحه؟"، وهنا يتمكن الأشخاص من ذوي البراعة من القيام بالعمل بشكل أفضل من أي شخص آخر بكل تأكيد، ومن هذا المنطلق يمكن القول إننا في حاجة إلى قوانين جديدة.

اعتبارات السن

2 – يجب عدم السماح لأي شخص يقل عمره عن 35 سنة بالعمل في "وول ستريت". وبعد مغادرته المدرسة يتعين على الشبان العمل لكسب الرزق في ما يدعى بالاقتصاد الحقيقي، وأي عمل سوف يحقق الغرض في هذا السياق حتى التسويق في مستوصف طبي، وعندما يصل المواطن الأميركي إلى سن الخامسة والثلاثين ويستمر في الرغبة في العمل في القطاع المالي سوف يحمل معه ذكريات قوى السوق العادية، وربما يشعر بالامتنان نحو مجتمعنا لأنه وفر له صناعة ليست خاضعة له. وفي أقل حال سوف يشعر بوجود عدد كبير من رفاقه السابقين الذين سينفرون منه إذا قام بعمل ينطوي على مخاطرة في "وول ستريت"، أو قد تفضي الى تقويض الاقتصاد الحقيقي، وما من أحد يريد أن يتعرض الى مثل هذا الموقف.

دور المرأة في المستقبل

3 – سوف تقوم المرأة من الآن فصاعداً باتخاذ كل قرارات التداول في "وول ستريت"، وتجدر الإشارة إلى أن الرجل يعتبر عرضة بقدر أكبر من المرأة لخوض مجازفات مالية، كما أنه يتمتع بدرجة زائدة من الثقة في النفس، وبالتالي يتعين أن يمنع من القيام حتى بدور ثانوي في تداولات "وول ستريت"، وذلك على الرغم من السماح للرجل بارتكاب أي ضرر قد يلحقه بنفسه عن طريق حسابات الاستثمار الشخصي الخاصة به.

 وثمة من يشبّه التداول بالمشاهد الفاضحة بصورة ما... وقد تحب المرأة ذلك لكنها لن تحبه بالقدر ذاته الذي يشعر الرجل به، كما أن المرأة لا تشعر بحب نحو ذلك العمل، بكل تأكيد إذا كان سيتم من خلال طرق تفضي الى صعوبات بالنسبة الى المجتمع أو الآخرين.

عقلانية المرأة

إن وضع المرأة في موقع المسؤولية بالنسبة الى كل القرارات المالية التي يتعين اتخاذها سوف يجعل تلك القرارات مملة ولكنها أكثر سلامة، ومن شأن ذلك طبعاً أن يطرح السؤال العملي التالي: كيف يتمكن مجتمعنا من العثور على العدد الكافي من النساء في سن أكبر من خمس وثلاثين سنة، ومن دون قدرات براعة خاصة، من أجل شغل كل وظائف التداول في "وول ستريت"؟

موارد جامعتي هارفارد وييل

4 – سوف يأخذ "وول ستريت" الموارد البشرية التي أرسلها ذات مرة إلى جامعتي هارفارد وييل على شكل طلاب، وسوف يستثمر في أكبر مجتمعات التقاعد في الولايات المتحدة من أجل تشغيل شريحة واسعة من النساء المسنات اللواتي يهدرن في الوقت الراهن ساعات قيّمة من عمليات التداول.

وأنا أظن أن في وسعنا كلنا الاتفاق على أن الإنسان لا يكبر مطلقاً على العمل التجاري، كما أن العديد من تلك السيدات سيحببن الحصول على فرصة من أجل المشاركة في قدر قليل من إدارة المخاطر؛ لذا يتعين علينا إشراكهن في هذه العملية، وعلى أي حال كانت هناك فترة من الوقت– ليست بعيدة جداً– عندما كان الرجال المسنون جداً يتمكنون من المضي في العمل في "وول ستريت" حتى نهاية العمر، وكانت لهؤلاء الرجال فائدة من حيث تحسين الجانب المعنوي للمكان، وقد أسهموا، على الأقل، في تذكير فئة الشباب حولهم بالنهاية التي تنتظر بني البشر.

ما من شركة لا تواجه الفشل

5 – لا توجد شركة لا تخفق، وهذا ينسحب على الشك الذي يشكل الحقيقة، ونحن نجازف هنا طبعاً بتدمير روح "وول ستريت" ولسنا نرغب في القيام بذلك، ثم إن "وول ستريت" لن تكون كما هي حالها من دون مزايا خاصة، ومن دون قدر من الإعفاء من القوانين، ولكن طبيعة ذلك الاستثناء يجب أن تتغير: وبنك "وول ستريت" الأكبر من أن يفشل سوف يستبدل ببنك "وول ستريت" الأقدم من أن يخفق.

والشركات التي يتجاوز عمر موظفيها سناً معينة يجب أن يسمح لها بالتعرض لمتاعب بالقدر الذي تريد، وأن يتم إنقاذها من الحكومة في كل مرة، ويمكننا التفكير في ذلك على شكل صورة جديدة من التأمينات الاجتماعية: كلما تقدمت في السن هرع الآخرون إلى إقراضك المال، ولن تشجع الحكومة بعد الآن المضاربات الطائشة من الشباب على حساب شريحة المسنين، ويتعين على الحكومة بدلاً من ذلك تحسين فقاعة في الأسواق لمصلحة المواطنين من كبار السن.

تسهيل فهم أمور المال

6 – يتعين علينا أن نجهد من أجل جعل بقية المجتمع يشعر وكأن الأمور المالية أشياء يمكن ويجب أن يفهما الكل، من خلال تسهيل تلك العملية.

والحشد الجديد الذي يدير "وول ستريت"– خليط مريح من السيدات المسنات الاجتماعيات وشريحة أكاديميين من الرجال في منتصف العمر– قد يقاوم أي إضافة من التعقيد إلى النظام المالي. ثم ما فائدة الرياضيات بالنسبة الى امرأة سعيدة في الخامسة والثمانين من العمر؟ ولكن يتعين هنا توخي جانب الحذر، ومن أجل وضع حد لاستخدام التعقيد إزاء التشويش والإرباك– وخداع العامة– فإن أي فكرة جديدة تتعلق بأوضاع السوق وأنظمته يجب أن يتم شرحها وتوضيحها على ورقة وبلغة واضحة تفهم من أي شخص، وأنا لا أتخيل أن ذلك سوف يضع حداً للابتكار المالي لكنه سوف يساعد في تحقيق الغرض المنشود.

اختبار الاختراعات المالية

7 – يجب اختبار كل الاختراعات المالية الأميركية الجديدة على الأجانب أولاً قبل أن تلحق الضرر بالاقتصاد الأميركي.

وما تدعو الحاجة إليه هو مجتمع– يشبه بشكل تقريبي مجتمعنا– يميل نوعاً ما إلى المجازفة في شريحة لا نستثمر بعمق في وضعها الاقتصادي، وسوف يشكل المواطن الفرنسي الفئة المثالية لهذا العمل، وإذا لم يتحقق ذلك فإن في وسعنا رشوة المواطن اليوناني دائماً للقيام بهذا الدور.

الأنظمة المالية الأميركية

8 – قد يتصرف نظامنا المالي الجديد بشكل جيد تماماً، بحيث لن نتطلب المزيد من التنظيم، وسيكون أبطأ وأكثر روية وحذراً، كما سيركز بقدر أكبر على الأجل الطويل وعلى سمعته في أوساط العامة، كما هو شأن كبار السن. وربما يقدم أيضاً خدمة الى المجتمع، ولكن على شكل حماية نهائية يتعين تفكيك لجنة الأسهم والصرف وإعادة تشكيلها ضمن منظور هيئة لا تهدف الى الربح، بحيث تكون مرهوبة الجانب وسوف يكون اسم المنظم هو "غولدمان ساكس" الذي يتقاضى أتعابه من الحكومة لقاء اكتشافه أي سيدة مسنة ترتكب جريمة مالية، ويجب أن يسمح لبنك غولدمان ساكس بدفع المبلغ الذي يريده الى موظفيه الذكور الذين يتم الإمساك بهم وهم يزورون شهادات ميلاد، ويحاولون الحصول على وظائف في "وول ستريت" قبل بلوغ الخامسة والثلاثين من العمر.

وفي البداية طبعاً وعندما يتم إبلاغهم بأنهم سوف يصبحون منظمين ماليين سوف يعمد هؤلاء الشبان الطموحين الى الصراخ وربما حتى إلى البكاء، لكنهم سيعرفون كيف يجعلون الوضع يعمل لمصلحتهم، وقبل مرور وقت طويل قد نجد أن أجر منظمينا أفضل حتى من الأشخاص الذين يعملون في "وول ستريت"، ومن يعلم، عندما يصلون إلى سن الخامسة والثلاثين ويصبحون مؤهلين للعمل في وظائف في "وول ستريت"، قد يجدون ألا سبيل أفضل من التصرف بطريقة نزيهة في "وول ستريت".