في كل موسم درامي، لا سيما في شهر رمضان، يتوزع النجوم على عشرات المسلسلات، بعضهم يظهر في عمل واحد في حين تتعدد الأعمال التي يظهر بها آخرون، فيحار المشاهد أياً من الشخصيات الكثيرة التي يجسدها الممثل في الوقت نفسه يصدّق.

Ad

اللافت أن ثمة نجوماً ينجحون في إقناع المشاهدين بالشخصيات التي يقدمونها، لاختيارهم الصحيح، ولأن الأعمال المعروضة عليهم تتميز بالتكامل في عناصرها كافة، بينما يفشل آخرون لسوء الاختيار فيصبح ظهورهم المتكرر وبالا عليهم، قد يدفعون ثمنه طوال سنوات طويلة.   

هل يفضل الممثل المشاركة في عمل واحد أو في أكثر من عمل خلال الموسم الدرامي؟ وما الأسباب التي تجعله يكرر ظهوره على الشاشة؟ هذان السؤالان وغيرهما طرحتهما «الجريدة» على مجموعة من النجوم العرب وحصدت الأجوبة التالية.

تكامل وجودة

محمد الصيرفي

«منذ انطلاقتي في الوسط الفني وأنا أتبع سياسة معينة في الظهور عبر الشاشة، لا أبدلها ولا أغير من أفكاري مهما حدث»، يوضح الفنان محمد الصيرفي لافتاً إلى أن على الفنان الموازنة بين الأعمال الدرامية، وألا يظهر لمجرد الظهور، بل أن يحرص على قوة النص وجودة الدور الذي سيقدمه في هذه الأعمال.

يضيف: «أشارك  في عمل درامي واحد خلال الموسم، لذلك أنا مقلّ. أما العوامل التي تدفعني إلى المشاركة فتتمثل في قوة النص والدور وجودتهما، بالإضافة إلى فريق العمل الذي سأشاركه، إذ من الصعب التنسيق في أكثر من عمل، وأعتقد أن الظهور في عمل قوي واحد أفضل من المشاركة في عشرين عمل فاشل».

يرى الصيرفي أن الفنان، في بعض الأحيان، يفاضل بين عملين يتمتعان بقوة النص وجودة الشخصية، في هذه الحالة عليه المشاركة في كليهما شرط التنسيق المناسب بين أوقات التصوير، ويفضل أن تكون ثمة فترة زمنية غير قصيرة بين عمل وآخر، أما إذا كان وقته ضيقاً، فيفضل المشاركة في عمل واحد، لأن التنسيق حينها يكون أمراً معقداً ومن الصعب المجازفة فيه.

فيصل الزايد

«المشاركة في عمل متكامل واحد في الموسم يفي بالغرض»، يؤكد الفنان فيصل الزايد، مشيراً إلى أن المشاركة في أكثر من عمل درامي في موسم واحد، قد يضع الفنان أمام حرب نفسية وضغط هائل، وقد يفشل في تجسيد الشخصيات كافة، لأن الخروج من شخصية إلى أخرى في الوقت نفسه، يضعه في موقف حرج.

يضيف: «في بعض الأحيان يجد الفنان أن ثمة عملاً واحداً من الأعمال التي قدمت له يحمل رسالة هادفة وسامية وفيها إيجابيات وكل ما يتمناه في الشخصية، فتجسيدها هنا أفضل من المشاركة في أكثر من عمل، لا يقدم رسالة الفن بطريقة صحيحة ويشوّه سمعة المجتمع الكويتي والخليجي».

يعزو الزايد المشاركة في أعمال درامية عدة في موسم واحد إلى أسباب، من بينها أن الفنان يجد نفسه أمام أكثر من عمل متكامل، فيحاول المشاركة فيها، وهذا أمر قد يقدم الكثير، لا سيما للفنانين الشباب الذين يبحثون عن فرصة يقتحمون من خلالها القلوب، «فالأعمال المتكاملة تفرض نفسها على الأعمال الأخرى، والشخصيات القوية والمركبة يتمنى أي فنان تجسيدها، لذلك من الضروري عدم تفويت هذه الفرصة إذا كانت هذه الأعمال قوية وتتمتع بجودة عالية.

عبدالعزيز الكسار

 

«أفضل المشاركة في عمل واحد ناجح على المشاركة في ثلاثة أعمال متواضعة»، يؤكد الفنان عبدالعزيز الكسار، موضحاً أن الدور الذي يعرضه المنتجون عليه، هو الأمر الرئيس الذي يحدد من خلاله المشاركة في العمل، رافضاً أي عمل درامي لا يوفر له متطلباته في الشخصية نفسها، ويقول: «تلقيت عروضاً لتقديم شخصيات وأدوار مهمة ولكني رفضت المشاركة، رغم أن العروض كانت مغرية، فأنا أحرص على اختيار الأدوار والشخصيات، لأظهر بصورة ايجابية أمام المشاهدين، لا أهتم إلا بجودة النص وبقوة العمل، وهذا ما يجب على الفنانين اتباعه».

يعتقد أن وجود أكثر من عمل درامي متكامل في الموسم الواحد يضع الفنان أمام فرصة المشاركة في أعمال عدة، ويضيف: «لا أعتقد أن مشاركتي في أكثر من عمل في الموسم الواحد سيشكل نقطة سلبية بالنسبة إلي، فأنا لا أمانع أن أشارك فيها، إذا وجدت أنها تقدم لي الكثير وتدعمني بطريقة أو بأخرى، في النهاية الهدف إرضاء الجمهور وتقديم رسالة سامية، والفنان الحريص ينجح في تحقيق هذه الأهداف».

كارمن لبس

{لا مانع من أداء شخصيتين في يوم واحد في حال اقتنعت بالدورين} تؤكد كارمن لبس التي جسدت، خلال شهر رمضان الفائت، شخصيتي: نازلي، في {سرايا عابدين} وفاتن في {الإخوة} (يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال)، مشيرةً إلى أن الدورين لفتا انتباهها ولم تستطع رفض أي منهما، خصوصاً ألا وجه للشبه بينهما.

تضيف أن شخصية {نازلي} في {سرايا عابدين} تشبهها بتصرفاتها مع الخدم ورفضها للعبودية وبأنسانيتها، لكنها ليست رومنسية مثلها، مشيرة إلى أنها وافقت على المشاركة في المسلسل عندما عرض عليها، كونه من أضخم الأعمال التي تفتخر بضمّها الى سيرتها المهنية، بفضل إنتاجه والتقنيات التي استخدمت لإنجاحه، ونصّه وإخراجه والإضاءة وطاقم العمل، {فجاء كل شيء متكاملا لذا فرحت بالمشاركة فيه}.

عن شخصية فاتن التي تجسدها في {الإخوة} تقول: {على رغم الاختلاف في الشخصية بيني وبينها، إلا أنني لم أجد صعوبة في أدائها، بل استمتعت وضحكت. يظنّ البعض أن الصعوبة تكمن في أداء دور مرّكب وصعب، وهذا خطأ، فعندما نرى مواصفات شخص مغاير لنا، يسهل عندها تركيب الشخصية، بينما أداء دور شبيه بنا أصعب، كوننا لا نستطيع مراقبة أنفسنا كيف نمشي ونحكي ونتصرّف لنقلّدها}.

تقلا شمعون

{أداء شخصيتين في موسم واحد بتميز وحرفية هو نجاح في حدّ ذاته} توضح تقلا شمعون التي أدت شخصيتي: لورا في مسلسل {عشرة عبيد صغار} وليلى في {اتهام}.

حول هذه التجربة تقول: {تحضّرت فترة طويلة لأداء شخصية لورا حتى تقمصّتها وصقلتها، لذا عندما بدأت التحضير لشخصية ليلى، كانت لورا موجودة في عمقي، ولم أجد صعوبة في الفصل بينهما معتمدة على مهنيتي وعلى الفاصل الزمني بين تصوير العملين}.

تضيف أنها لم تستطع إلا المشاركة في {عشرة عبيد صغار} مع أنه أحد   أصعب المسلسلات تنفيذاً، والأكثر إرهاقاً، لأن الممثلين، في غالبيتهم، صوّروا بشكل يومي، ما تطلب تفرّغاً كاملاً منهم والعيش في أجواء من الضغط والتعب.

 تؤكد ألا مشكلة في المشاركة في أكثر من عمل طالما أن ثمة اختلافاً في الشكل والمضمون بينها. {في {عشرة عبيد صغار} مثلا لم ير المشاهد قصص حب خارقة، بل ارتكز على الخوف والانتظار وغموض هويّة القاتل. أما في {اتهام}، فجسدت شخصية ليلى، امرأة لبنانية متزوجة من رجل أعمال مصري مهمّ، تمرّ علاقتهما بخضة بسبب الغربة وعمل الزوج في الخارج. طبعاً، هو دور محوري وأحد الأدوار الأساسية في المسلسل، وكسبت هذه الشخصية تعاطف الجمهور}.

دارين حمزة

{المشاركة في أكثر من عمل هو تحد بحدّ ذاته} تؤكد دارين حمزة التي شاركت في الموسم الرمضاني الفائت في ثلاثة أعمال وقدمت شخصيات مختلفة، أخذت حقّها فيها جميعها، على حدّ تعبيرها.

تضيف: {كنت ضيفة شرف في مسلسل {لو} وأديت دور مايا، حبيبة سابقة للبطل (عابد فهد)، أما دوري في {أهل الاسكندرية} فكان أساسياً ومشوقاً، إذ أديت شخصية ضحى حيدر، فتاة لبنانية قويّة وثورية صاحبة قضيّة محقّة. وفي مسلسل {حلاوة روح}، كانت شخصيتي متناقضة مع شخصية {أهل الإسكندرية}، تمحورت حول فيفيان، الرأس المدبّر في المافيا المتاجرة بالآثار وتهريبها من سورية.

وعن قدرتها على تجسيد شخصيات عدة في موسم واحد وبحرفية عالية توضح: {لو أديت دور البطولة المطلقة في أحدها لما استطعت المشاركة في البقية، لكنّ البطولات الجماعية تفسح في المجال أمام المشاركة في أعمال عدّة، لذا كان لي حضور في المسلسلات الثلاثة}.

تتابع: {بالنسبة إلى أهميّتها، فشهادتي في شركة {الصبّاح} مجروحة لأننا نتعاون للمرة الرابعة، لذا لا أتردد في المشاركة معها كونها محترفة، وأنا فخورة لأنها شركة لبنانية تنفّذ إنتاجات ضخمة في مصر وانتقلت حديثاً إلى لبنان. بالنسبة إلى الإنتاج السوري، فقد تعاونت سابقاً مع هادي قرنائيط في {الدوامة} ولم أفاجأ  بالمهنية والاحتراف. فضلا عن أن {مدينة الإنتاج الإعلامي} في مصر معروفة بعراقتها في الدراما والسينما}.