في سنة 1976 استحوذ فيلم رسوم متحركة يدعى «روبوت تيكون في» على خيال الأطفال الكوريين عبر روايته التي تحكي قصة إنسان آلي فائق يدحر آلات عملاقة كانت تعتزم الهيمنة على العالم. وتستمر جاذبية الفيلم– وكذا الإعجاب الثقافي بالآلات المؤتمتة. ولدى المخططين الصناعيين لرئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بارك غوين هاي طموحاتهم العالمية الخاصة: التفوق على أوروبا واليابان والولايات المتحدة في السباق على الروبوتات المتقدمة.

Ad

وتتلقف كوريا الجنوبية صناعة الروبوتات -أو الإنساليات- بالقوة ذاتها التي جعلت منها قوة في ميادين برودباند العالية السرعة، وأجهزة التلفزيون ذات الشاشات العريضة والهواتف الذكية. ومن المقرر أن يتم في سنة 2016 افتتاح روبوت لاند وهو متنزه تموله الدولة بقيمة 758 مليار ون (735 مليون دولار) يشتمل على نقلات مستقبلية ومختبرات بحوث وتطوير. كما أن حكومة كوريا الجنوبية تستثمر 1.1 تريليون ون في دعم صناعة الروبوتيات في البلاد.

وقد تضاعف حجم تلك الصناعة منذ سنة 2009 وبلغت عوائدها 2.1 تريليون ون في سنة 2012، بحسب مصادر وزارة التجارة والصناعة والطاقة. وتسعى الحكومة الى رفع ذلك الرقم الى 7 تريليونات ون في سنة 2018 مع وجود 600 شركة روبوتات محلية تشغل 34000 عامل.

وتجدر الإشارة إلى أن خبرة كوريا الجنوبية في تقنية الشاشات وشبه الموصلات وأجهزة الإحساس وصنع السيارات تمنحها ميزة تقدم، بحسب لي جون غيوب، وهو مهندس بحوث رفيع في شركة معدات الدفاع هيونداي روتم، وهي جزء من مجموعة هيونداي موتور الذي يقول «لدينا التقنيات الأساسية التي يتعين علينا استخدامها في المجال التجاري للروبوتات».

يذكر أن هناك مدارس عامة في اقليم جيونغي زودت بآلة انغكي، وهي على شكل بيضة وبقرص لرأس يبث دروس فيديو من مدرسي اللغة الإنكليزية من خارج الموقع. كما أن فريق البيسبول المحترف هانوها إيغلز أقام مواقع إنسان آلي في ملعبه تحمل لافتات تعرض رسائل هواة يريدون تشجيع فريقهم عن بعد. وقد طورت شركة فرعية لمجموعة سامسونغ آلة رصد بنادق وإنسان آلي لإطلاق قنابل يدوية يدعى «اس  جي آر – اي 1» يستطيع كشف متطفلين يستخدمون آلات تصوير وأجهزة احساس للحرارة والحركة. وكانت الحكومة اختبرت هذه الطريقة في المنطقة منزوعة السلاح على طول حدودها مع كوريا الشمالية.

وعلى الرغم من هذا الاختراق فإن اللحاق بالمنافسين لن يكون سهلاً. وتحتل كوريا الجنوبية المركز الرابع في نشر الروبوتات الصناعية على صعيد العالم. وبعد أن شهدت اليابان -الرائدة- صناعة التقنية العالية تتعرض لضربة من قبل سامسونغ وأبل وغوغل، فإنها تستثمر بكثافة الآن من أجل الحفاظ على تقدمها.

وعمد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الى جمع قوة خاصة من أجل فحص ومراجعة الطرق اللازمة لمضاعفة حجم صناعة الإنسان الآلي في اليابان ثلاث مرات، لتصل قيمتها الى 2.4 تريليون ين (22.6 مليار دولار).

ويميل سوق الإنسان الآلي المحلي في كوريا الجنوبية بشدة الى تصنيع روبوتات متخصصة في صناعات الشحن والسيارات. وهو أيضاً موطن للبعض من المنتجات المتفوقة في روبوتات الرعاية الصحية. وتبيع كويركسو وهي شركة صانعة لمعدات طبية روبودوك الذي يقوم بإجراء عمليات تجبير. كما أن العلماء في جامعة تشونام الوطنية في غوانغجو نشروا دراسة في مجلة «نيتشر» في السنة الماضية تشرح بالتفصيل بحوثهم في مجال الروبوتات المجهرية المتناهية الصغر والتي يمكن حقنها في مجرى دم المريض بغية كشف خلايا سرطانية وتدميرها.

ويقول كولن أنجل وهو رئيس تنفيذي وشرك مؤسس في شركة آي روبوت الصانعة لآلات التنظيف المؤتمتة والروبوتات الدفاعية والتي تتخذ من ماساشوستس مقراً لها، إنه يعتقد أن كوريا الجنوبية تأتي في المركز التالي للولايات المتحدة في ابتكارات الإنسان الآلي. وعلى الرغم من ذلك فهو يضيف ان ذلك يعني القليل فقط إذا لم تتمكن الشركات من صنع إنسان آلي قابل للحياة تجارياً من النوع الذي يريد المستهلك العالمي شراءه، «ثم إن الإنسان الآلي يتطلب مبالغ ضخمة من الرسملة».

ويتمثل المؤشر الآخر بتحقيق كوريا الجنوبية لمزيد من التقدم في الروبوتات في قيام أندي روبن الذي يدير مجموعة الإنسان الآلي في غوغل ومؤسس مشارك في أندرويد في السنة الماضي بزيارة «كيست»، وهي جامعة بحوث عامة في وسط كوريا الجنوبية لمشاهدة «هبو»، وهو إنسان آلي يستطيع العزف واستخدام الورق والمقص.

ويقول او جن هو مطور الإنسان الآلي والبروفسور في دائرة الهندسة الميكانيكية إن روبن بقي هناك يومين «وأخذ معه جهازي هبو عندما غادر».

* (بزنس ويك)