في فيلم رامبو الرابع يتوجه رامبو بمفرده إلى مدينة في أفغانستان، يحتجز فيها السوفيات رئيسه السابق في الجيش الأميركي ويستطيع بمفرده إنقاذ رئيسه المجروح والمعذب مع مجموعة من الأفغان بعد أن يحرق المدينة ويدمر الطائرات والدبابات، ويقتل مئات من الجنود السوفيات، ويفتح الباب لثورة الأفغان على السوفيات.

Ad

تذكرت الفيلم وأنا أسمع عن تكوين حشد من خمسين دولة غربية وعربية لمواجهة فصيل مرتزق من عدد مجهول، لكنه لن يزيد على عشرة آلاف فرد جاؤوا من كل مكان من أجل المال للقتل في سبيل الشيطان لتنفيذ مخطط ضد الإسلام، ومن أجل خلق فتنة تؤدي إلى تقسيم الوطن العربي واقتتاله، ولو كان الغرب صادقا في مواجهة التطرف لأوقف كل منابع المال والسلاح بموقف جدي، فهم على سبيل المثال يستطيعون إيقاف وصول السلاح من تركيا وهي عضو في الناتو، وقد سمعت أكراداً في محطة الإذاعة البريطانية يؤكدون أنهم شاهدوا قطارا ينقل الدبابات والسلاح إلى "داعش"، ثم تأكد أن تركيا تشتري النفط الذي استولى عليه "داعش" وتدفع مقابله مالا وسلاحا، إن تركيا وهي العضو في الناتو لا تستطيع القيام بدعم "داعش" لولا أن أعطيت الضوء الأخضر أو هي تعلم أن أحداً لن يحاسبها على ذلك.

إن العملية برمتها مدبرة لإخضاع المنطقة وابتزاز حكامها والاستيلاء على أموالها، ومن الغباء الاعتقاد أن أحداً يصدق صعود هذا التنظيم بهذا الشكل المضخم لولا أنه مدعوم، ولدى من شكّله وأرسله خطة مبيتة لتقسيم الوطن العربي.

لذلك لا داعي لحشد كل هذه الجيوش، وهدر كل هذه الأموال، وما على أصدقائنا الأميركيين إلا إرسال خمسة رامبوات لتأديب "داعش" وتشتيتهم وحرق مساكنهم كما فعل رامبو 4 في أفغانستان، ونحن مستعدون لدفع مرتب شهري لكل رامبو ومكافأة عند انتهاء المهمة.

كان الغرض من كل أفلام رامبو إظهار قوة الجندي الأميركي وقدرته على مواجهة أكبر الجيوش، و"داعش" بالنسبة إلى ما فعله رامبو 4 قوة تافهة يستطيع واحد فقط منهم دحر "داعش"، فما بالك إذا كانوا خمسة؟

لو بدأ الإعلام الغربي والعربي المشارك في التحالف الإعلان عن إرسال خمسة رامبوات فإن مرتزقة "داعش" سيحلقون لحاهم، ويلبسون بنطلونات ويفرون إلى تركيا ليعودوا إلى بلادهم كما دخلوا، يكفي ذكر اسم رامبو ليدب الذعر في أوساطهم.

"فكروا فيها وحلوا التحالف وخلوا فليساتنا ننمي فيها المنطقة"!!