شهدت مدينة تكريت ليلة هادئة بعد ساعات من إعلان تحريرها من سيطرة عناصر تنظيم "داعش" في عملية عسكرية واسعة النطاق شاركت فيها قوات عراقية بغطاء جوي من طيران الائتلاف الدولي.

Ad

زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مدينة تكريت أمس، بعد تحريرها من تنظيم "داعش" ووجه قيادة شرطة محافظة صلاح الدين بتسلُّم الملف الأمني للمدينة، بينما واصلت القوات العراقية المشتركة ملاحقة مقاتلي التنظيم في المدينة.

وقال العبادي في كلمة ألقاها بحضور وزيري الداخلية محمد الغبان والنفط عادل

عبدالمهدي ومحافظ صلاح الدين رائد الجبوري ورئيس مجلس المحافظة أحمد الكريم، إنه "سوف يتم الاتفاق مع الحكومة المحلية لمحافظة صلاح الدين على الإسراع بإعادة العائلات النازحة إلى تكريت وباقي المناطق المحررة"، مضيفاً أن "هناك خطة مستقبلية للحكومة المركزية بالتنسيق مع الحكومات المحلية للمحافظات المحررة على إعادة إعمار ما خربه الإرهاب".

من جهته، قال قائممقام تكريت عمر الشنداح أمس، إن حوالي 500 عنصر من أبناء تكريت وقوات شرطة صلاح الدين بدؤوا بمسك المفاصل الرئيسية في المدينة بدلاً من الشرطة الاتحادية وقوات الجيش التي ستكلف بمهام أخرى.

وزير الداخلية

في السياق، قال وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان للصحافيين أمس، إن قوات الأمن تمكنت من استعادة السيطرة على معظم مدينة تكريت، وإنها تواصل القضاء على الجيوب المتبقية للتنظيم المتشدد في المدينة، معلناً دخول قوات الدفاع المدني إلى المدينة.

وأكد قرب افتتاح مراكز الشرطة بعد الإيعاز بإعادة تشكيلها، مشيراً إلى أن الشرطة الاتحادية هي العمود الفقري للعمليات العسكرية.

وزير الدفاع

في غضون ذلك، عقد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أمس، مؤتمراً عسكرياً موسعاً لمناقشة التحضيرات العسكرية لتحرير محافظة نينوى من عصابات "داعش الإرهابية.

وقالت الوزارة في بيان، إن "المؤتمر حضره أمين السر العام لوزارة الدفاع ورئيس أركان الجيش ومعاون رئيس أركان الجيش للتدريب وقائد القوة الجوية وعدد من قادة العمليات والفرق"، مؤكدة أن ما تحقق من نصر في مدينة تكريت، هو نقطة لإنطلاق عملية تحرير نينوى، وما تبقى من محافظة الأنبار.

الصدر

إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس، الجيش العراقي وأفراد من الحشد الشعبي "المنصف" إلى أأن يمسك الأرض في تكريت، وإبعاد ما أسماها بـ"المليشيات الوقحة".

ودعا "الحكومة العراقية إلى محاسبة كل من قام بجرائم ضد المدنيين العزّل بعنوان طائفي أو غيره". وشدد على ضرورة "السعي الجاد والحثيث من أجل إرجاع الخدمات والبنى التحتية التي دمرتها الترسانة العسكرية الأميركية وغيرها"، داعياً إلى "إرجاع المهجرين إلى مناطقهم من واعز إنساني ووطني، لمن شاء ذلك".

زيارة العبادي

في غضون ذلك، قال مبعوث البيت الأبيض إلى الائتلاف الدولي ضد "داعش" بريت ماكغيرك نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، إن العبادي سيناقش خلال زيارته المقبلة لواشنطن المقررة في 14 أبريل الجاري مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، برنامج التحرك المقبل للجيش العراقي بعد تكريت ودور المليشيات الشيعية المنضوية في "الحشد الشعبي".

وأضاف ماكغيرك، أن تكريت كانت "الاختبار الجدي الأول للجيش والقوات العراقية من أجل تحرير مدينة كبرى من قبضة داعش"، موضحاً أن هناك "دروساً يتعلمها الجانب العراقي كل يوم ليستفيد منها عند التخطيط لعملياته في الفلوجة أو الموصل أو مناطق أخرى".

وعن "الحشد الشعبي"، قال إن: "دور تلك المليشيات سيطرح خلال المناقشات بين العبادي وأوباما، الشروط التي قدمناها لتنفيذ الغارات هي من نوع الشروط نفسه الذي  نقدمه في جميع ميادين القتال، لأننا نريد التأكد من وجود شبكة قيادة وسيطرة عراقية على جميع الوحدات المشاركة في العمليات، ولأننا نريد التأكد من عدم وجود حوادث تتعلق بنيران صديقة، وأن نشعر بالثقة حيال ما يحصل في الميدان".

وذكر أن، "الفرق التي لا تخضع لقيادة القوات العراقية ستشكل مشكلة لنا، واستجاب الجانب العراقي لنا عندما طالبناه بإبعاد هذه الفرق، وقمنا بتوفير الغطاء الجوي للجيش العراقي، الأمر الذي فتح الباب أمام التقدم الحاصل اليوم".

(بغداد ـــــ أ ف ب، د ب أ، كونا)