يصفونه بخليفة الأديب الراحل الطيب صالح، إلا أنه ينفي ذلك قائلاً {لا خلافة في الأدب}. لم تمرّ أسابيع قليلة على فوزه بجائزة {نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأميركية في القاهرة عن رواية {شوق الدرويش}، حتى وصلت الرواية نفسها إلى قائمة الـ«بوكر} القصيرة.

Ad

في حواره مع {الجريدة} يتحدَّث الأديب السوداني حمور زيادة عن {شوق الدرويش}، وتوقعاته بشأن الجائزة وعن مسيرته الإبداعية، مؤكداً أنه لا يكتب أعماله لأجل الجوائز.

هل كنت تتوقَّع الحفاوة الكبيرة التي حازتها {شوق الدرويش}، وحصولها على جائزتين آخرهما الوصول إلى قائمة الـ {البوكر} القصيرة؟

لم تكن لديَّ توقعات لا سلباً ولا إيجاباً، خصوصاً أن الأمر متوقف على ذائقة لجنة التحكيم. كذلك هي حازت إعجاب لجنة التحكيم التي اختارتها في المرة الأولى، إضافة إلى أن ثمة ستة أعمال أخرى ربما تكون أفضل منها بحسب تقييم اللجنة. كنت مستعداً لقبول أي نتيجة سواء وصلت إلى القصيرة أم لا.

يراك البعض خليفة الطيب صالح... كيف ترى ذلك؟

في هذا ظلم لأجيال كثيرة متعاقبة من الأدباء السودانيين بدءاً من الطيب صالح حتى الجيل الذي أنتمي إليه. أشكر من يقولون ذلك لأنهم يقصدون مدحي بالتأكيد. ربما السبب أن الإعلام العربي والعالمي ركَّز على أستاذنا الطيب صالح. في ظني أن لا خلفاء في الأدب، بل ثمة متسع في الكتابة والأساليب والرؤى والأغراض. وليس من الضرورة أن أخلف الطيب صالح أو أتفوق عليه، ولا أن أقف خلفه لأنني لا أوافق على مبدأ المقارنات من الأساس، فلصالح قامة ومكانة وهو كان سباقاً. ولكن أين يقف الآخرون: خلفه أم بجواره، هذه المسألة لا يمكن ضبطها بدقة لأن من حق أي شخص أن يقرأ لأي مبدع سوداني آخر فيعجبه أكثر مما تعجبه أعمال الطيب صالح. تخضع هذه المسألة للذائقة، وليس بالضرورة أن أخلف الطيب صالح أو آخذ مكانه.

حصول المبدع على أكثر من جائزة في سن صغيرة قد يدفعه إلى الغرور والاهتمام بأمور غير الكتابة، من ثم يفلس أدبياً.. كيف ترى ذلك، وكيف تنجو من هذا الفخ الذي وقع فيه بعض الأدباء العرب؟

حصول المبدع على جوائز عدة في بداية مشروعه الأدبي وليس العمري فقط، قد يكون له تأثير سلبي أو إيجابي وأنا أتفق في هذه النقطة ولا أعرف كيف النجاة من هذا الفخ، ولكن أتمنى ألا أقع فيه. أرجو أن يظل تقييمي لنفسي ولكتاباتي متوسطاً وألا أنخدع بكثرة الجوائز، ولا أغضب من الهجوم أو النقد العنيف.

جعلت نهاية {شوق الدرويش} مفتوحة هل تحب النهايات المفتوحة؟

أؤمن بأن الأدب حكاية جديدة، فكيف تحكي الحكاية هذا هو السؤال، وأن تحكيها بنهاية مفتوحة هذا سؤال آخر. أعتقد أن النهايات المفتوحة في السرد تكون أجمل، ولكن ليس بالضرورة في الأعمال والحكايات كافة.

يهاجم بعض الكتاب العرب الكبار لجان تحكيم الجوائز في حالة عدم حصولهم على جائزة. كيف يكون الإنسان مثقفاً وأديباً ويفعل ذلك؟

مع كامل احترامي لمن قد يرتكبون ذلك، لكن هو أمر لا أفهمه شخصياً لأن حصولك على جائزة ليس تقييماً كلياً لمشروعك الأدبي بل للعمل المقدم في سنة معينة، وليس بالضرورة أن كل ما تكتبه يتفوق على كتابات الآخرين. إذا تنافس نجيب محفوظ في سنة محددة على جائزة مع بعض الكتاب، فربما تفوقوا عليه. لا يمكن أن تجد كاتباً له اليد العليا في كل ما يكتب مقارنة بالآخرين، فلا توجد قيمة أدبية واحدة لكل كاتب، وخروجك من جائزة ما لا يعني نهاية مشروعك. بالنسبة إلي، لا أتفهم هذا الهجوم، خصوصاً أنني أراه من كتاب كبار متحققين.

كيف ستكتب عملك المقبل بعدما حصلت على جائزة كبيرة لـ {شوق الدرويش}؟

لا أطمح إلى أي جائزة في حياتي ولم أتقدم للحصول على جائزة نجيب محفوظ كما قلت سابقاً، وإنما حصلت عليها بتقدير لجنة التحكيم، أعضاؤها استدعوا العمل وقرأوه واتصلوا بي ليبلغوني بحصولي على المركز الأول. أما الـ{بوكر} فكانت من اختيار الناشر لأنه قدَّم ثلاثة أعمال ككل دور النشر العربية. عموماً، لست مشغولاً بالجوائز حتى الآن ولا أكتب عملاً كي أتقدم به للحصول على جائزة، وليس في ذهني لعملي المقبل أي جائزة سواء {البوكر} أو {كتارا}. لكني مشغول بأن تخرج أعمالي بشكل مرضٍ لي وللقراء.

إذا حصل العمل على الجائزة أحمد الله، وإذا لم يحصل على أي جوائز فإني أحمد الله أيضاً. الأهم عندي أن يكون القارئ راضياً عن أعمالي. أكتب لأن لدي حكايات أريد أن أحكيها لقارئ متخيل لا أعرفه، وأتمنى أن يجد فيها رؤية مختلفة للعالم، فالحكاية لا أحكيها لأجل الجائزة.