قبل انطلاقه في أول جولة أوروبية له، أطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مبادرة مفاجئة تتعلق بموضوع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مقترحاً إرسال قوات عسكرية مصرية إلى الدولة الفلسطينية الوليدة، يكون هدفها تدريب ومساعدة الشرطة الفلسطينية وطمأنة إسرائيل.

Ad

يواصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نشاطه الدبلوماسي المكثف في الآونة الأخيرة، حيث يتوجه اليوم إلى العاصمة الفرنسية باريس، في بداية جولة أوروبية، تشمل كذلك إيطاليا، وتنتهي الخميس.

جولة الرئيس المصري، هي الأولى له إلى أوروبا، منذ توليه مهام منصبه مطلع يونيو الماضي، بما يكرس دوراً مصرياً سياسياً على الساحة الإقليمية، خصوصا في ما يتعلق بملف الحرب على الإرهاب.

وقال السيسي في مقابلة مع صحيفة «كوريري ديلا سيرا» الإيطالية، إن مصر مستعدة لمد يد العون في تأمين دولة فلسطينية مستقبلية من خلال إرسال قوات لمساعدة الشرطة المحلية، وتوفير ضمانات أمنية لإسرائيل.

وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية هي الطريقة المثلى لحماية الأمن الإسرائيلي، وإعادة الأمل للشعب الفلسطيني. وذكر «نحن مستعدون لإرسال قوات عسكرية داخل دولة فلسطينية. ستساعد الشرطة المحلية وتطمئن الإسرائيليين في دورها كضامن».

وقال الرئيس المصري إن نشر القوات سيكون للفترة اللازمة لإعادة الثقة بين الجانبين، وأضاف انه بحث الفكرة بالتفصيل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأضاف «أبلغته (نتنياهو) أن هناك حاجة الى خطوة جريئة وإلا فلن يحل شيء». وقامت مصر بوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين قادت إلى وقف لإطلاق النار في أغسطس، بعد حرب استمرت 50 يوما أسفرت عن مقتل 2100 فلسطيني و73 في إسرائيل أغلبيتهم من الجنود.

خريطة استثمارية

وقال السيسي أمس إن العمل جار لإعداد خريطة استثمارية في مصر، بهدف إيضاح أهم المشروعات والمناطق التي يمكن الاستثمار فيها، بما يتوافق مع موارد كل منطقة وموقعها الجغرافي.

وأكد خلال لقاء مع وفد موسع من أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب، بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أن الحكومة المصرية تعكف على اتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها تيسير الاستثمار، وفي مقدمتها صياغة قانون استثمار موحد، واتباع نموذج أطلق عليه اسم (الشباك الواحد)، لاختصار الوقت والجهد على المستثمرين.

من جانبه، قال متحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان عقب الاجتماع، إن «السيسي شدد أيضاً على امكانية تسوية مشكلات المستثمرين ودياً دون الحاجة الى اللجوء لإجراءات قضائية طويلة ومعقدة». وأشار إلى أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تناول خلال اللقاء جهود الجامعة، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والتمهيد لإنشاء المنطقة العربية للتجارة الحرة ثم الاتحاد الجمركي.

وقال إن الحضور أكدوا أهمية الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها مصر في إطار القارة الإفريقية في ضوء ما تتيحه من إعفاءات ومعاملة تفضيلية.

ولفت إلى أن المستثمرين السعوديين المشاركين في الاجتماع أشاروا إلى زيارة قاموا بها أمس إلى موقع مشروع قناة السويس الجديدة، إذ تم إعلان تأسيس شركة سعودية برأسمال يقدر بنحو ثلاثة مليارات جنيه للاستثمار في مشروعات تنمية منطقة قناة السويس (الدولار يعادل نحو 7.20 جنيهات). وأكدوا أنه من المتوقع أن يصل حجم استثماراتها الى 300 مليار دولار في غضون أربع سنوات. ويتزامن الاجتماع مع انعقاد أعمال الدورة الـ16 لمؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب لعام 2014 تحت شعار.

إلى ذلك، قطعت جماعة «الإخوان» الجدل حول موقفها من تظاهرات «28 نوفمبر»، بعدما أعلنت في بيان رسمي لها أمس، تأييدها لما سمته بـ»موجة جديدة للثورة المصرية المجيدة» في جمعة 28 نوفمبر التي دعت اليها «الجبهة السفلية» تحت عنوان «انتفاضة الشباب المسلم».

وقالت «الإخوان» إنها تثمن «هذه الدعوة حفاظاً على هوية الأمة والتي ناضل الشعب المصري، والإخوان جزءٌ منه، من أجلها»، وأشارت إلى أن «الشعب المصري لن يقبل بطمس هويته والحرب على مقدساته وتدمير المساجد وحرق المصاحف وقتل شبابه وسحل نسائه».

وأعلنت حركة «أولتراس نهضاوي» الإخوانية مشاركتها «الجبهة السلفية» في التظاهرات، بينما دشن حزب «النور» السلفي حملة بعنوان «مصرنا بلا عنف»، رداً على دعوات التظاهر، كما رفضت «الجماعة الإسلامية» المشاركة في تظاهرات «28 نوفمبر»، بحسب بيان صحافي أصدره رئيس مجلس شورى الجماعة، عصام دربالة.

عمليات نوعية    

في غضون ذلك، تتواصل عمليات إخلاء الشريط الحدودي بين رفح المصرية وقطاع غزة الفلسطيني، تمهيداً لإنشاء منطقة أمنية عازلة. وأفاد المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد محمد سمير، بأن العمليات الأمنية للجيش والشرطة نجحت في تصفية 10 عناصر «إرهابية» في سيناء، أمس الأول، تنتمي إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، الناشط في شبه الجزيرة المصرية، بالإضافة إلى ضبط 18 مشتبهاً فيهم بخلاف تدمير عدد من هذه البؤر شمالي سيناء.

في السياق، أكد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أن مصر تخوض معركة وجود لاستعادة مكانتها ودورها الرائد إقليمياً ودولياً، وأشار خلال لقاء له مع وفد من أكاديمية ناصر العسكرية العليا إلى أن الجيش ينسق بشكل كامل مع الشرطة للتصدي بكل حسم لـ»من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب المصري».