يوقّع الرئيس المصري ونظيره الصيني اليوم اتفاقية للشراكة الاستراتيجية، في وقت بدأ رئيس جهاز المخابرات القطري زيارة إلى القاهرة لمناقشة كل القضايا الشائكة بين البلدين، ضمن مساعي البلدين إلى الصلح.   

Ad

وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى بكين أمس، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، يتوقع أن تفتح الباب أمام تعاون كبير، يُعيد بوصلة مصر إلى الشرق، خصوصا أن الزيارة سوف تشهد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الكبرى، بين البلدين.

وقال المتحدث الرئاسي علاء يوسف، إن الزيارة تكتسب أهمية خاصة، وتستهدف الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما يُوقع خلالها الرئيس العديد من اتفاقيات التعاون، وسوف يُجري لقاءات مكثَّفة خلال الزيارة مع كبار المسؤولين الصينيين، في مقدمتهم الرئيس شي جين بينغ ورئيسا الوزراء والبرلمان، فضلا عن لقاءات مع ممثلي مجتمع الأعمال الصيني ومجلس الأعمال المصري ــ الصيني المشترك، ورؤساء كبريات شركات السياحة الصينية.

وأضاف المتحدث الرئاسي، أن "زيارة السيسي إلى الصين، تشمل أيضاً زيارة مدينة شينجدو، حيث سيتفقّد عدداً من المصانع العاملة في مجالي الطاقة والتكنولوجيا".

الزيارة، تأتي ضمن سياسة مصريّة تتجه شرقاً، في وقت لا تزال تشهد العلاقات بين القاهرة وواشنطن توتراً، بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي يوليو 3013، ومن المقرر أن تدشِّن زيارة الصين، مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، حيث أعربت الصين عن رغبتها في رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية"، وهو المستوى الذي تحتفظ به الصين مع عدد محدود من دول العالم.

ويلتقي السيسي، نظيره الصيني في قاعة الشعب الكبرى، حيث تقام مراسم الاستقبال الرسمية، تعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين بحضور وفدي البلدين، ثم مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة، وكذلك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في الكثير من المجالات التي تشمل التعاون الاقتصادي والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدني والتعليم والبيئة.

وتوقَّع السفير المصري لدى بكين، مجدي عامر، أن يكون العائد كبيراً من إطلاق مصر والصين شراكة استراتيجية، وقال، إن من المنتظر توقيع نحو 25 اتفاقية بين البلدين، بينها اتفاقيات في مجال الطاقة، فضلاً عن توقيع اتفاقية إنشاء القطار فائق السرعة، والذي سيربط بين الإسكندرية وأسوان.

المصالحة مع قطر

إلى ذلك، وفي إطار مساعي الصلح بين دولتي مصر وقطر، التي ترعاها السعودية، علمت "الجريدة" أن رئيس جهاز المخابرات القطرية، الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، بدأ محادثات في القاهرة أمس، على رأس وفد يضم 5 شخصيات مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء خالد فوزي.

وأوضح مصدر مطلع، أن "الزيارة تأتي في إطار سلسلة اللقاءات المستمرة بين الجانبين، للتوصُّل إلى حلول بشأن كل القضايا والملفات العالقة بين الجانبين"، مشيراً إلى أن الزيارة تُمهِّد لعقد قمة ثنائية بين الرئيس السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قريبا في الرياض".

ويبدو أن وسائل إعلام البلدين، بدأت تأخذ منحى إيجابياً، منذ أمس الأول، تجسّد في التهدئة الإعلامية الملحوظة حاليا من قبل إعلاميي الجانبين، فضلاً عن تخفيف حدّة المفردات التي كانت تستخدمها فضائية "الجزيرة" ووسائل إعلام مصرية، فيما توقع مراقبون أن تعاني قيادات الإخوان المقيمة حالياً في قطر حملة تضييق ربما تدفعها إلى الابتعاد عن الدوحة.

ولاحقاً، أعلنت قناة "الجزيرة مباشر مصر" في بيان أمس أنها أوقفت البث من الدوحة، إلى حين تهيئة الظروف لعودة البث من القاهرة.

خطف مواطن

أمنياً، وفي إطار الأعمال الإرهابية التي تقوم بها جماعات مسلحة في شبه جزيرة سيناء، اختطفت مجموعة، يعتقد أنها تنتمي إلى تنظيم "أنصار بيت المقدس"، مواطناً في الشيخ زويد، شمال سيناء، واقتادوه إلى جهة غير معلومة، وقال مصدر أمني، إن "المجموعة المسلَّحة اعترضت سيارة المواطن (ع.ه)، ظناً منها أنه يتعاون مع الجهات الأمنية".

في السياق ذاته، قرَّرت نيابة أمن الدولة العليا حبس 12 عضوا في خلية تكفيرية في محافظة الفيوم، تبيح قتل مدنيين، 15 يوما على ذمة التحقيقات، ووجهت إلى الموقوفين اتهامات بالانتماء إلى جماعة أُسست خلافاً لأحكام القانون والدستور، بهدف تعطيل مؤسسات الدولة ومنعها من ممارسة عملها.