نصسيشهد شهر مايو المقبل معارك رياضية على مستوى عال جدا، حيث ستحمل مباريات الدور قبل النهائي من بطولة دوري أبطال اوروبا نكهة خاصة للأندية الأربعة التي بلغت الدور.

Ad

وستكون مواجهة برشلونة الاسباني وبايرن ميونيخ الألماني بنكهة ثأرية نوعا ما، بعد الخسارة التي مني بها "البلوغرانا" أمام الفريق البافاري في موسم 2012-2013، حيث فاز البايرن 4-صفر، ذهابا على ملعب (أليانز أرينا) قبل أن يكتسح ملعب "كامب نو" 3-صفر ايابا، ليبلغ الألمان المباراة النهائية بمجموع سبعة أهداف نظيفة.

وستحمل المباراة اثارة أخرى بمواجهة غوارديولا مدرب بايرن وتياغو ألكاتنار لاعب الفريق البافاري لناديهما السابق برشلونة.

مواجهة صعبة

ومن المؤكد، ان المواجهة ستكون صعبة جدا على الطرفين، حيث يجيد بايرن ميونيخ اتباع أسلوب الاستحواذ والضغط العالي الذي طالما تميز به البرشا ولازال يتقنه، كما ان الفريقين يتميزان بالغزارة التهديفية، إذ أحرز برشلونة 91 هدفا في 33 مباراة بـ"الليغا" أي بمعدل 2.75 هدف في المباراة الواحدة، بينما احرز بايرن ميونيخ 77 هدفا في 30 مباراة، أي بمعدل 2.56 هدف في المباراة الواحدة، ويمتلك الفريقان نجوما كبارا في صفوفهما، اذ سيعول "البلوغرانا" على الثلاثي الخطير ميسي وسواريز ونيمار، بينما سيعول الفريق البافاري على ليفاندوفسكي وآرين روبن وتوماس مولر، الأمر الذي يشير الى أن تكتيك مدربي الفريقين سيكون عنصر الحسم في مواجهتي الذهاب والاياب.

 وبشكل عام يعتبر دفاع بايرن ميونيخ أكثر تنظيما والتزاما، بينما يعتمد "البرشا" على دفع خط الدفاع الى الامام لتجنب الوقوع تحت ضغط الخصم في المنطقة الخلفية التي قد تكلف الفريق الكثير.

وقد تكون لبايرن ميونيخ ميزة كبيرة بقيادة المدرب غوارديولا، الذي يعرف تماما نقاط ضعف فريقه السابق، وقد يستغل خبرته السابقة خير استغلال لإسقاط "البلوغرانا".

تاريخيا، يعتبر بايرن ميونيخ أعلى كعبا من برشلونة في مسابقة دوري ابطال اوروبا، حيث توج عملاق ألمانيا باللقب في خمس مناسبات، وبلغ المباراة النهائية عشر مرات، بينما فاز برشلونة باللقب في اربع مناسبات وبلغ المباراة النهائية سبع مرات، وعلى الرغم من ان لكل مباراة ظروفها التي لا تعترف بالتاريخ، فإن الخبرة وشخصية الفريق تلعبان دائما دورا فعالا في البطولات الكبرى، لاسيما دوري ابطال اوروبا.

نجوم الفريقين

من المنتظر أن يعتمد بايرن ميونيخ على ليفاندوفسكي وروبن ومولر في خط المقدمة، بينما يمني "البرشا" النفس بتألق ميسي ونيمار وسواريز، لذا ستكون المفاضلة بين الفريقين صعبة للغاية، نظرا لقيمة العناصر التي يمتلكانها في الشق الهجومي مع افضلية ضئيلة لبرشلونة، بسبب وجود "البرغوث" الارجنتيني الذي غالبا ما يرجح كفة فريقه.

 وسيكون للعوامل الاخرى تأثيرا بالغا على سير المباراة، ويأتي على رأسها خبرة المدربين، فغوارديولا، كما ذكرنا سابقا، لديه معرفة كبيرة بقدرات فريقه السابق برشلونة، علاوة على خبرته في البطولة الاوروبية الكبرى، بينما يعتبر انريكي مدرب البرشا قليل الخبرة مقارنة بالاسباني غوارديولا.

 امر آخر سيكون عاملا مهما قد يرجح كفة احد الخصمين، هو قيمة خط الدفاع الذي سيتحمل عبء الوقوف بوجه نجوم خط هجوم الفريقين على حد سواء، وقد يعاني "البرشا" من هذا الجانب بسبب تراجع مستوى بعض لاعبي الخط الخلفي، حيث لا يقدم دانيل ألفيس المستوى الذي كان عليه سابقا، كما ان ألبا وبيكيه يقعان في بعض الاخطاء التي قد تكلف فريقهما غاليا، بينما سيكون بارين ميونيخ أكثر ارتياحا في هذا الجانب، حيث يعتبر مانويل نوير أحد أفضل حراس المرمى في العالم ان لم يكن الافضل، وهو صمام امان الفريق، كما ان وجود فيليب لام وديفيد الابا والمهدي بنعطيه وبواتنغ ورافاينيا، يعطي للبايرن الاطمئنان الكافي مقارنة بمدافعي "البرشا".

يوفنتوس وحلم

تخطي «الملكي»

على الجانب الاخر، ستكون مواجهة يوفنتوس الايطالي وريال مدريد الاسباني مثيرة جدا، نظرا لقيمة الفريقين على الساحة الدولية، ورغم ان فريق السيدة العجوز ابتعد لفترة طويلة عن الادوار المتقدمة في دوري ابطال اوروبا، فإنه يمتلك الخبرة الكافية للعب تلك الادوار.

 ومن المعروف ان يوفنتوس بطل ايطاليا للسنوات الثلاث الماضية يستعد للتتويج هذا الموسم ايضا بلقب الدوري الايطالي، حيث يبتعد بفارق 14 نقطة عن لاتسيو وتتبقى له 6 مباريات فقط، ولذلك سيكون الفريق الايطالي أكثر ارتياحا من ريال مدريد، صاحب المركز الثاني في "الليغا" حاليا، والذي يخوض منافسة صعبة مع برشلونة المتصدر بفارق نقطتين، وبذلك سيكون بإمكان يوفنتوس اراحة لاعبيه قبل مواجهة النادي الملكي ويحظى بفترة استعداد كافية.

فنيا، بالتأكيد يتفوق الريال بشكل كبير من حيث العناصر الذي يمتلكها مقارنة بـاليوفي، فصفوف النادي الاسباني تعج بنجوم اللعبة، بوجود كل من البرتغالي رونالدو والمكسيكي تشيتشاريتو هيرنانديز، ويزداد القلق من استمرار غياب الويلزي غاريث بيل والفرنسي كريم بنزيمة، لذلك قد يواجه يوفنتوس خصما لم يواجه مثيلا له منذ سنوات، ابتعد فيها الفريق الايطالي عن مواجهة كبار اوروبا، في حال مشاركة جميع نجوم النادي الاسباني.

من جانبه يعول يوفنتوس على المايسترو بيرلو، ورغم تراجع مستواه بشكل طفيف خلال الموسم الحالي، فإنه قد يشكل عنصرا حاسما من خلال تمريراته المتقنة من مسافات بعيدة، كما يعتمد يوفنتوس على الهداف الارجنتيني تيفيز صاحب الخبرة الكبيرة.

نظريا، سيعتمد يوفنتوس على دفاعه المحكم، وإغلاق مناطقه الخلفية لتجنب معضلة مواجهة رونالدو ورفاقه لمدافعي يوفنتوس وجها لوجه، وكما فعل يوفنتوس امام كل من موناكو الفرنسي في الدور ربع النهائي وقبله بروسيا دورتموند الألماني في ثمن النهائي، حيث اعتمد على اغلاق مناطقه الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة، سيفعل ذلك مجددا امام خصم أقوى بكثير ممن لعب امامهم يوفنتوس منذ بداية الموسم، بينما سيكون لريال مدريد ميزة كبيرة أخرى، حيث ستلعب خبرة المدرب الايطالي انشيلوتي دورا كبيرا امام اليغري الاقل خبرة، خاصة أن انشيلوتي يعلم جيدا الكرة الايطالية ويوفنتوس تحديدا.

صحيح ان أغلب المعطيات تشير الى تفوق ريال مدريد على منافسه الايطالي، الا ان يوفنتوس أثبت في العديد من المواجهات السابقة علو كعبه على الفرق الاسبانية، وعلى رأسها ريال مدريد، الذي تجرع مرارة الهزيمة من "السيدة العجوز" في الكثير من المناسبات السابقة.