قال خبير كويتي في استراتيجيات النفط أن الانخفاض الحاصل في اسعار النفط لم يكن ليتوقف لو اتخذت منظمة "اوبك" قرارا بخفض انتاجها مشيرا الى ان سعر برميل النفط الكويتي سيدور في فلك 55 الى 60 دولارا خلال الفترة المقبلة.

واوضح الخبير النفطي محمد الشطي ان الانخفاض الحاصل في اسعار النفط في الفترة الراهنة هو بسبب زيادة الفائض في المعروض خصوصا من دول خارج منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بالإضافة الى المخاوف من تباطؤ في اداء الاقتصاد العالمي وهو ما يؤثر على الطلب ويجعله يتراجع.

Ad

واضاف ان قرار منظمة "أوبك" بالمحافظة على مستوى الانتاج عند 30 مليون برميل يوميا ليس مؤثرا على الاسعار لوجود فائض كبير في المعروض وهو السبب الاساسي في هبوط الاسعار موضحا أن "أوبك" لو اتخذت قرارا بخفض الانتاج فإن الاسعار كان يمكن أن ترتفع لفترة وجيزة ومن ثم تعود للهبوط.

واشار الى ان الاسعار انخفضت حاليا بشكل كبير وربما تستمر في الهبوط ولكن بشكل بطيء متوقعا أن يدور سعر برميل نفط خام الاشارة مزيج برنت في فلك بين 60 و65 دولارا في حين يقل عنه برميل النفط الكويتي بنحو خمسة دولارات ليتراوح بين 55 و60 دولارا.

غموض الأسعار

واوضح انه في الوقت الراهن لا يستطيع أحد أن يتنبأ بشكل دقيق بما سيحدث في الاسعار ولأول مرة تكون المسألة بهذا الغموض وأن الاسعار هي التي ستحدد السوق متوقعا أن لا يحدث هبوط كبير عن المستوى الحالي لهذه الاسعار.

وافاد بان الهبوط والصعود خلال الايام المقبلة سيكون وفقا لمحددات معينة منها ارتفاع وانخفاض المخزون الاستراتيجي والمؤشر الاقتصادي مشيرا الى ان الاسعار قد تنخفض خمسة دولارات اخرى على مدى الشهرين المقبلين.

وحول تأثير انخفاض الاسعار على دولة الكويت افاد الشطي بانه لن يكون هناك تأثير على المدى القصير حيث اوشكت السنة المالية على الانتهاء ولم يتبق منها سوى اربعة اشهر لافتا الى ان متوسط سعر البرميل حتى الان خلال هذه السنة المالية يبلغ نحو 90 دولارا وهو اعلى من سعر التعادل في الموازنة.

خسارة الكويت

وذكر ان ما حدث بالنسبة للكويت هو خسارة في الايرادات او الفوائض المالية بحكم الهبوط الكبير الذي يصل الى نحو 41 دولارا في البرميل وهو ما سيؤدي لتقلص في الايرادات فقط حيث الزيادة في الاسعار السابقة تعوض النقص الحالي وليس من المتوقع ان يهبط سعر البرميل الكويتي عن هذا المستوى بشكل كبير.

وبخصوص النفط الصخري او النفوط مرتفعة الكلفة في الانتاج والتي كانت سببا رئيسا في زيادة الانتاج العالمي وانخفاض اسعار النفط توقع الشطي ان تتأثر كل انواع النفط مرتفعة الكلفة الانتاجية وهي النفط الصخري والرملي والمستخرج من المياه العميقة بهذا الانخفاض الحاد في الاسعار ولكن ربما يحدث ذلك خلال النصف الثاني من عام 2015.

واما على المدى القصير فقال الشطي ان التأثير سيكون بالنسبة لخطط التوسع في انتاج هذه النفوط بينما لن يتأثر الانتاج الحالي بشكل كبير مشيرا الى ان كلفة انتاج هذه النفوط تراوح بين 40 و110 دولارات للبرميل بحسب اماكن الاستخراج وطرق الاستخراج ايضا.

واوضح ان الاماكن التي ينتج منها النفط بكلفة تصل الى 110 دولارات هي اماكن محدودة مشيرا الى انه من الطبيعي ان يزداد الطلب على النفط في ظل انخفاض الاسعار وارتفاع معدل الاستهلاك حيث ان انخفاض الاسعار ايضا يساعد الاقتصاد على النمو والاستقرار والتعافي.

وقال الشطي: "لا احد يستطيع التوقع حاليا ولكن المفترض الا تستمر هذه الموجه من الهبوط وان تصل الى سعر القاع قريبا، ومن ثم تبدأ الاسعار في الارتفاع مرة اخرى".

وفي نظرة تاريخية على اسعار النفط افاد الشطي بان الاسعار كانت مقاربة لهذه المستويات في عام 2010 حيث وصل متوسط سعر برميل النفط الكويتي في مايو 2010 الى نحو 66.42 دولارا وصعد الى 67.50 في يوليو 2010 ثم الى 68.44 في اغسطس 2010.

وحول الخطوات التي على الكويت اتخاذها لتعويض الخسائر في اسعار النفط افاد الشطي بانه يتعين على الكويت اجراء سياسة اصلاحية بتنويع الاقتصاد والاهتمام بالمشاريع الاستثمارية في الطاقة الشمسية والتوسع في الطاقة التحويلية وصناعة البتروكيماويات.

واوضح ان وضع الكويت هو من افضل اقتصادات المنطقة وهو امر معروف للجميع وتستطيع تحمل انخفاض الاسعار فترة طويلة مبينا ان الاسعار ربما تظل منخفضة لفترة قد تطول ولذلك لابد من اخذ الحيطة ووضع سياسات تدعم الاقتصاد حتى لا يكون هناك اعتماد على النفط بشكل كامل. وشدد على ضرورة ترشيد الانفاق والاستهلاك للنفط ورفع الدعم بصورة تدريجية لا تضر بالمواطن بعد دراسة ذلك بشكل جيد مشيرا الى انه آن الاوان للاسراع في الدراسة والتطبيق حيث يبدو "كأن هناك اتفاقا" لتبقى الاسعار ضعيفة لفترة قادمة.