بدأت المنشطات المحظورة في المنظومة الرياضية تتسلل إلى ملاعبنا، وهي تعد آفة خطيرة ومنتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، لذا تعاونت اللجنة الأولمبية الدولية مع العديد من الاتحادات لمحاربة هذه الظاهرة ومكافحتها، لوقف انتشارها الذي أضر بالعديد من الرياضيين الذين تمت معاقبتهم بإيقاف نشاطهم الرياضي في مختلف المجالات.

Ad

وحول هذا الموضوع التقت «الجريدة» د. هناء البطي رئيسة اللجنة الكويتية لمكافحة المنشطات، التي أنشأتها الكويت مواكبة لركب مكافحة هذه الآفة، حيث تحدثت البطي عن دور اللجنة ونشاطها وطريقة عملها، مبينة أن اللجنة لا تفحص اللاعبين أثناء تدريباتهم في الأندية لعدم وجود اوقات محددة للتدريبات، فضلاً عن عدم تعاون الأندية معها. وإلى التفاصيل:

● ما دور اللجنة الكويتية لمكافحة المنشطات؟

- الحفاظ على القيمة الجوهرية للرياضة، والتي يشار اليها باسم "الروح الرياضية" التي تشكل جوهر الحركة الاولمبية باعلائها مبدأ اللعب النزيه، حيث تمثل تلك الروح الرياضية الاحتفاء بروح الانسان جسداً وفكراً.

● ما العقوبات المفروضة على من يتعاطون تلك المنشطات؟

- شكرا على هذا السؤال، تعتمد العقوبات المفروضة على "المتنشطين" على نوع المادة وعلاقتها بنوع الرياضة، وكانت العقوبات تبدأ من السنتين، غير أنها قد تخفض أحيانا الى التوبيخ فقط والانذار، إلا أن القانون الجديد للمدونة العالمية لمكافحة المنشطات، وهي الدستور الذي تستقي منه اللجنة الكويتية لمكافحة المنشطات قواعدها، والذي بدأ من 1 يناير الماضي، بدأ تلك العقوبات من أربع سنوات.

● هناك اتهام بالتساهل مع اللاعبين "المتعاطين"!

- تتميز اللجنة الكويتية لمكافحة المنشطات بالشفافية والمصداقية على المستويين المحلي والدولي، والعدالة مع الجميع، حيث تأخذ على عاتقها تحقيق مبدأ العدالة، فكيف تتساهل مع "المتنشطين"، وأكبر دليل عدد الحالات الموقوفة من مختلف الرياضات ومعظم الأندية.

● بم تقوم اللجنة ضمن إطار حملات توعية الرياضيين؟

- قامت اللجنة بعدة حملات توعية للرياضيين والاداريين والاتحادات الرياضية، ففي شهر يناير 2015 قدمت بمعية نادية الشمالي محاضرة حضرها كل الاتحادات في المجلس الأولمبي الآسيوي، وكانت بخصوص توضيح اهم المتغيرات التي طرأت على القانون الجديد، كما قام فريق التوعية والاعلام التابع للجنة الكويتية برئاسة د. محمد الدوسري بتقديم عدد من ورش العمل للرياضيين في بعض الاتحادات المتعاونة، كالاتحاد الكويتي لكرة القدم واتحاد الاسكواش واللجنة الاولمبية النسائية.

 وتجدر الاشارة هنا الى ان بعض الاتحادات تقوم بالتأجيل اكثر من مرة لدوراتها مما يجعلها تتضارب مع مواعيد الفعاليات الاخرى، مما يؤدي الى الغائها، وكذلك تم عمل عدد من الفلاشات في تلفزيون الكويت وعدد من المقابلات التلفزيونية والاذاعية، وجميعها يستهدف الرياضيين بالدرجة الاولى، غير أن عمل اللجنة لا يقتصر على الرياضيين فقط، إذ تم تقديم عدد من المحاضرات التوعوية في بعض المدارس لتوعية النشء، فضلاً عن محاضرات عامة للجمهور، وكان ذلك من خلال المشاركة بماراثون "تقبل" للصحة النفسية، حيث ان ظاهرة تناول المنشطات متفشية بشكل مخيف في بلادنا بسبب عدم وجود الرقابة من وزارتي الصحة والتجارة.

● أين يتم فحص العينة... في مختبرات كويتية أم ترسل إلى الخارج؟

- تعتمد اللجنة في فحوصاتها على المختبرات المعتمدة من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات والتي لا يتجاوز عددها عن 32 مختبراً، وأصبحت الآن مع انضمام مختبر قطر 33 والذي يعتبر المختبر الوحيد في الخليج والشرق الاوسط المعتمد من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، ولا يوجد مختبر لعمل هذا الفحص في الكويت.

● كيف يتم العمل على تحديث قائمة الممنوعات، وهل تزود بها الأندية؟

- تقوم الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بتحديث قائمة المحظورات كل سنة بشهر نوفمبر ويتم تفعيلها اعتبارا من 1 يناير من كل سنة، وعليه تقوم اللجنة الكويتية في شهر ديسمبر من كل سنة بتعميم القائمة على جميع الاتحادات والاندية، وذلك عن طريق ارسالها إلى اللجنة الاولمبية الكويتية والتي تعتبر حلقة الوصل بين الاتحادات واللجنة.

● هناك لاعبون لا يسجلون أسماءهم في "السكور شيت" قبل المباراة بعد علمهم بوجود اللجنة وينجحون في التهرب من الفحص؟

- للأسف، نعم كثير من اللاعبين وبتحريض من بعض الاداريين يقوم بهذا العمل، لكن اللجنة تقوم بتدوين جميع المنسحبين وإخضاعهم للفحص المستهدف، وهذا من حق اللجنة عند وصول معلومات لها عن تهرب اللاعبين من هذا النوع من الفحوصات.

● لماذا لا تقومون بفحص اللاعبين أثناء تدريباتهم مع النادي؟

- لعدم وجود اوقات محددة للتدريب، وكذلك لعدم تعاون الأندية معنا.

● معظم اللاعبين يدعون أنه يتعاطون أدوية طبية، فما الأعذار المقبولة في مثل هذه الحالات؟

من حق جميع الرياضيين تناول ما يحتاجونه من ادوية حسب ما تتطلبه حالتهم الصحية، لان من اهداف اللجنة المحافظة على صحة الرياضيين، ولكن على الرياضي ان يقوم بتقديم طلب للجنة يسمى طلب الاعفاء للاستخدام العلاجي، ويكون مدعماً بالتقارير الطبية المعتمدة، وبدورنا نرفعه للجنة الاعفاءات العلاجية المعتمدة من الوكالة العالمية، والمشكّلة من 3 اطباء، وهنا خاصة اتوجه للرياضيين الذين يعانون من مرض الضغط أو السكر أو الربو والأمراض المزمنة.

● هل تعتد اللجنة بشهادات أطباء الأندية وتوصياتها لحالة اللاعب، لاسيما أن بعضهم متهم بالتواطؤ مع اللاعبين للحصول على شهادة طبية تسمح لهم بالحصول على هذه الأدوية؟

- لا كما سبق أن ذكرت، يجب ان يكون التقرير معتمداً من وزارة الصحة ومرفقاً بالتحاليل والأشعة اللازمة إذا استدعى الأمر، وتقوم اللجنة بعرض الأمر على اللجنة المختصة لديها، وهنا قد تتم الموافقة، وقد يرفض، كما ان الاعفاء يكون محدداً بفترة زمنية وينتهي.

● يتم الإعلان في العالم عن الرياضي "المتنشط" بجميع الوسائل الإعلامية، فلماذا لا يحدث هذا في الكويت؟

للامانة يتم الاعلان فقط في الصحف الرسمية، وسوف نعلن بعد أيام قليلة عن حالات 2015، وهنا يجب ان اذكر أن نسبة الحالات "المتنشطة" بين الرياضيين قد انخفضت بشكل ملحوظ والحمدلله، حيث أصبحت 3 في المئة فقط لعام 2014-2015، بينما كانت 12 في المئة عام 2013-2014، واتمنى ان نصل إلى صفر في المئة... وأخيرا شكرا لاهتمامكم وحرصكم، ويسعدنا دعمكم وعملكم معنا لتوعية الرياضيين والشباب.