يبدأ الرئيس السيسي زيارة رسمية للكويت، يرجح المراقبون أن تحمل تأكيداً جديداً لقوة العلاقات الثنائية التي خطّها حكام الكويت على مدى العقود الماضية، والتي انعكست إيجاباً على مصالح البلدين. يصل إلى البلاد اليوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والوفد الرسمي المرافق له في أول زيارة رسمية للبلاد تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات رسمية مع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، تتناول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله، إن «مجلس الوزراء يرحب بالزيارة التي سيقوم بها للبلاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق له اليوم».وأضاف العبدالله في تصريح صحافي أمس ان «هذه الزيارة تأتي في إطار الروابط الأخوية الحميمة التي تربط بين البلدين الشقيقين، واستمراراً للعلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين الشقيقين»، متمنيا للضيف والوفد المرافق له طيب الإقامة في البلاد.وذكر أن «مجلس الوزراء عبّر عن ارتياحه لما تشهده مصر الشقيقة من أمن واستقرار وخطوات جادة على طريق التقدم والازدهار، مؤكدا ثقته بأن هذه الزيارة ستأتي بثمارها الطيبة لما فيه تحقيق المصلحة المشتركة بين البلدين الشقيقين».تنامي العلاقاتوتشهد العلاقات بين البلدين تناميا ملحوظا في مختلف المجالات، وهو ما أكده سمو أمير البلاد أخيرا بقوله «إن مصر عزيزة على الكويت، ولن تتأخر عنها أبداً».وينتظر أن تحمل الزيارة المرتقبة اليوم تأكيدا جديدا على قوة العلاقات الثنائية التي خطها حكام الكويت على مدى العقود الماضية، والتي انعكست إيجاباً على مصالح البلدين.وتوقع رئيس المكتب التجاري بالسفارة المصرية لدى الكويت، جمال فيصل، أن تساهم زيارة السيسي في دعم الجهود المبذولة لتطور العلاقات الثنائية اقتصاديا واستثماريا.وقال فيصل في لقاء مع «كونا»، أمس، إن نسبة الزيادة في حجم التبادل التجاري بين البلدين (دون المواد البترولية) بلغت نحو 32 في المئة في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2014، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2013.وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين البلدين (دون المواد البترولية) بلغ نحو 328 مليون دولار خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2014، منها 276 مليون دولار صادرات مصرية الى الكويت، ونحو 33 مليون دولار واردات من الكويت الى مصر.وذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2013 بلغ 405 ملايين دولار سنويا، (دون المواد البترولية)، بزيادة نسبتها 16 في المئة مقارنة بعام 2012، لافتا إلى أن حجم الصادرات المصرية الى الكويت خلال 2013 بلغ نحو 345 مليون دولار سنويا، بينما بلغت الواردات إلى مصر من الكويت نحو 60 مليون دولار سنويا.تطور وازدهاروبيّن أن حجم الاستثمارات الكويتية في مصر يبلغ نحو 2.8 مليار دولار حاليا، وبلغ عدد الشركات الكويتية في مصر 927 شركة تعمل في عدة قطاعات، أهمها السياحة والتمويل والصناعة والعقارات، مشيرا إلى أن النشاط التجاري والاقتصادي بين البلدين آخذ في التطور والازدهار.وبرزت نظرة حكام الكويت لأهمية العلاقة مع مصر منذ فترة ما قبل الاستقلال، فقد كانت سنة 1954 من السنوات المهمة في تاريخ العلاقات الكويتية- المصرية، ففيها ارتقى النشاط الذي قاده الشيخ عبدالله الجابر، بصفته ممثل حاكم الكويت آنذاك، بمستوى هذه العلاقات عندما زار القاهرة واستُقبل هناك بحفاوة بالغة.ولعل الموقف المصري أثناء معركة الكويت لنيل استقلالها كان حازما إلى الحد الذي تتطلع إليه الكويت نحو إقامة دولة ذات كيان وسيادة، فقد أكد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر أن «استقلال الكويت خطوة كان من المحتم تشجيعها وتأمينها تمكينا لروح الوطنية العربية».وفي عام 1966 زار الأمير الراحل الشيخ صباح السالم مصر، حيث اجتمع مع عبدالناصر لوضع نهاية لحرب اليمن.وسجل الشيخ صباح السالم مواقف مشرفة لدولة الكويت في حربي 1967 و1973 على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية، دعما للموقف العربي عموما، ولمصر الشقيقة خصوصا.وشاركت الكويت في تلك الحرب من خلال لواء اليرموك وتقديم ثلثي تسليح الجيش الكويتي إلى مصر، واختلطت الدماء الكويتية بالدماء المصرية، لتؤكد تلك المشاركة إيمان القيادة الكويتية بأن مصر لابد أن تبقى دولة مستوفية لشروط قيادة الأمة العربية.مرحلة متميزةومنذ أن تولى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد مقاليد الحكم بنهاية عام 1977 سطر مرحلة جديدة ومتميزة من العلاقات الثنائية مع مصر على مختلف الصعد، وشهدت فترة حكمه لقاءات ثنائية عديدة مع الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك، أثمرت لاحقا موقفا مصريا حاسما في وجه الاحتلال العراقي للأراضي الكويتية عام 1990.وحرص الأمير الراحل بعد التحرير، على زيادة أواصر العلاقات مع مصر، وكلل ذلك بتأسيس اللجنة العليا المشتركة المصرية- الكويتية عام 1998 لتحقيق أكبر قدر من التنسيق والتعاون المشترك في مجالات التعاون المختلفة، إضافة الى ارتباط البلدين بالعديد من بروتوكولات التعاون بين مؤسسات كلا البلدين.وتوج سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مسيرة العلاقات الأخوية مع مصر بإعلان دولة الكويت وقوفها الدائم إلى جانب مصر، خصوصا في السنوات الأخيرة من خلال الدعمين السياسي والاقتصادي الذي اكتمل بتقديم المنح المالية العاجلة بناء على توجيهات سموه.علاقة فريدةوترتبط الكويت ومصر بعلاقة فريدة من نوعها على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية، ولاسيما السياحية باتت نموذجا يحتذى للعلاقات بين الدول.ومن أبرز المؤشرات الدالة على تميز العلاقة الكويتية- المصرية ما تعكسه حركة السفر الجوية بين البلدين، حيث تبين أن عدد الرحلات بين البلدين لا يقل عن 35 رحلة أسبوعيا.وبين بعض العاملين في شركات السياحة أن أبرز دواعي السفر يكمن في أعداد أبناء الجالية المصرية في الكويت التي تتجاوز 500 ألف نسمة، فضلا عن الطلبة الكويتيين المقدرة أعدادهم بالآلاف، إضافة إلى إقبال الكويتيين على السفر الى مصر للسياحة، وكذا حجم الاستثمارات الكويتية.ويشير عدد من المواطنين الى أنهم يملكون وحدات سكنية في مصر منذ السبعينيات، وأنهم اعتادوا قضاء إجازاتهم في العاصمة القاهرة سنويا دون انقطاع. كما يشير عدد من الطلاب الى أهمية مصر بالنسبة الى دراسة الكويتيين الذين يعتبرونها الوجهة الأبرز لدراساتهم العليا.
محليات
الكويت ترحب بزيارة السيسي... ومباحثاته مع الأمير تتناول العلاقات
05-01-2015