خسارة الوزن وعلاج المساعدة على التنفس يشكلان مفتاحين أساسيين للتغلب على مشكلة الشخير الشائعة بين الرجال. الشخير ليلاً والتعب المستمر نهاراً إشارتان بارزتان إلى انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. في هذه الحالة الشائعة بين الرجال، يقفل مجرى الهواء العلوي مراراً خلال الليل، ما يحدث خللاً في النوم ويحرم الدماغ الأوكسجين. من الممكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن يحسن انقطاع النفس. وتشمل التغييرات خسارة الوزن إن كنت تعاني الوزن الزائد والنوم على جانبك كي تسهم في إبقاء مجاري الهواء مفتوحة.يبقى العلاج الأفضل لانقطاع النفس أثناء النوم وضع قناع على الوجه يكون موصولاً بمضخة هواء توضع إلى جانب السرير. يُدعى هذا النظام علاج الضغط الإيجابي المتواصل على المسالك الهوائية. لكن بعض المرضى يشعر أن هذا القناع مزعج جداً ويرفض وضعه. نتيجة لذلك، يعاني نقص الأوكسجين والتعب، ما يرفع خطر تعرضه للحوادث ويعرض القلب لإجهاد غير ضروري.ولكن على مستخدمي جهاز الضغط الإيجابي المتواصل الجدد ألا يستسلموا بسرعة. فيشكل العثور على قناع يُلائمهم خطوة أساسية. يذكر الدكتور سانجاي باتل، بروفسور مساعد متخصص في الطب في كلية الطب في جامعة هارفارد: {إذا استسلمت بعد تجربة القناع الأول، فلم تعطِ إذاً هذا الجهاز فرصة منصفة. أخبر طبيبك أن القناع يسبب لك المشاكل، واسأله عما إذا كنت تستطيع استعمال أي أمر آخر}.من حسن الحظ أن شركات الأقنعة في بعض البلدان تمنح المرضى فترة اختبار مدتها 30 يوماً يمكنهم خلالها تجربة معدات مختلفة. ومن الضروري أن تبذل جهدك للنجاح في استخدام الجهاز لأن البدائل محدودة وأقل فاعلية.انقطاع النفس الانسداديإذا كنت تعاني ثلاثة من هذه المؤشرات أو أكثر، فأنت مصاب على الأرجح بانقطاع النفس. ناقش هذه المسألة مع طبيبك:• الشخير: هل قال لك أحد أنك تشخر ليلاً؟• التعب: هل تشعر دوماً بالتعب خلال النهار؟• الانسداد: هل تعرف ما إذا كنت تتوقف للحظات عن التنفس أثناء النوم؟ أو هل لاحظ أحد هذه المشكلة عندك؟• الضغط: هل تعاني ارتفاع ضغط الدم؟ أو هل تتناول أدوية لضبط ارتفاع ضغط دمك؟• مؤشر كتلة الجسم: إذا كان مؤشر كتلة جسمك 30 أو أعلى، فأنت إذاً عرضة لهذا المرض.• السن: هل بلغت الخمسين من عمرك أو تخطيتها؟ يصبح انقطاع النفس هذا أكثر شيوعاً مع التقدم في السن.• العنق: هل يزيد محيط عنقك على 43 سنتمتراً (للرجال)؟• الجنس: هل أنت رجل؟ يُعتبر الرجال أكثر عرضة لهذا الاضطراب.أسسعندما تنام، من الطبيعي أن ترتخي أنسجة مجرى الهواء العلوي قليلاً، إلا أنك تتمكن من مواصلة التنفس بحرية. في حالة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، ينهار مجرى الهواء من حين إلى آخر، مقفلاً الجهة الخلفية من الحنجرة. فيسبب ذلك التوقف الموقت عن التنفس بشكل طبيعي.قد لا تدرك أنك تعاني انقطاع النفس إلى أن يلاحظ أحد ينام معك في الغرفة ذاتها أنك تختنق أو تحاول جاهداً للتنفس خلال لحظات قليلة ليلاً، ساعياً إلى التقاط أنفاسك. ولكن من الممكن أن يعاني الرجل هذا الاضطراب من دون أن يشخر.في حالة الرجال المسنين، قد يخلط المريض بين انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم وبين التبول الليلي (الحاجة إلى النهوض مراراً ليلاً للتبول). ويعود ذلك على الأرجح إلى أن الصعوبة في التنفس تزيد الضغط في منطقة البطن، ما يفاقم بدوره الضغط على المثانة. بالإضافة إلى ذلك، يستيقظ الرجال الذين يعانون انقطاع النفس مراراً ليلاً، ما يزيد فرص التفكير: {علي أن أذهب إلى الحمام}.إذا ظن طبيبك أنك تعاني انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، فقد تُضطر إلى تمضية ليلة في أحد مختبرات النوم. هناك، تُراقب أجهزة استشعار تنفسك، نمط نومك، حركة صدرك، ونسبة الأوكسجين في دمك أثناء النوم. ولكن في حالة انقطاع النفس العادية، صار من الشائع اليوم إجراء الاختبار في المنزل بواسطة أجهزة توصلها أنت بنفسك إلى جسمك. وإذا كشفت دراسة النوم عن خمس نوبات أو أكثر من انقطاع النفس في الساعة، مع معاناتك التعب في اليوم التالي، يعني هذا أنك مصاب بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. أما في حالة انقطاع النفس الحادة، فقد يصل عدد النوبات إلى العشرات أو حتى المئات كل ليلة.تحسّن معالجة انقطاع النفس نوعية الحياة إلى حد كبير. فالاستيقاظ المتكرر ونقص الأوكسجين يؤديان إلى التعب، اضطرابات الذاكرة، وارتفاع خطر السقوط أو التعرض لحادث سيارة. كذلك قد يتحول الشخير وأصوات الاختناق إلى مشكلة لمن يشاركونك في غرفة نومك.القلبيزيد انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، إن لم يُعالج، الضغط على كامل الجهاز القلبي الوعائي. فيرتفع ضغط الدم ليلاً، وقد يبقى مرتفعاً خلال اليوم التالي. صحيح أن مَن يعانون انقطاع النفس ولا يتلقون العلاج يكونون أكثر عرضة لمشاكل القلب والسكتة الدماغية، إلا أن الأدلة لم تؤكد بعد أن استعمال جهاز الضغط المتواصل يحد من هذا الخطر. ولا تزال التجارب جارية لمعرفة ما إذا كان استعمال الجهاز باستمرار يحول دون الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.يخفض الجهاز ضغط الدم، إنما بمقدار محدود. يشير الدكتور باتل: «لا يُعتبر هذا الانخفاض كبيراً بقدر ما تختبره عندما تتناول أدوية ضغط الدم، إلا أن تأثيراته مشابهة لتأثيرات الانتقال إلى اتباع نظام غذائي قليل الملح».اختبار النوم المنزلييتطلب التأكد من أنك تعاني انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم تمضية ليلة في أحد مختبرات النوم. ولكن صار من الشائع اليوم إجراء الاختبار في المنزل بواسطة أجهزة يمكنك تشغيلها بنفسك. ولا شك في أن هذا خيار مفيد لمن يواجهون مشكلة في النوم في محيط غريب.تلائم دراسات النوم في المنزل مَن يعانون النوع الشائع من انقطاع النفس الناجم عن ارتخاء مسالك الهواء، بخلاف مَن يعانون مشكلة عصبية كامنة أو مرضاً في الرئة. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر هذه الدراسات أقل كلفة بكثير من تمضية ليلة في مختبر النوم.المسالك الهوائيةيتطلب علاج الضغط الإيجابي المتواصل على المسالك الهوائية وأشكال العلاج الأخرى ارتداء قناع طوال الليل. يغطي قناع كامل الوجه الأنف والفم، في حين أن قناع الأنف يغطي الأنف فحسب. لكن الشركات المتخصصة تبتكر نماذج جديدة كل سنة. وصارت الأقنعة العالية الجودة خفيفة وتلائم الوجه تماماً. ولكن ما من قناع يُعتبر بالضرورة أفضل من غيره. يبقى القناع الأفضل ما يمكنك وضعه طوال الجزء الأكبر من الليل.يعتاد معظم الناس وضع هذا الجهاز بمرور الوقت، حتى إن بعضهم صار يعتبر أنه يساعده على النوم. ولكن ثمة أناس يعجزون عن اعتياده. في هذه الحالة، البدائل محدودة وليست فاعلة بالنسبة إلى معظم الناس. إليك البدائل الأبرز:• الأوكسجين الإضافي: قد ينصح الأطباء من يعانون حالة متوسطة الحدية إلى حادة من انقطاع النفس بالاستعانة بإمداد أوكسجين عادي خلال الليل للحد من تأثيرات انقطاع النفس القلبية الوعائية. لكن الأدلة على أن هذه الخطوة مفيدة ليست قوية. فقد أظهرت تجربة سريرية أخيرة نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine أن الأوكسجين الإضافي لا يؤثر في ضغط الدم طوال أربع وعشرين ساعة.• الجراحة: طُور عدد من الإجراءات الجراحية للحد من الشخير وتصحيح بنية المسالك الهوائية. لكن الدكتور باتل يؤكد: {من المؤسف أن الجراحات المحدودة لا تنجح في علاج انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، في حين أن الجراحات الكبيرة تُعتبر عمليات شاملة تتطلب من شهر إلى اثنين للتعافي. نتيجة لذلك، لا تُعتبر الجراحة خياراً جيداً بالنسبة إلى معظم الناس}.• جهاز فموي: يستطيع طبيب الأسنان أن يعد جهازاً فموياً ليلياً خاصاً بغية دفع الفك نحو الأمام وإبقاء مسالك الهواء مفتوحة. لكن هذه الخطوة لا تفيد الجميع، فضلاً عن أنك لا تستطيع استعمال جهاز مماثل إن كنت تضع طقم أسنان اصطناعياً. ولكن إن كان المريض يعاني حالة خفيفة إلى معتدلة من انقطاع النفس ولم ينجح في استعمال جهاز الضغط الإيجابي، فمن الممكن لاتداء جهاز فموي كل ليلة الحد عموماً من عدد نوبات انقطاع النفس شهرياً.السمنةتُعتبر زيادة الوزن على الأرجح عامل الخطر الأكبر في حالة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. يوضح الدكتور باتل: {من الممكن لإنزال كل المرضى إلى وزنهم المثالي أن يلغي على الأرجح نصف حالات انقطاع النفس}.لكن الرابط بين الوزن الزائد وانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم يختلف باختلاف الأفراد. فمن الممكن أن تعاني انقطاع النفس حتى لو كان وزنك صحياً، أو أن تخسر مقداراً كبيراً من الوزن من دون أن تشفى من هذه الحالة.رغم ذلك، تعزز خسارة الوزن، فضلاً عن استعمال جهاز الضغط الإيجابي المتواصل، القدرة على ضبط ضغط الدم. كذلك تحد خسارة الوزن عدد نوبات انقطاع النفس كل ليلة.يذكر الدكتور باتل أن من الممكن لخسارة مقدار كبير من الوزن أن تعكس على الأرجح انقطاع النفس في حالة مَن يعانون شكلاً متوسط الحدية من المرض. ويضيف: {حصلنا على عدد من التجارب التي تشير إلى أن خسارة الوزن في حالة مرضى انقطاع النفس المعتدل قد تكون كافية للتخلص من هذه الحالة. ولكن من الصعب توقع كمية الوزن التي يجب على كل مريض خسارتها كي يتمكن من التخلص من مرضه}.ولكن في شتى الأحوال، لا ضرر مطلقاً من خسارتك بعض الوزن. يقول الدكتور باتل: {يساعدك جهاز الضغط الإيجابي المتواصل على المسالك الهوائية في الشعور بتحسن. ولكن إذا أضفت خسارة الوزن إلى ذلك، فلا شك في أن هذه الخطوة ستعود بفوائد بالغة الأهمية على الصحة القلبية الوعائية}.
توابل
نفسك ينقطع أثناء النوم؟ حلول مناسبة
08-11-2014