قررت عملاقة الهندسة الألمانية «سيمنس» التخلص من حصتها البالغة 50 في المئة في شركة روبرت بوش شريكتها في العمل. وقبل بضعة أيام فقط تخلت «جنرال الكتريك» عن أعمالها في صناعة الأجهزة الى شركة الكترولكس السويدية لقاء 3.3 مليارات دولار.

تحقق هاتان الشركتان ارباحاً، وقد أقامتا أنشطة تجارية واسعة في ميادين يصعب اختراقها. والسؤال هو ما سبب هذه الخطوات الرامية الى الانتهاء من هذه الأعمال؟ التخلص من اولئك المستهلكين المزعجين.

Ad

طرحت «جنرال الكتريك» و«سيمنس» التفسير ذاته لقرار التخلي عن هذه الأعمال: الرغبة في التركيز على الأعمال الجوهرية في بناء مصانع طاقة ومحركات طائرات وآلات تصوير بالرنين المغناطيسي وقاطرات. ويعتبر دخول ميادين العمل هذه أكثر صعوبة بالنسبة الى الشركات المنافسة، كما أن الزبائن هم من الشركات الضخمة والحكومات التي ترضى بتوقيع اتفاقات لعدة سنوات.

تعتمد مبيعات الأجهزة المنزلية بشدة على حالة الاقتصاد بصورة عامة. وطالب الجامعة الحديث التخرج قد لا يشتري غسالة ملابس جديدة إذا لم يتمكن من الحصول على عمل ومنزل جديد. كما أن المعدلات المتدنية للتكوينة العائلية (أي عدد أفراد الأسرة) تعطي ميزة كبيرة للماركات الأرخص. وبالنسبة الى اولئك الذين يعيشون على دخلهم الخاص يسهل تجاوز مسألة اقتناء جلاية جديدة فاخرة في حال عدم توافر ميزانية عائلية.

 لعبة الأجهزة

يكمن السر في لعبة الأجهزة في البيع الى شركات بناء البيوت وليس الى مشتريها. وتتمتع «جنرال الكتريك» بحجم كبير من الأعمال التجارية في الأجهزة وهو جزء من السبب الذي دفع «الكترولكس» الى شرائها. ولكن تبين أنه حتى المتعاقدين أصبحوا عملاء متقلبين في الآونة الأخيرة.

وخلال السنوات العشر الماضية هبطت مبيعات الأجهزة السنوية في الولايات المتحدة 24 في المئة لتصل الى 52.3 مليون وحدة، بحسب «يورومونيتور». وألحقت أزمة سنة 2008 السكانية الضرر الأكبر، وعلى الرغم من تعافي القطاع العقاري غير أن ذلك لم ينسحب على سوق الأجهزة المنزلية.

وقد حاولت «جنرال الكتريك» بيع وحدة الأجهزة لديها منذ سنة 2008، ويسهل معرفة الدافع وراء ذلك. وفي السنة الماضية حققت خمس شركات مختلفة لديها هوامش ربح تجاوزت 17 في المئة، بما في ذلك ادارة الطيران ومجموعة رأس المال. فيما بلغت عوائد وحدة الأجهزة والإنارة 5 في المئة فقط.

ماذا يعني ذلك كله بالنسبة الى المستهلكين؟ من المحتمل تماماً حدوث ارتفاع في الأسعار. ويوجد عملاقان للأجهزة المنزلية في الولايات المتحدة الآن. ووراء  الشركة التي تشكلت من «جنرال الكتريك» و»الكترولكس» وتحتل الرقم 1 كانت شركة «ويربوول» تنشط في أدائها، واشترت هذه الشركة الأم لماركات «كيتشن إيد» و»ميتاغ وجن – اير» أخيراً 60 في المئة من شركة ايطالية تدعى إندسن.

الأجهزة الراقية

وفي غضون ذلك، يوجد لدى تلك الشركات العديد من الحوافز للتركيز على الأجهزة الرفيعة الراقية. وليست الموديلات الفاخرة والباهظة الثمن فقط تشجع الناس على الشراء فالمستهلك الميسور الحال أيضاً يشكل قاعدة يعول عليها بقدر أكبر. ومن السهل الى حد كبير إنفاق ما يقارب الـ2000 دولار على غسالة في الوقت الراهن كما أن سقف الثلاجات لا حدود له عملياً. وقد طرحت «هوم ديبو»، على سبيل المثال، أحد موديلات «سامسونغ الكترونيكس» لقاء 6000 دولار، وحددت «صب زيرو» سعراً بلغ 16285 دولاراً لموديلها «برو 48». وقد قفز متوسط سعر الأجهزة الرئيسية في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية من 485 دولاراً الى 604 دولارات. واذا ظلت الأسعار عند هذا المستوى مع عودة المشترين بأعداد كبيرة فقد ترغب «جنرال الكتريك» و»سيمنس» بالعودة الى هذه السوق.     

* (بزنس ويك)