رغم نفي السفارة الأميركية في صنعاء منح الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مهلة لمغادرة البلاد، أو إقرار العقوبات الأممية عليه، واصل الرئيس السابق وحزب "المؤتر الشعبي العام" استغلال هذا الأمر لتبعئة الجماهير والخروج الى الشارع، في تحرّك وصفه المراقبون بأنه الأكبر منذ إزاحته عن السلطة.

ودعا حزب المؤتمر، أمس، الى تظاهرة مليونية وسط العاصمة صنعاء، تحت شعار "رفض الوصاية والتدخل الخارجي"، في إشارة الى العقوبات الدولية التي قد تفرض على الرئيس السابق لـ "إعاقة عملية الانتقال السياسي".  

Ad

ورأى مراقبون أن صالح وجد أن الوقت مناسب لإطلاق "الثورة المضادة"، في حين تعيش البلاد فراغاً حكومياً وفوضى أمنية، بدءا من العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون، مرورا بمحافظات الوسط، حيث تختلط الحرب الدولية على "القاعدة" مع المعارك القبلية ضد الحوثيين الذين توسعوا في شمال ووسط البلاد، وصولا الى الجنوب الذي يصعّد من خطواته باتجاه الانفصال.  

وهدد حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح بالتخلي عن "المبادرة الخليجية" في حال فرض أي عقوبات على قياداته.

وقال الحزب، في بيان على موقعه الإلكتروني، إن "بعض الأطراف عملت ودون أدنى مسؤولية أو إدراك للمخاطر على الدفع بالأمور نحو مزيد من التأزيم والتدهور، من خلال فرض التهديدات والتلويح بالعقوبات الدولية على شخص رئيس المؤتمر وشخصيات أخرى"، محذراً من أن "تلك العقوبات أو التلويح بها ستكون لها آثار سلبية على مسار التسوية السياسية والحكم عليها بالفشل الذريع، وستتم مواجهتها بكل الخيارات".

وتابع الحزب، الذي يعتزم فصل الرئيس هادي وقيادات أخرى، تهديده بأن "فرض أي عقوبات سوف يخلق أزمة جديدة تهدد ليس أمن اليمن واستقراره ووحدته فحسب، بل أمن جيرانه والأمن في المنطقة عموماً".

واستبق صالح قرار مجلس الأمن، الذي بدأ الثلاثاء دراسة مشروع أميركي لإدراجه واثنين من الزعماء الحوثيين ضمن القائمة السوداء، بمهاجمة السفير الأميركي وتجييش الشارع ضد بلاده.

وكانت اللجنة العامة لحزب المؤتمر عقدت اجتماعا مساء أمس الأول في بيت رئيس البرلمان، يحيى الراعي، بكامل أعضائها باستثناء الرئيس هادي، وسط مطالبات بإقالته من الحزب.  

وأفادت التسريبات من حزب المؤتمر نفسه أن "اللجنة قررت التفكير الجدي في التحالف مع أنصار الله (جماعة الحوثي) والعمل معاً من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه".

وفي عدن، توعد القيادي في الحراك الجنوبي عبدالرحمن الجفري، أمس الأول، بمنع أي توسع للحوثيين في محافظات الجنوب، وبالدفاع عن ذلك بكل الوسائل، بما في ذلك السلاح.

وأوضح أن هناك دولا خارجية كبرى تستعد لإعلان دعمها لاستقلال الجنوب وقضية شعبه، لكنه قال إنها بصدد اختيار اللحظة المناسبة، مبيناً أنه علم بذلك عبر "اتصالاته السياسية".

من جهة ثانية، أعفى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي رئيس المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله"، حسين العزي، من منصبه، بعد اتهامه بأخذ اتاوات من رجال أعمال مقابل حماية أعمالهم.

وفي أبين، قتل عنصران من "القاعدة"، أمس، في غارة شنتها طائرة من دون طيار أميركية في منطقة مودية، وفق مصادر قبلية أفادت بأنهما من قبيلة القحطاني.

وفي وقت سابق، أكد "القاعدة" مقتل اثنين من قادته، هما شوقي البعداني ونبيل الذهب، اللذين يعتبران من أخطر متطرفي اليمن، وذلك في غارة مماثلة في وسط اليمن.

كما أعلنت السلطات وفاة فرنسي - مغربي سلفي متأثرا بجراح أصيب بها أمس الأول في إطلاق النار على حاجز حوثي في صنعاء، أسفر عن مقتل فرنسي - جزائري سلفي.

(صنعاء، واشنطن-

أ ف ب، د ب أ)