إضافة إلى الألزهايمر، للخرف أحياناً أسباب متعدّدة، ويساعد فهم التشخيص على تخطيط الرعاية الطبية. أحد الأسباب الشائعة لدى كبار السنّ هو الخرف الوعائي، ما يعني وجود سدادات في الشرايين التي توجّه الدم إلى الدماغ. أمّا الشكل الآخر، فهو خرف الإصابة بأجسام ليوي، الذي يتسبّب به أيضاً تراكم البروتينات غير الطبيعية.وغالباً ما تتعدّد أسباب الخرف لدى المسنين، وقد تختلف العلامات المبكرة إلى حدٍّ ما للسبب الكامن وراءه. يوضح الدكتور غاد مارشال، أستاذ مساعد في علم الأعصاب في كلية الطبّ في جامعة هارفارد: {ثمة اختلاف كبير في الأعراض الأوّلية، وهذا ما يغيّر المعلومات التي يجب أن تكون العائلة على علمٍ بها}. يمكن أن يساعد فهم تشخيص الخرف الرجال وعائلاتهم على الاستعداد بطريقة أفضل للرعاية الطبية والشخصية التي يتوجّب اعتمادها في المستقبل. ويعلّل د. مارشال: {يسمح لك ذلك برسم الخطط، وفهم ما سوف يجري، واتّخاذ الخطوات التي من شأنها أن تحافظ على نوعية الحياة لدى الشخص المصاب}.اختلاف الأعراض المبكرةيميّز الأطبّاء عادةً بين أنواع الخرف المختلفة استناداً إلى الأعراض، على الرغم من أنّ التصوير بالرنين المغناطيسي أو بالأشعّة المقطعية يمكن أن يشكّل عاملاً مساعداً في بعض الأحيان. ويتطلّب التشخيص بعض الوقت، وقد لا يكون مؤكّداً في البداية.• الألزهايمر: أكثر العلامات المبكرة شيوعاً هي ضعف الذاكرة، إذ يتفاقم تدريجاً فقدان الذاكرة، وقد يواجه الأشخاص صعوبةً في تذكّر طريقهم وأداء مهامهم اليومية كالتسوّق، والطهو، وإدارة الشؤون المالية. قد يبرز بعض التغيّرات المزاجية، كالافتقار إلى الحافز، والاكتئاب، والقلق، والانفعال السريع.• خرف الإصابة بأجسام ليوي: في المقابل، قد يعاني الأشخاص المصابون بخرف الإصابة بأجسام ليوي باكراً ضعفاً في إدراك الاتجاهات، بالإضافة إلى مشاكل في تفسير المعلومات البصرية. لكنّهم قد يعانون ضعفاً أقلّ في الذاكرة مقارنةً بضعف الذاكرة في حالة الألزهايمر. ويسبّب هذا الخرف الأوهام، والهلوسات، وصعوبةً في الحركة في وقتٍ سابق مقارنةً بحالة الألزهايمر. ويضيف د. مارشال: {سوف يمرّ الشخص بأيّام جيّدة وأخرى سيّئة تختلف تمام الاختلاف}.• الخرف الوعائي: هو نتيجة الانسدادات في الشرايين الصغيرة أو الكبيرة التي تحرم خلايا الدماغ من الأوكسجين، ما يتلف الروابط في الدماغ. وقد يواجه المصابون بالخرف الوعائي مشاكل في التنظيم والتخطيط، ويعانون الاكتئاب وصعوبةً في الحركة في وقتٍ سابق مقارنة بحالة الألزهايمر.اعتاد الأطبّاء أن يسلّطوا الضوء على الخرف الوعائي الناتج من انسدادات كبيرة نسبياً في الشرايين، والتي تؤدّي إلى سكتات دماغية ترافقها تغيّرات مفاجئة في الوظائف العقلية. لكن، يمكن للـ{ضربات} المجهرية حتى التي تصيب شرايين الدماغ أن تحدث فرقاً كبيراً في التوقّعات الطويلة الأجل. ويشرح د. مارشال: {عندما تضيف ولو عدداً صغيراً من مشاكل الأوعية إلى الحالة الصحية للمصاب بالألزهايمر، تلاحظ أنّ الوظائف العقلية تزداد سوءاً، والتدهور يزداد سوءاً}.يمكن أن يساعد عددٌ من الأدوية بعض الشيء في الحدّ من تأثير أعراض الألزهايمر، وخرف الإصابة بأجسام ليوي، والخرف الوعائي: دونيبيزيل (آريسبت)، غالانتامين (رازادين) وريفاستيغمين (إكسيلون). لكن لا تتوقّع الحصول على تحسّنٍ دراماتيكي، إذ يبرّر د. مارشال: {الفاعلية الخجولة التي تضطلع بها الأدوية في حالة الألزهايمر هي نفسها بالنسبة إلى الحالات الأخرى أيضاً}.مخاوف بشأن الذاكرةفي حال راودتك مخاوف بشأن ذاكرتك، زر الطبيب حتى يخضعك للاختبار، إذ من المهمّ أن تتعرّف إلى السبب وتبدأ العلاج بأسرع وقتٍ ممكن. وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤدّي مواجهة اضطراب طبي أو معالجة مشكلة عاطفية إلى تحسّنٍ في الذاكرة.وتسهم الشرايين المسدودة في الدماغ في إذكاء المشكلة لدى 25% من كبار السنّ المصابين بالخرف، فيما يشير بعض البحوث إلى أنّ الحفاظ على صحة الشرايين من شأنه أن يصون الحدّة العقلية، وربما يؤخّر أيضاً الإصابة بالخرف.ويعني اتّباع أسلوب حياة صحي لأجل الدماغ الحفاظ على ضغط الدم الموصى به، والامتناع عن التدخين، وتناول الأطعمة الصحية، والحفاظ على اللياقة البدنية، بالإضافة إلى الإبقاء على نشاطٍ عقلي.تبقى في الوقت الراهن الأدلّة على أنّ المكمّلات الخاصّة بالحمية تساعد دماغ المسنّ محدودةً، على الرغم من الادّعاءات التي يطلقها كثيرٌ من المصنّعون عكس ذلك. أحد الاستثناءات هو الجرعات الكبيرة من الفيتامين E، التي أشار بعض الدراسات إلى أنّها تحسّن قليلاً من الوظائف اليومية لدى المصابين بالألزهايمر.لذلك، عوضاً عن شراء مكمّلات لم تثبت فائدتها، ادّخر أموالك لشراء الفواكه والخضروات الطازجة، لأن الحميات الغذائية الصحية للقلب والدماغ تشدّد على ضرورة استهلاك الأغذية النباتية وتشجّعك على الحدّ من اللحوم الحمراء والمُصنّعة، والأغذية المكرّرة القائمة على الكربوهيدرات، كالخبز الأبيض، والأرزّ الأبيض، والسلع المخبوزة.
توابل - Fitness
أسباب الخرف لا تقتصر على الألزهايمر
15-01-2015