قد تتخذ المشكلة شكل زكام عابر فيسيل الأنف أو يبدأ السعال، ثم تصبح الحالة مقلقة فجأةً، فيبدو الطفل وكأنه يواجه مشكلة في التنفس ولا يشرب سوائل كافية. لا شك في أنه مصاب بالتهاب القصبات الهوائية.

غالباً ما ترتبط هذه العدوى الفيروسية بالفيروس المخلوي التنفسي. تظهر المشكلة في فصلَي الخريف والشتاء وقد تكون حادة عند الأطفال تحت عمر الستة أسابيع وأولئك الذي وُلدوا قبل أوانهم.

Ad

متى تستدعي الحالة القلق؟

تصبح الحالة مقلقة حين يسعل الطفل وعند انسداد أنفه. كذلك يمكن أن يجد صعوبة في التنفس، فيتنفس بسرعة أكبر من العادة انطلاقاً من بطنه، ويمكن سماع صفير في تنفسه أيضاً. يمكن أيضاً أن يجد صعوبة في الرضاعة أو تناول زجاجات الحليب.

ما السبيل إلى تخفيف انزعاج الطفل؟

في المقام الأول، يمكن استعمال غسول للأنف أو مصل فيزيولوجي قبل موعد زجاجة الحليب وقبل النوم. يجب تمديد الطفل ووضع رأسه بشكل جانبي وضخ محتوى أنبوب المصل في فتحة الأنف العليا كي يخرج من فتحة الأنف السفلى. ثم يجب تحريك رأس الطفل في الاتجاه الآخر وتنظيف فتحة الأنف الثانية بالطريقة نفسها. على صعيد آخر، يجب تقسيم طعامه عبر تقديم كميات أصغر لكن متكررة، ورفع فراشه ووضع وسادة أو كتب تحته لأن عملية التنفس تصبح أسهل بعد رفع القفص الصدري.

ما مدى فاعلية العلاج الطبيعي التنفسي؟

لفترة طويلة، كانت كل إصابة بالتهاب القصبات تستدعي وصفة منهجية تقضي باللجوء إلى العلاج الطبيعي التنفسي. لكن شكك بعض الدراسات الحديثة بفاعلية هذه الطريقة: يفتحمالعلاج الطبيعي التنفسي القصبات الهوائية المسدودة ولكنه لا يساعد الأطفال الشفاء بوتيرة أسرع. لذا باتت الوصفات التي توصي بهذا العلاج تصدر بحسب كل حالة فردية. قد يحتاج الطفل نفسه إلى العلاج الطبيعي التنفسي خلال المرحلة الأولى من التهاب القصبات شرط وقفه في المرحلة التالية.

ما المؤشرات التي تستدعي العلاج الطبيعي التنفسي؟

كل طفل يجد صعوبة في التنفس يجب أن يقصد الطبيب كي يشخّص حالته ويقيّم وضعه. ترتكز وصفة العلاج الطبيعي التنفسي على معايير عدة: درجة انسداد القصبات الهوائية، الوضع العام (هل يتابع شرب السوائل؟)، تدهور الحالة أو تحسنها. يجب استشارة الطبيب سريعاً إذا كان عمر الطفل الرضيع أقل من ستة أسابيع أو إذا كان قد وُلد قبل أوانه، أو إذا ارتفعت حرارة الطفل قبل شهره الثالث إلى جانب المشكلة التنفسية. تشمل المؤشرات على وجود خلل تنفسي: تراجع نشاط الطفل، إيقاع تنفسي سريع بمعدل يفوق الخمسين نفساً في الدقيقة، شفاه زرقاء. كذلك تتضح الحالة إذا بدأ الطفل يأكل نصف كمية الطعام التي اعتاد على تناولها.

متى يُشفى الطفل؟

تختلف الفترة بين طفل وآخر. يتعافى الطفل خلال فترة تتراوح بين 5 و10 أيام ولا يطرح تفاقم الحالة التلقائي أي مشكلة في معظم الأحيان. لكن قد يدخل البعض إلى المستشفى لأن الطفل يمكن أن يحتاج إلى الأوكسجين أو المساعدة للأكل عبر أنبوب يمر بالأنف أو الفم وينقل الحليب إلى المعدة تزامناً مع تجنب إرهاق الطفل.