الساحة الفنية ملعب مفتوح تتنوع فيه أساليب المنافسة بين الفنانين، ففيما يعتبر البعض أن غاية المنافسة في الأدوار والأعمال الفنية توجيه رسالة هادفة إلى الجمهور وإبراز إمكانات الفنان، يرى البعض الآخر في المنافسة غيرة لعدم تحقيق نجاح، ويحاول من تكون في نفسه هذه المشاعر أن يعترض طريق الناجحين بوسائل قد تكون مؤذية أحياناً. {الجريدة} استطلعت آراء النجوم حول مفهومهم للمنافسة وحصدت الانطباعات التالية: تطوّر نحو الأحسنأحمد عبدالمحسنإسماعيل الراشد{رغم المنافسة بين الفنانين في الوسط الفني، ثمة مودة بينهم»، يؤكد الفنان اسماعيل الراشد موضحاً أن دور الفنان الكبير يكمن في توجيه المنافسة الصحيحة في الوسط الفني، اختيار السلوك المناسب للمنافسة من دون اعتراض أي طرف أو تهجم على أي فنان.يضيف: «ثمة منافسات غير أخلاقية تضر بسمعة الفن والفنانين، وتعديات من البعض ولا استغرب ذلك، كون أصحاب هذا السلوك ليسوا فنانين أساساً، بل دخلاء على الوسط الفني».يلفت إلى المودة والمحبة الموجودة بينه وبين الفنانين خصوصاً من أبناء جيله، ويتابع: {دخلت الوسط الفني في بداية الثمانينيات تقريباً. كان الفنانون آنذاك يبذلون جهودهم للبروز وإثبات الذات، وكانت المنافسة بيننا شريفة ورائعة، نساعد بعضنا البعض رغم أننا نتنافس في المجال نفسه، ونقدم للفنانين الجدد دروساً في منتهى الروعة، أكن كل الاحترام والتقدير لهؤلاء الفنانين، وأتمنى الاستمرار في المنافسة والعمل بجد وإخلاص ومحبة لنسمو، يداً بيد، بالفن الكويتي الرائد في المنطقة».محمد رمضان{لا أعتبر فناناً معيناً منافساً لي، إنما أنافس الفنانين الشباب الذين يتبعون خطوات متقنة دوماً}، يقول الفنان محمد رمضان لافتاً إلى أن منافسته تكون مع الفنانين الحريصين على اختيار أدوارهم بدقة، ولا يستغلون الوسط الفني من اجل المادة فحسب.يضيف: {لم يسبق أن تعرضت لمضايقات من أحد الفنانين بسبب المنافسة، بل هي أمر ممتع، خصوصاً مع أولئك الذين يعملون في خط الكوميديا، رغم أنهم قلة، فإن كل واحد منهم يملك مميزات تجعله أفضل من البقية، ما حصر المنافسة بين مجموعة بسيطة من الفنانين الشباب ضمن خط الكوميديا الذي لا يشبه الخطوط الفنية مثل الدراما والتراجيديا. برأيي، التنافس الشريف هو سبيل كل فنان، إذا أراد الوصول إلى النجومية المطلقة}.يستهجن رمضان تصرفات بعض الفنانين تجاه زملائهم، ويستغرب إصرار هؤلاء على عدم التنازل، رغم أن التنافس بينهم بسيط ويتابع: {الاحترام ضروري بين الفنانين، فمن يحترم هذا الوسط يستطيع منافسة بقية الفنانين بصورة طبيعية وصحية، عدا ذلك يتحوّل الأمر إلى عداوة وحرب، وليس فناً ورسائل هادفة ومناقشة قضايا تهم المجتمع}.يفرق بين الغيرة والمنافسة، ويعتبر الأولى مرضاً نفسياً يؤدي الى فشل الفنان، {فغيرته الزائدة تجعل منه إنساناً يصعب التعامل معه، وتصعب منافسته بشكل شريف، ليهدي الله هذه الفئة أو لتنقرض بشكل كامل حتى نشعر براحة نفسية ونحن نقدم أعمالنا في الوسط الفني}.عبدالعزيز الكسار {المنافسة تضيف الكثير إلى الفنان}، يؤكد الفنان عبدالعزيز الكسار موضحاً أن المنافسة الشريفة مطلوبة ومرغوبة، ومن النادر مشاهدة منافسة تنتهي بحرب كلامية أو مشاكل...يضيف: {لا أعتبر فناناً بعينه منافساً لي بل غالبية الفنانين الشباب ينافسون بعضهم بعضاً. أتمنى أن يبتعد هؤلاء عن المشاكل، لأنها تنتهي بأمور مؤسفة وغير لائقة}.يتابع: {الثقة بالنفس والمثابرة أهم من المنافسة وتقليد الغير، ومن يحرص على خياراته سيحقق النجاح وسيذهب بعيداً بكل تأكيد، ثمة نوعية من الفنانين تعتمد على خياراتها وهو الصواب، وعلى الفنانين الشباب اتباع هذه الطريق أيضاً لأنها تسمو بقدراتهم الفنية وتصقلها بشكل يثير الإعجاب}.يتمنى الكسار ألا يواجه مشاكل مع الفنانين الآخرين، ويقول: {اعتمد دائماً على عملي وأحرص على بناء علاقات زمالة وطيدة وبعيدة عن المشاكل والتحزبات. يحتاج الوسط الفني إلى تعاون بين الفنانين وإضافة أجواء تنافسية شريفة لائقة، يتعلم الفنانون من بعضهم البعض حتى يستفيد الآخرون، والأهم أن يتعاون هؤلاء في الرسالة الهادفة الواجب تقديمها للجمهور، وأن يتطور الوسط الفني في المستقبل ويصبح أجمل من الوقت الحالي».الجمهور يحكم...بيروت - ربيع عوادنيكول سابا«لا أخشى المنافسة. أعتمد في الغناء أسلوباً مختلفاً، سواء في نوعية الموسيقى أو في كليباتي التي تسيطر عليها الغرابة والجرأة»، تؤكد نيكول سابا، موضحة، في حديث لها، أنها أكبر من القلق والخوف، خصوصاً في أمور تتعلق بالمنافسة، وأنها تجاوزت هذه المرحلة منذ زمن، وعلى من يدّعين منافستها أن يقلقن لأن التمثيل والغناء في صلب عملها ولا تخوض تجربة جديدة مثلهن...تضيف: «لكل فنانة لبنانية ملعبها الخاص، أرى أن الجمهور المصري يتواصل مع أدواري، بعدما احترفت التمثيل قبل سنوات في مصر، فهذا الأمر سهّل عليّ انتشاري، وزادت شعبيتي بفضل نجاح أعمالي ومشاركتي نجوماً مصريين».تتابع: «أتقن اللهجة المصرية ولا يوجد حاجز بيني وبين المشاهد المصري، لكن المنافسة موجودة ومستعدة لأداء أدوار درامية مختلفة. أتمنى الخير للجميع، والمنافسة الشريفة تدعم الفن العربي والمستفيد في النهاية هو الجمهور}.بيتر سمعان{المنافسة في سبيل تقديم الجيد والأفضل هي المطلوبة، أما القائمة على الحسد والشر للآخرين فهي مرفوضة}، يقول بيتر سمعان مشدداً على أن أحداً لا يستطيع أن يأخذ مكان أحد، لأن كل ممثل على الساحة الدرامية يتمتع بشخصيته وهويته وبقدرات خاصة به، بالتالي يستغرب أمر البعض الذين يحسدون غيرهم في وقت لا يجتهدون على صقل موهبتهم.يصف علاقته مع زملائه بالجيدة ويقول: {لست على خلاف مع أحد بل تربطني صداقات مع كثر، وكلنا نعمل سوياً للنهوض بالدراما اللبنانية، وهذا الموضوع الأهم بالنسبة إلينا جميعاً}.وعن اقتراح كارمن لبّس لاسمه للمشاركة في مسلسل {سرايا عابدين} في جزئه الثاني يقول: {بدأت صداقتنا منذ تصوير مسلسل {كيندا}، حينها أديّت دور شقيقها. بصراحة لا أستغرب أن تطرح اسمي لأنها امرأة راقية ومعدنها أصيل، وهكذا إنسان لا يمكن إلا أن نلتقي معه في الحياة ونحترمه. أظنّ أنها اقترحت اسمي لأنها رأت أنني الشخص المناسب على صعيدي الشكل الخارجي والقدرة على أداء دور العسكري اللئيم}. عن وجود صداقات بين الزملاء في الوسط الفني أو بين الممثلين رغم المشكلات بينهم أحياناً، يضيف: {نفتقد إلى زملاء حقيقيين يدعمون بعضهم بعضاً في المجال الفنّي، لأننا نشهد أحياناً {فيتو} من ممثل على آخر خشية أن يأخذ شيئاً من دربه. برأيي لا يمكن أن تخشى كارمن على نفسها من الآخرين، لأن بصمتها الفنيّة واضحة، وهي باختصار كارمن لبّس}.بيار رباط{لم أفكر يوماً بالمنافسة الإعلامية} يؤكد مقدم البرامج بيار رباط الذي خرج من النمط التقليدي لبرامج الحوارات التلفزيونية معتمداً لغة شبابية وشكلا جديداً في التقديم، جعله يتميز عن غيره.يشدد على أن إيمانه بموهبته وبقدراته التي يوظفها بشكل صحيح سبب نجاحه، يتابع: {لو وضعت المنافسة في رأسي وبدأت أنظر إلى غيري لكنت عرضت مواضيع صاخبة تحقق نسبة مشاهدين مرتفعة، وهذا ما وقعت فيه المحطات التلفزيونية الأخرى التي وضعت نصب أعينها هذا الأمر، فاستعانت بمضمون شعبوي وبكلام بذيء ونزلت إلى مستوى الشارع بهدف إرضاء الجمهور، وهذا لا يجوز، بل على العكس يجب، أن نرفع من خلال برامجنا، المستوى الثقافي للمشاهدين. لذا لم أفكر بالمنافسة أو بهوية الضيف الذي يزيد نسبة المتابعين، بل فضّلت من يحوي مادة قيّمة تليق بي وبالبرنامج والمحطّة}.يتابع أن بعضاً من مقدمي البرامج نجحوا في رسم هوية خاصّة بهم وما زالوا مستمرين ومحبوبين بين الناس، لأنهم لم يقعوا في فخ التقليد، {لا يجوز لأي اعلامي، مثلا، بعد سنيّ الخبرة، تطعيم حواره بكلمات أجنبية ولفظها بطريقة خاطئة، لأنها ليست موضة متبّعة أو مبتكرة، بل على كل منا الحفاظ على أسلوبه الخاص بهدف التميّز}.تحريض لتقديم الأنسبالقاهرة – بهاء عمرقالت غادة عبد الرازق إن فكرة المنافسة تكون في الأعمال الدرامية أو السينمائية فحسب وليست مرتبطة بها على المستوى الشخصي، لذلك لا تكون المنافسة مع نجمة معينة لأن لكل واحدة ما يميزها.تضيف أن المنافسة بين الأعمال تكون على أشدها في مواسم العرض المعروفة، ما يجعلها تفكر جيداً قبل الموافقة على أي عمل لتستطيع المنافسة به، مشيرة إلى أنها لا توافق إلا على السيناريوهات التي تشعر بأنها ستضيف لها على المستوى الفني.بدورها تؤكد جنات أن المنافسة من صناعة الجمهور دائماً، وليس للفنان دخل فيها، لأن لكل مطرب موهبة فطرية وشخصية فنية، تجعله مختلفاً عن غيره سواء في اختيار الكلمات أو في الموسيقى، وقليلا ما تكون ثمة أوجه للتشابه، لكن حروب المعجبين تجعله في مواجهة لا دخل له فيها.تلفت جنات إلى أن المنافسة قد تكون في المبيعات والأرقام التي يحققها كل فنان لجهة شركات الإنتاج، وأنه يكون بعيداً عن هذه الأمور لتركيزه في أعماله كي يختار ما يناسبه.حسنات وسيئاتمنذ بداياتها في التمثيل تهتم حنان مطاوع بما تقدم ولا تشغل بالها بالآخرين، مهما كانت الأخبار والتصريحات الصادرة عن منافسيها، موضحة أن الوقت الذي يمكن أن تهدره في الردود على منافسيها، يجب أن توجهه إلى قراءة الأعمال المعروضة عليها، أو تقضيه برفقة العائلة.تنبه إلى أن نجوماً كثراً يفقدون بريقهم بالدخول في تلك المعارك الجانبية التي تصفها بالمفتعلة، وتشرح أن المنافسة الفنية هي الأبقى والأكثر فائدة للفنان والمشاهد على السواء، فيما يبقى من المشادات والانتقادات الانطباع السلبي فحسب.أما علي الحجار فيشير إلى أن الغيرة الفنية أو المنافسة في الوسط الفني محمودة بشروط، أولها ألا تتحول إلى كراهية أو ينتج عنها إيذاء من طرف إلى آخر، وألا تؤثر على العلاقة الشخصية، مضيفاً: «ما دام يتم الاحتكام إلى القواعد العامة والأخلاقيات المتفق عليها بين أبناء الوسط الواحد فلن تكون ثمة مشكلة».تعتبر ليلى غفران المنافسة تحريضاً للفنان على تقديم الأفضل، ولا تجد حرجاً من الإشادة بأصوات فنية منافسة لها على غرار إليسا وشيرين عبدالوهاب.تضيف أن المنافسة جزء من طبيعة العمل في الوسط الفني وغيره، ويمكن أن تتحول إلى حافز للتطوير، إلا أن المشكلة، برأيها، تتمثل في ما تسميه الضعف الفني لدى بعض الموجودين على الساحة، والذي يتحول إلى غيرة غير صحية.تؤكد أنها كثيراً ما تبدي إعجابها ببعض الأعمال الفنية وتتصل بأبطالها لتهنئتهم، لافتة إلى أن ارتفاع مستوى الأعمال الفنية نجاح للكل وليس للنجم وحده.سباق لائقيضع محمد رجب نصب عينيه نصيحة تقول إن من ينظر إلى غيره لن يحقق النجاح، ومن يلتفت إلى من حوله لن يصل، ويعتقد أنه ما دام يلتزم بذلك خلال عمله فلن يتورط في الجوانب السلبية للمنافسة.وبشأن الفنان الذي يعتبره منافساً له، يؤكد أنه لا يقيّم المسألة بالأشخاص، بل يفضل التفكير في الدور الذي كان يتمنى تقديمه وحظي نجم آخر به، معتبراً نفسه من الحريصين على المنافسة في الوسط الفني، ومشيراً إلى أن عدم وجود سباق داخل الساحة الفنية سيشكل حالة من الرتابة الفنية ويؤثر سلباً على مستقبل المهنة.يضيف أنه بحكم شخصيته الاجتماعية يهتم بمتابعة كل جديد ينفذه أصدقاؤه في الساحة الفنية، وكثيراً ما يحرص على التواصل مع أحدهم للإشادة بدور قام به، أو التنبيه، بلياقة، إلى إخفاق وقع فيه زملاؤه، لا سيما إذا كانت العلاقة بينهما تسمح بذلك.
توابل - مزاج
المنافسة بين النجوم... سباق نحو الأفضل أم غيرة عمياء؟
21-02-2015