بعد سيطرتهم على مدينة الموصل، ارتكب «الدواعش» خطأ فادحاً بمواصلة التوجه جنوباً نحو محافظة صلاح الدين، ومركزها مدينة تكريت، ومنها إلى بغداد، ويرجّح أن يكون هذا الخطأ قد حدث نتيجة مقترح أو إغواء من قبل حلفائهم من الصدّاميين والجماعات المسلحة الأخرى، لأنهم اصطدموا بجهد العراق المركزي وتدفّق مئات آلاف المتطوعين وتعجيل المساندة الإيرانية. ولو أنهم اتجهوا بعد السيطرة على الموصل شرقاً نحو أربيل، لأحدثوا قوة صدمة كبيرة لم يكن الإقليم مهيئاً لامتصاصها واحتوائها، ولما استنفر العراقيون جهودهم بالدرجة التي تطلّبها الدفاع عن سامراء وبغداد، ولأمكنهم دخول أربيل خلال وقت قصير، ولشكلوا تهديداً لكركوك ومنشآتها النفطية من أكثر من اتجاه، ولأصبحت مهمة إخراجهم من مناطق جبلية وعرة مهمة شاقة، ولتحركت معهم خلايا كردية نائمة. إلا أن هذه الفرصة لن تعود مرة أخرى أبداً. وهذه هي الحروب، غالباً ما يكسبها طرف بأخطاء الطرف الآخر.

Ad

احتلال تكريت

ما حدث في تكريت، تسببت به حالة الفزع التي أحدثها سقوط الموصل، وانسحاب قوات من الجيش بطريقة خارج السيطرة، ولم تتفاعل وزارة الدفاع والأركان العامة بما يتطلب الظرف من سرعة وردّ فعل، ولو امتلك العراق طائرات هجوم أرضي نفاثة أو عدد كاف من هليكوبترات مسلحة بشكل جيد، لتغيرت المعادلات على الأرض، ولأمكن تجريد الطريق بين تكريت والموصل (225 كلم)، ولأصبح وصول «الدواعش» أمراً معقداً، أو مكلف الثمن على الأقل، ولتوفرت القدرة على تهيئة أوضاع القوات ومسك خطوط صد قوية. وقد تحركت خلايا نائمة في تكريت، ومن أهل محافظة صلاح الدين، وتمكّنت من السيطرة على مركز المحافظة قبيل وصول «الدواعش»، وبطريقة غادرة جرى استدراج نحو 1700 جندي من المتطوعين الجدد ممن غادروا معسكر كلية القوة الجوية، الذي درج على تسميته «قاعدة سبايكر» في فترة وجود القوات الأميركية، وارتكب «الدواعش» جريمة بقتل مئات منهم، ولا تزال المعلومات ناقصة بخصوص من بقي منهم على قيد الحياة. وجرت عملية القتل بشكل جماعي أو قتلهم فرادى وإلقاء جثثهم في نهر دجلة.

صمود قوي

ورغم أجواء النكسة صمد في مصافي نفط البيجي الاستراتيجية وفي «قاعدة سبايكر» مئات الجنود والضباط فقط، وجابهوا ظروفاً شديدة القسوة، وفشلت عشرات محاولات الهجوم التي شنّها «الدواعش» على هذين الموقعين، كما جرى تنفيذ صولة جوية لمسك جامعة تكريت الكائنة في الحافة الشمالية للمدينة ومسكها، وأصبحت المواقع الثلاثة رمزاً للقوة والصمود، رغم سيطرة «الدواعش» على طرق المواصلات والتموين المؤدية إلى هذه المواقع. وبقيت هذه المواقع معزولة، وواصل «الدواعش» اندفاعهم جنوباً، وقاموا بتخطي مدينة سامراء بعد أن فشلوا في اقتحامها قبيل بدء الهجوم على مدينة الموصل، حيث تمكّنوا من الدخول لعمق محدود قبل أن يجري صدّهم وطردهم خلال بضع ساعات.

وحاولوا اقتحام مدينتي بلد والدجيل جنوب سامراء، وفشلوا أمام صمود المواطنين، فواصلوا الاندفاع جنوباً مستهدفين الاقتراب من أطراف مدينة بغداد، مع القيام بعمليات تسلل بخلايا صغيرة من اتجاهات مختلفة غربي بغداد وجنوبها، إلا أن أمن بغداد بقي قوياً مع تدفق عشرات آلاف المتطوعين. وفي تلك المرحلة، تصرفت الحكومة بعقلانية وتدابير صحيحة، بعد أن تلقّت نصائح وحافظت على الاحتياط المركزي في بغداد، لأن أي انفلات في العاصمة سيترك أثراً خطيراً على الأمن العام في كل العراق، ويكون من الصعب إعادة السيطرة على الموقف.

اتصالات وتهديد

في تلك المرحلة الحساسة، تداخلت العوامل، واختلطت الأوراق، واهتزت المعنويات بصورة كبيرة لدى معظم السياسيين، الذين هرب كثير منهم إلى خارج العراق، وشنّت حرب نفسية تستهدف تدمير بقايا مرتكزات القوة، وتحطيم معنويات المقاتلين، وكنا نسمع ونشاهد متحدثين من أربيل يدعون أن ما يجري ثورة وأن العمليات ينفذها ثوار العشائر، ويعطون توقيتات لمهاجمة أهداف معينة، وفي يوم 23 يونيو (حزيران) 2014 نشرت «جريدة الشرق الأوسط» لقاء مع المتحدث بما يسمى «الجيش الإسلامي» قال فيه: «إن داعش يحرر ويسلم الإدارة لبقية الفصائل»، وكان يتحدث من أربيل. وانطلاقاً من الشعور بالمسؤولية، كان لا بد من الوقوف بقوة إعلامياً ضد «الدواعش» والقوى الباغية التي ساندتهم، وحاولت تضليل الناس إعلامياً ومحاولة تصوير ما يجري كأنه «ثورة سنية»، وقد أجريت عشرات اللقاءات التلفزيونية لتوضيح الحقيقة، وترك هذا الموقف أثراً عظيماً في نفوس العراقيين، خصوصاً فيما يتعلق بالتأكيد على أن بغداد وسامراء ستبقيان عصيتين على «الدواعش»، وأثبت العراقيون وفاء عظيماً ووحدة.

وقد تلقيت عشرات الرسائل والاتصالات من ضباط ركن سابقين وأشخاص مجهولين، ولمست أن عدداً من كبار ضباط الركن السابقين قد خدعوا أيضاً بما يجري، وكانوا يعاتبونني لوقوفي ضد ما يسمونها «الثورة»، غير أن قناعتي بقيت راسخة، فضابط الركن الذي يخدع في مثل هذه المواقف لا يستحق أكثر من درجة الصفر في الامتحان.

وفوجئت كثيراً بالتخلف الفكري والتحليلي لكثير من ضباط الركن السابقين والسياسيين الذين فشلوا في قراءة الصورة كما يفترض، بعدها بدأ الإعلام العربي يتنبه إلى أن ما كنا نقوله من وصف هو الصحيح، وهو أن كل ما يجري ليس إلا حرب «داعش»، وأن الفصائل المسلحة التي تدعي المقاومة لا تمتلك دوراً يذكر، وقلت بشكل واضح - متحدياً - إذا تبين وجود أي فصيل، خصوصاً من البعثيين، في ساحات القتال فليرفعوا علماً غير علم «داعش» وعندئذ سأغير قناعتي وموقفي. وبالطبع فلم يحدث هذا أبداً، لأن الحرب كانت «داعشية» وكل الذين التحقوا بها بقي دورهم هامشياً جداً أو اقتصر على الادعاءات الكاذبة بالإعلام.

الارتداد عن بغداد

بعد فشل «الدواعش» في اختراق بغداد، ارتدّوا إلى الشمال، واندفعوا باتجاه أربيل. وتراجعت قوات البيشمركة على أكثر من اتجاه بشكل سريع لولا تدخّل التحالف الدولي، بتوجيه ضربات جوية مكثفة أوقفت اندفاع «الدواعش» وأعادت التوازن إلى قوات البيشمركة في تلك المرحلة، فضلاً عن مشاركة قوات من بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني ومسلحي حزب العمال الكردستاني التركي. وبعد هذه المرحلة لم يتمكن «الدواعش» من تحقيق أي تقدم نوعي، وبقيت هجماتهم محدودة، إلى أواخر الشهر الماضي عنما شنّوا هجوماً واسعاً باتجاه كركوك بقوة تعادل لواءين، وتمكّنوا من تحقيق مواطئ قدم، إلا أن المحافظ تمكن من قيادة معركة ناجحة واستدعى قوات احتياطية من لواء مكافحة الإرهاب من منطقة جلولاء التي تبعد حوالي 150 كيلومتراً، ومن وحدات السليمانية، فاستعاد السيطرة على الموقف تماماً، مكبداً «الدواعش» حوالي 300 قتيل، وشاركت في الدفاع عن كركوك وحدات نسوية من حزب العمال الكردستاني.

تجهيز وتسليح «الدواعش»

من أين حصل هؤلاء على السلاح والعتاد والتجهيزات؟ من أين حصلوا على آلاف سيارات البيك أب من طراز جديد موحد ولون واحد؟ ومثل هذه التجهيزات يتعذّر الحصول عليها من خلال الشراء من الأسواق المحلية أو من التهريب، لأن تهريباً على هذا المستوى يتطلب طرقاً مفتوحة أو سفن شحن كبيرة. وحتى إذا افترضت أنهم حصلوا عليها من تجهيزات الجيش السوري الحر، فالأمر مثير للاستغراب والتساؤلات، غير أنه من الصعب توجيه الاتهام إلى جهة دولية بتزويدهم بالسلاح والمعدات. ومن الملاحظ أنه رغم حدة المعارك التي دارت على الأرضين العراقية والسورية، لم تسجل حالة واحدة نفد بها عتاد مقاتلي «الدواعش»، فمن الذي ساعدهم في تكوين منظومة إدارية بهذه الكفاءة العالية؟ ومن يؤمن لهم خطوطاً متعددة ومستمرة لتأمين العتاد، والتعويض عن النقص في العتاد رغم الاشتباكات الشديدة المستمرة؟

إن ما يقال عن سيطرة «الدواعش» على كميات ضخمة من الأعتدة من المخازن العراقية بعد سقوط الموصل، لا يخلو من الصحة النسبية، إلا أن القوات العراقية كانت تعاني نقصاً في العتاد أصلا، ومهما كانت كمية العتاد التي تم الاستيلاء عليها فهي في المحصلة لا تكفي لتغطية سد نقص بضع معارك رئيسية، وهم حتى الآن خاضوا مئات المعارك، وصرفوا عشرات ملايين الإطلاقات الخفيفة المتوسطة، فمن أين حصلوا على ما يعيد زيادة التخزين؟ وللإجابة على هذا لا بد من الاستماع إلى ما تقوله أجهزة الاستخبارات العربية والإقليمية والدولية، لكن الجميع ساكتون عن هذا!

القدرة على التخطيط والاستطلاع

التخطيط والاستطلاع حالتان مترابطتان في العمليات الحربية، وتتطلبان كفاءة عالية في أعمال الركن وعملية جمع وتحليل المعلومات. ويلاحظ أن التخطيط العسكري يجري على مستوى استراتيجي، فالعمل في قواطع متباعدة في آن واحد، يتطلب وجود قاعدة معلومات يجري تحديثها باستمرار، وتتطلب استطلاعات ميدانية وأخرى عميقة، كما أن التخطيط لجبهات عدة والتنسيق بينها يتطلب منظومة اتصالات ليس بالضرورة أن يحكم بأنها مستوحاة من وسائل تمرير البريد قبل ألف عام، فمن هي الجهة التي تزود «الدواعش» بمعلومات مهمة على نطاق واسع؟ هل هي جهة استخبارات؟ أم استخباراتهم هم؟ وحتى إذا أخذنا بالمعلومات التي تشير إلى وجود ضباط من أجهزة العراق المنحلة، فمن أين يمتلكون التسهيلات الإلكترونية؟ وهل أنهم يركزون على وسائل التواصل الاجتماعي؟ فإذا كان الجواب بنعم، فإن هناك فرصاً كبيرة لخداعهم وإرباكهم مثلا؟ لكن، هل يتلقون دعماً من جهة دولية تعمل معهم بطريقة توجيه غير مباشر عن طريق أطراف متعاقبة؟

متى يمكن تحرير المدن العراقية؟

بسبب قوة الصدمة، لم يتمكن الأميركيون في بداية سقوط الموصل من قراءة الموقف كما يفترض وفقاً لقراءات الاستخبارات وتقدير الموقف العسكري، فقالوا: إن الأمر يحتاج إلى ثلاث سنوات أو أكثر لإخراج «الدواعش» من المدن العراقية، ثم أعادوا وكرروا مراجعات الموقف، ولا تزال الصورة ضبابية أمامهم، وذلك يعود إلى أنهم ليسوا مستعدين لتبنّي استراتيجية حرب فعالة، تجنّباً لدفع قوات برية لخوض معارك مدن لم يتخذ قرار بخوضها حتى الآن. وأظهر العراقيون رفضاً لمثل هذا الخيار، على الأقل خلال المرحلة الحالية. أما الحكومة العراقية، فلا تزال تقديراتها مرتبطة بعوامل حاسمة يقع قسم منها خارج إرادة وقدرة المسؤولين العراقيين، خصوصاً ما يتعلق بتوريدات السلاح والعتاد اللازمة لتأمين التفوق الاستراتيجي والميداني، مقارنة بما لدى «الدواعش» من سلاح ومعدات وعتاد.

في تصريح له قبل أيام، قال رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، إن تحرير المدن قد يحتاج إلى أشهر، إلا أن القضاء على التنظيم يحتاج إلى سنوات، وهو تخمين معقول وفق حسابات تبنى على عوامل المقارنة لمعطيات الحرب، ولم تعط المؤسسة العسكرية تخمينات جديدة بعد إخفاقات حدثت في وقت سابق.

توريدات السلاح الأميركية حتى الآن محدودة للغاية قياساً إلى مستوى التهديد، فطائرات الـ F16 المقاتلة الهجومية المتعاقد عليها منذ سنوات عدة لم تسلم حتى الآن عملياً إلى القوات العراقية، وأكتفي بتدريب الطيارين وعرقلة التسليم لأسباب مرتبطة بتحفظات أمنية أحياناً وبيروقراطية وسياسية أحياناً أخرى. وسبق أن حاولت قيادات من الكرد في مرحلة ماخلال حكومة (رئيس الوزراء العراقي السابق نوري) المالكي إعاقة تسليم الطائرات لعدم الثقة برؤية بغداد قوية أثناء فترة الخلافات، ولا تزال الصورة بين شدّ وجذب، وستبقى هكذا حتى لو حصلت مبادرات جدية لتحسين العلاقة، وتبقى الخيارات محكومة بمطالب ورغبات وضعف ثقة امتد لأكثر من نصف قرن!

أبرم الجيش العراقي صفقة سلاح كبيرة ومؤثرة مع روسيا الاتحادية قبل نحو سنتين، غير أنها تعثّرت بسبب قصة فساد كبير لم تتبلور نتائج التحقيقات التي جرت بصددها حتى الآن. ولو وصلت هذه الأسلحة لأمكن إحداث تغيير معقول في معادلات الصراع. وتشير معدلات العمليات المتصاعدة إلى تسلم القوة الجوية العراقية طائرات هجوم أرضي روسية من طراز «سوخوي»، واستلام طيران الجيش طائرات هليكوبتر هجومية مزودة بأسلحة ومعدات تسديد وتوجيه وتصويب أفضل مما كان لدى العراق سابقاً. كما أن الصفقات مع دول أخرى شاب بعضها تهم فساد، ولم تكن الأسلحة بمستويات فعالة، غير أن هذا لا يعني أن العراق لا يمتلك سلاحا بقدر حاجته إلى المزيد لتحقيق قوة صدمة فاعلة على المستويات الاستراتيجية والميدانية النفسية.

وقصة التحرير لا تتعلق بتوافر القوات فقط، فالظروف السياسية والتدخلات الإقليمية والمحلية والتشعبات الطائفية والعرقية، عرقلت حتى الآن المضي قدماً في خطوات تقليص المدد الزمنية اللازمة. فالخلافات العميقة بين حكومة المركز السابقة وإدارة محافظة نينوى لم تتح الفرصة لمعالجتها. والموقف في هذه المحافظة أكثر تعقيداً من أي محافظة أخرى، نظراً إلى الخلافات مع رئاسة إقليم كردستان حول سهل نينوى بغالبيته المسيحية، فضلاً عن الخلاف حول سنجار ذات الموقف الاستراتيجي الحساس لما تشغل من حيز جغرافي يربط الإقليم بالأراضي السورية، ودخول حزب العمال الكردستاني السوري على خط الاهتمام بالاعتراض على عودة نفوذ البارزاني إلى هذه المنطقة الحساسة، فالخلافات الكردية – الكردية أعمق مما يتصوره كثيرون، والصراع على الهيمنة والنفوذ يعود من جديد وسنراه كيف يخرج عن جدار سكون اقتضته مصالح سياسية مرحلية.

والمتطوعون من أهل الموصل، لا تزال أعدادهم قليلة للغاية ولا تستحق الذكر، ولم يثبت على أرض الواقع تنفيذ أي عمليات مقاومة حتى الآن، حيث تركت الخلافات السياسية أثراً كبيراً على ذلك، وفي حالة مستجدة طالب أهل المحافظة قوات الحشد الشعبي بالتدخل لتحرير مدنهم، وقد سبقتهم في ذلك عشائر الأنبار، وهو تطور كبير في موقف كان مغايراً سياسياً ويختلف مع نهج المحافظة السابق، الذي كان يلحّ على سحب القوات العسكرية من داخل المدينة قبل سقوط الموصل، أما محافظة صلاح الدين فتحريرها «يفترض» أن يتم خلال بضعة أسابيع إذا ما بوشر به جدياً.

ضربات التحالف الجوية حققت نتائج مؤثرة، غير أنها تتم وفق استراتيجية بطيئة تحتاج إلى المزيد من التعزيز. فهل يمكن تحرير المدن العراقية خلال أشهر من الآن؟ الجواب نعم، إذا ما استكملت أسباب وتحضيرات، لم تكتمل حتى الآن.

تهديدات الأمن الإقليمي

لولا التحالف الدولي، وصمود العراق، ومنع امتداد التهديد إلى جنوب الغرب، خصوصاً في مناطق الحدود العراقية – السعودية، لأصبحت احتمالات تهديد الأمن الإقليمي مقلقة، وليس في الضرورة أن تشمل التهديدات عملاً مباشراً عبر العراق، بل في التأثير على الجانب المعنوي في عدد من دول الإقليم والعمل على زرع خلايا نشطة، إلا أن توجيه القوات العراقية ضغطاً قوياً على «الدواعش» يجعل قدرتهم على التدخل في شؤون الدول الإقليمية أكثر صعوبة، بسبب انشغالهم المستمر وتجنبهم القيام باستفزازات متكررة، كما أن عمليتهم الاجرامية البشعة ضد الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ستؤدي إلى زيادة الضغط الدولي عليهم، وتجعل مواقفهم أكثر صعوبة، فضلاً عن أن بعض العراقيين الذين وقفوا معهم بواجهات مختلفة لم يعد في وسعهم غير التحول الجذري ضدهم.

والسؤال الحاسم بعد هذه الحلقات المقتضبة هو: هل يقوى العراق على البقاء؟ نعم العراق باق، لكن مشوار الإصلاح والاستقرار، لا يزال طويلاً.