أقدم الإرهابي الشاب القشعمي على تفجير نفسه، في مسجد الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، مما أدى إلى استشهاد ٢٢ سعودياً، وإصابة العشرات، وفي السنة الماضية كان المستهدفون في انفجار "الدالوة" أيضاً من الشيعة، حيث سقط في هذا الانفجار شهداء وجرحى، بالإضافة إلى استهداف رجال أمن، وكان آخر الشهداء العسكري ماجد الغامدي، ومؤخراً أعلنت وزارة الداخلية السعودية إلقاءها القبض على خلية إرهابية تستهدف رجال الأمن والشيعة.

الحقيقة أن انتشار الفتنة الطائفية يتناسب طردياً مع انتشار "داعش" الذي يبرر وجوده في المنطقة بحماية أهل السنة، وتأتيه ردة الفعل من المليشيات الشيعية التي تقوم بدور المتصدي للتطرف السني، وبالتالي تبدأ الدولة الفاشلة تتشكل، وتأخذ حيزها، وتسود فيها لغة السلاح، ويصبح صوت العقل في هذه الحال غائباً، ويغدو مفهوم المواطنة مدحوراً، وطريق الدولة حتماً إلى الهلاك والبوار، وهذا ما يريد نقله "الدواعش" إلى المملكة، لنقل تجاربهم السابقة في سورية والعراق.

Ad

***

استوقفتني كلمة العاهل السعودي الملك سلمان، التي أكد فيها وعي الدولة إلى هذا المخطط، وتحذيره للمتعاطفين من الخطباء أو غيرهم من دعاة الشحن الطائفي، حيث سيكون مصيرهم من مصير مرتكبي الجرائم، فلا يوجد إنسان أكثر خطراً وفتكاً ممن يسلبك ويقتلك، ومع ذلك يعتقد أنه يتقرب إلى الله بفعله، ولا يوجد أبشع ممن غَرر بالشباب الزاهر ليحولهم إلى وحوش تقتلع الورود باسم نصرة الدين.

فاجعة "القديح" أتت بأوامر عليا تهدف إلى إسقاط أعمدة المملكة، وبدء المعركة الطائفية، التي من خلالها تسمح لهم الفرصة بالانتشار الميداني، معولين على الجهل، ولكن سرعان ما خاب سعيهم في المملكة، حيث جاءت ردود الفعل، وسرعة وحدة الصف، لتنزل كصاعقة على رؤوسهم، وزلزال يهز أراضيهم، الوعي كان السلاح البتار في مواجهة المتربصين بأمن المملكة، منظر المتبرعين بالدم للجرحى، والحشود المشيعة لجثمان الشهداء، أكد لي أن البداية حكم عليها بالفشل.