يقع فريج النصف على ساحل البحر، في الحي الشرقي بمدينة الكويت القديمة، ويحده شمالاً نقعة النصف، وجنوباً فريج البحارنة، وشرقاً فريج هلال ومقبرة هلال، وغرباً فريج العسعوسي.

Ad

وموقع هذا الفريج متميز، إذ إنه يقع على حدود السور الثاني للكويت (1811) من الداخل من الناحية الشرقية، وفيه إحدى البوابات وهي بوابة البطي. يقول العم سعد بن علي الناهض إن أسرته كانت ترمم بيتهم الملاصق لمسجد التركيت في فترة الخمسينيات، واكتشفت أن حائط البيت هو نفسه حائط السور الثاني، وكان ذلك بشهادة المؤرخ والأديب أحمد بشر الرومي، رحمه الله.  

أطلق اسم الفريج على عائلة النصف، المعروفة، وهي عائلة عريقة تنتمي إلى عشيرة الجلاهمة التي قدمت إلى الكويت مع حلف العتوب، في أول هجرة كبيرة قبل أكثر من 300 سنة.

وغادرت أسرة النصف مع الجلاهمة من الكويت إلى الزبارة في قطر في أواخر القرن الثامن عشر، لكن بعض أفرادها عادوا إلى الكويت عام 1818، واستقروا في موقعهم المعروف بفريج النصف.

من معالم هذا الفريج مسجد البطي، الذي أسسه بطي البوطيبان عام 1776 تقريباً، ثم أعاد بناءه آل النصف والعسعوسي والعصفور في عام 1867، ويعرف اليوم باسم مسجد النصف.

ويوجد في فريج النصف مسجد آخر هو مسجد البحارنة، الذي لا أعرف عن تاريخ تأسسيه شيئاً، كما يوجد مسجد أحمد العبدالله التركيت، المعروف باسم "مسجد الوقواق". وبالنسبة لمسجد النصف فقد صلى فيه إماماً الملا عبدالله بن حسين التركيت، ومن بعده الملا محمد بن حسين التركيت، ثم الملا عبدالرحمن البكر، ثم الملا حسين بن علي بن حمد الفضالة، ثم الملا عبدالعزيز سعود العصفور، ثم الملا خليفة بن حمد الفضالة، ثم الشيخ محمد صالح التركيت، ثم الملا حسين محمد التركيت، ثم الشيخ يوسف بن حسين التركيت.

أما مسجد التركيت فقد تم بناؤه عام 1914، واشترك في بنائه سعد الناهض وسعيد العطيبي وملا حسين التركيت وهلال المطيري، وتبرع بالأرض سعد الناهض، وصلى فيه إماماً الملا أحمد العبدالله التركيت، والملا أحمد بن صالح الضليعي، وأذن فيه الملا حسين النهام والملا موسى بن حسين والملا سعد العصفور والملا يعقوب اللوغاني.

ومن معالم هذا الفريج أيضاً براحة بوعركي، التي يقع على ناحيتها الغربية المعهد الديني وبيت عبدالعزيز بن جاسم، ومن ناحيتها الجنوبية بيت خميس وجاسم بوعركي، وهي براحة صغيرة لا تتعدى مساحتها 300م2.

وتوجد أيضاً حوطة شمال مسجد النصف، وتطل على ساحل البحر، ولا يعرف مالكها على وجه التحديد، وتم بناء عمارة عليها ملك "الأوقاف"، وكان فيها عدة محلات مشهورة آنذاك، وتم هدم البناية عند توسعة شارع الخليج في الستينيات. في المقال المقبل سأتحدث عن سكان الفريج وأسماء العائلات التي سكنت فيه، من خلال ما وصلني من معلومات من كبار السن من أهل الفريج.