مع بلوغ التوتر ذروته على الحدود السورية - التركية، شرعت السلطات في أنقرة تتحرك للانضمام إلى الائتلاف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، والذي دخل قصفه المستمر بلا هوادة على معاقل التنظيم في سورية أسبوعه الثاني.

Ad

وفي تطور من شأنه أن يغير مسار الأحداث، أعلنت الحكومة التركية أمس أنها ستقدم اليوم مشروع قرار إلى البرلمان يجيز استخدام القوة في سورية ويتيح لقواتها الانضمام إلى الائتلاف الدولي.

ويجدد مشروع القرار الإذن الذي منحه البرلمان للقوات التركية للتدخل في العراق، مع توسيع هذا الإذن ليشمل سورية، علماً أن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو يتمتع بأغلبية مريحة في البرلمان.

واستبقت أنقرة نتائج هذا التصويت وحركت دباباتها وعربات مدرعة نحو الحدود السورية، وصوّبت مدافعها باتجاه مدينة كوباني الكردية التي بات مقاتلو "داعش" على بعد خمسة كيلومترات فقط منها، في أقرب مسافة يصل إليها مقاتلوه منذ بدء زحفهم عليها منتصف الشهر الجاري.

في المقابل، وسّع الائتلاف الدولي ضرباته الجوية وشنّ غارات "نوعية" شملت مقرات لـ"داعش" في حلب ومعقلها الرئيسي في الرقة وأكبر منشأة لإنتاج الغاز في دير الزور يديرها مقاتلو التنظيم، بالإضافة إلى غارة استهدفت شاحنات للتنظيم قرب صومعة لجمع الحبوب.  

وبعد الحديث عن تقارب بين "داعش" و"جبهة النصرة"، خرج أمير "النصرة" أبومحمد الجولاني ليؤكد هذا الأمر داعياً عناصره إلى "التوحد والتغاضي عن ظلم وعدوان" تنظيم "داعش" لمواجهة الائتلاف الدولي الذي يستهدف التنظيمين.

وهدد الجولاني في شريط صوتي بث مساء أمس الأول بـ"نقل المعركة" إلى الغرب، إلا أن كلمته لم تشمل أي مبايعة لأبوبكر البغدادي، الذي نصبه "داعش" خليفة على المسلمين.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية السورية وليد المعلم أمس، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "حان الوقت للوقوف جميعاً في وجه الفكر التكفيري في سورية والمنطقة"، مؤكداً أن "سورية تؤيد أي جهد دولي يهدف إلى محاربة الإرهاب".

ولم ينتقد المعلم الضربات العسكرية الأميركية العربية على الأراضي السورية، واكتفى بالحديث عن "ازدواجية في المعايير لدى أميركا، فهي تحارب الإرهاب وتدعم ما تسميها المعارضة المعتدلة".

وعن الحل السياسي في سورية، جدّد المعلم التزام نظامه بوجود الرئيس بشار الأسد في السلطة، قائلاً إن "من يريد ويتطلع إلى حل سياسي عليه أن يتطلع إلى إرادة السوريين"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية التي لم تعترف بها إلا روسيا وإيران وعدد قليل من الدول.

(دمشق، أنقرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ)