تُعلِّق الأمم المتحدة الثلاثاء وساماً جديداً على صدر الشيخ صباح الأحمد. وهو في الواقع وسامٌ مزدوج؛ لمَن سيحمله مباشرةً وللكويت في آنٍ؛ فسيرة أمير البلاد المعطاء مِن سيرة كويتنا السخيّة.لفتةٌ كريمة من أعلى هيئة عالمية، لم تأتِ من فراغ، بل تُكرِّم، في شخص سموه، عطاءاتٍ متواصلة منذ أنعم الله على الكويت بمداخيل النفط وفوائض الموازنات والتي كان لسموّه ولأسلافه ولمؤسسات الدولة الدور الحاسم في توجيهها نحو تقدّم المجتمع ورفاهية الفرد الكويتي ومساعدة الشقيق والجار والمستجير. لقبُ "قائد إنساني" أطلقته الأمم المتحدة على سمو الأمير، لأنّ الكويت لم تتأخر يوماً عن مساعدة دولة منكوبة، ولا شعبٍ تعرّض لأزمةٍ، ولا مؤسسة إنسانية دولية تبذل جهداً محترماً ومنظماً لخدمة الإنسان في أي مكان.يحقّ للكويت أن تفتخر بأن ما أنعم الله عليها به من خيراتٍ استخدمته في سبيل تحسين ظروف مواطنيها على كلّ المستويات، فلم تبدّد أموالها في مغامرات خارجية، ولا في شراء ولاءات، ولا في مشاريع سياسية تحقّق بعض المكاسب وتجلب الكثير من العداوات.استخدمت الكويت المال بحكمةٍ وكرم على السواء؛ فلم تُسرف ولم تحجم. وكان لنجدة المنكوب دوماً نصيبٌ وافرٌ من العطاء. لأجل ذلك وجدت الكويت العالم إلى جانبها حين هبّت عليها رياحُ السموم من صدام، ورأت المجتمع الدولي، بقواه العظمى ودوله الصغرى، من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يقف صفاً واحداً مع حقها في أن تستعيد كرامتها وأرضها وشرعيتها. لقد استثمرت الكويت في الخير فأحسنت الحصاد في الأيام العجاف.الأمير "قائدٌ إنساني"، والكويت "مركزٌ إنساني عالمي"... لقبان يجعلاننا نفتخر بأميرنا وبمؤسساتنا وبشعبنا. وهما نتاج عمل طويل دؤوب بدأه الأولون، وتابعه الشيخ جابر، رحمه الله، حين أعفى الدول المدينة للكويت من ديونها، وتابعه الشيخ صباح بكل همة.يذكر معظم دول العالم الثالث مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية، وتذكر أغلبية الدول العربية نشاطات الصندوق العربي للإنماء، وتشهد شعوب العالم الإسلامي بأن يد الخير امتدت إليها من مجمل الشعب الكويتي، وتشيد كل دول العالم المتقدّم بـ"الهلال الأحمر الكويتي" وبالتزامات دولة الكويت في المؤتمرات المانحة عبر تنفيذها الوعود ووفائها بالعهود، وآخرها ما قدمته الكويت، بلا منّة، إلى الشعب السوري من خلال مؤتمرات استضافتها وشجعت فيها على نجدة هذا الشعب، ووصلت فيها مساهمتها إلى أكثر من ربع تبرعات المانحين.تكريم سمو الأمير في نيويورك حدثٌ استثنائي يضع الكويت في إطار إنساني يناقض صورة المنطقة التي تأكلها العصبيات والأحقاد والحروب والهمجيات المستنبطة من قبور التاريخ.تكريمُ سمو الأمير شهادةٌ حضارية وإنسانية ضد كل التشويه الذي يلحق بالإسلام في هذه الأيام، ومساهمةٌ ملموسة وواضحة في التقريب بين الديانات والحضارات تحت مظلة الإنسانية وإعلاء قيمة الإنسان وحقّه في الحياة.الجريدة
آخر الأخبار
تكريم الأمير... تكريم للكويت
07-09-2014