بفضل علاجات الخصوبة وارتفاع عمر الإنجاب في حياة المرأة (يمكن أن يزيد هذان العاملان من احتمال إنجاب توائم متعددة دفعةً واحدة)، زادت الولادات المتعددة في الولايات المتحدة وبلغت 34.5 مقابل كل ألف ولادة في عام 2010 بعدما كانت تقتصر على 23.3 في عام 1990، وفق الإحصاءات الرسمية الأميركية.

لكن رغم زيادة المظاهر الواضحة التي تميّز بين التوائم المتعددة، يقول عدد كبير منهم إن المجتمع لا يزال ينظر إليهم وكأنهم كيان واحد.

Ad

تحدثت ليزا غليسون (61 عاماً) من تروي، ميشيغان، عن نفسها وعن توأمها ليديا مول من ذا وودلاندز، تكساس، فقالت: {حتى ونحن في الخمسينات من العمر، أراد الجميع خلال اجتماع لمّ شمل طلاب المدرسة الثانوية أن يلتقطوا الصور معنا وكأننا نقدم عرضاً جانبياً في السيرك}.

ربما ينجم هذا الوضع جزئياً عن المرحلة الأولى من حياة التوائم المتعددة، أي حين يتلقى الأهل نصائح بضرورة الالتزام بجدول التوأم وتحديد ساعات معينة لإطعام الأطفال وتغيير حفاضهم واختيار وقت القيلولة. لكن ما إن تبدأ مرحلة التدرب على استعمال المرحاض حتى تتغير التوصيات، فيصبح الأهل مضطرين لمساعدة أولادهم على تطوير شخصيتهم الفردية.

يصعب التعرف إلى التوائم المتطابقة كأفراد بحد ذاتهم لأنهم يتقاسمون تاريخ الميلاد نفسه والمظهر الخارجي نفسه بحسب قول نانسي سيغال، أستاذة في علم النفس في جامعة ولاية كاليفورنيا، فوليرتون، ومديرة {مركز دراسة التوائم} التابع للجامعة. هي تعتبر أن حياة التوائم غير المتطابقة أو تلك التي تكون من جنس مختلف تبقى أسهل من غيرها.

في المنزل، يتعرف أفراد العائلة إلى طباع الأطفال وشخصياتهم المختلفة بحسب قول جيفري كريغ، نائب مدير {قسم تسجيل التوائم الأسترالي} الذي يسهّل ويدعم الدراسات الطبية والعلمية وأستاذ مساعد في طب الأطفال في جامعة ملبورن في أستراليا. يعتبر أن {الأهل يدركون الفرق منذ السنة الأولى}. لكنّ تحضير التوائم لمواجهة العالم حيث يتم التعامل معهم وكأنهم كتلة واحدة يبقى هدفاً معقداً أكثر من تربية الأشقاء الذين يكونون بأعمار مختلفة.

اقتراحات

كيف يجب أن يعزز الأهل النزعة الفردية لدى الأولاد؟ تطورت النصائح في هذا المجال على مر السنين كما تقول سيغال: {خلال الستينات، كان الناس يتعاملون مع التوائم وكأنهم كيان واحد في أغلب الأحيان، وكان الأهل يطلقون عليهم أسماء متشابهة ويلبسونهم ملابس متطابقة. ثم بذلنا قصارى جهدنا للتأكيد على الشخصية الفردية التي يتمتع بها كل طفل. اليوم، صرنا نتبنى نظرة أكثر توازناً. طالما يشعر الأولاد بالسعادة، لا داعي لتدخل الأهل}.

في ما يلي بعض الاقتراحات المفيدة:

• تجنب الأخطاء على مستوى الأسماء والملابس: لا يجب إطلاق أسماء لها القافية نفسها على التوائم. الأسوأ من ذلك هو اختيار أسماء يمكن وصلها ببعضها لمناداتهما بكلمة واحدة. إنه سلوك غير محبذ بالنسبة إلى التوائم الذين شاركوا في دراسة سويدية كبرى تمحورت حول التوائم المتعددة ونُشرت في مجلة {دراسات الشيخوخة} في يونيو 2013. ويجب ألا يفكر الأهل مطلقاً بإلباس التوائم ملابس متشابهة.

• التفكير بوضع التوأم في صفَّين مختلفين: يجب التحقق من سياسة المدرسة بشأن فصل التوائم. لكن إذا لم يكن الأمر ممكناً أو إذا أرادا أن يبقيا في الصف نفسه، تقترح سيغال أن يطلب الأهل من المسؤولين في المدرسة فصل التوأم خلال الامتحانات. هي قدمت شهادتها في المحكمة لصالح توائم اتُّهموا بالغش عن غير وجه حق بسبب أجوبتهم المتطابقة.

• تعليم التوائم التعريف عن نفسهم منذ سن مبكرة: من خلال هذه الخطوة، يمكن تجنب سماع أسئلة محرجة مثل {أي واحد من التوأم أنت؟}، ويمكن أن يطور كل واحد من الأولاد هويته الخاصة. داخل العائلة، يجب مناقشة الطريقة المثلى لتجنب المقارنة بين التوائم مثل اعتبار أحدهم أكثر ذكاءً من الآخر أو أفضل منه في مجال الرياضة...

• منع الناس من التعامل معهم ككيان واحد: أكثر ما يكرهه التوائم هو مناداتهم بـ}التوائم}. هم يحبون أن يناديهم الناس بأسمائهم.

• البحث عن جماعة دعم: يمكن الانضمام إلى مجموعات الأهالي الذين أنجبوا التوائم لاكتساب نصائح قيّمة والتواصل مع الأهالي الآخرين وتقاسم المسؤوليات معهم مثل اصطحاب الأولاد في السيارة نفسها إلى وجهتهم.

• إيجاد طريقة للاحتفال بعيد ميلاد كل طفل وحده: عند الإمكان، يجب ابتكار وسيلة معينة لإقامة حفلة خاصة بكل طفل ومنحه هدايا وحلوى مختلفة. قال غاري كرامر (46 عاماً)، توأم من فيلادلفيا، إن أهله تجاوزوا معضلة عيد الميلاد الموحّد من خلال الاحتفال بأعياد ميلاد المشاهير: {كانت قوالب الحلوى وافرة على مدار السنة. لذا لم نتذمر يوماً من تقاسم عيد الميلاد نفسه}.

• تخصيص وقت منفرد لكل طفل: يجب أن يمضي الأهل وقتاً خاصاً مع كل طفل وحده، حتى لو اقتصر الأمر على القيام بنزهة صغيرة.

• تطوير اهتمامات الأولاد التي تختلف من دون تدخل الأهل: لطالما شجعت جوردانا ميديشي من مدينة نيويورك توائمها الثلاثة على المشاركة في رياضات وفنون واختصاصات مختلفة، حتى لو عنى ذلك اضطرارها هي وزوجها إلى أخذ الأولاد الذين يبلغون الآن 14 عاماً في ثلاثة اتجاهات مختلفة.

• يجب ألا يتفاجأ الأهل إذا حدد التوائم بنفسهم مرتبتهم بين أشقائهم: يذكر كثير من التوائم ترتيب ولادتهم، حتى لو وُلدوا بفارق دقائق عن بعضهم، كطريقة لإثبات نفسهم: {هو المولود الأول لذا يجب أن يتحمّل المسؤولية}، أو {هو المولود الثاني لذا يجب أن يتبع شقيقه الأكبر} وهكذا دواليك.

• تقدير قيمة الرابط المميز بين التوائم: يجب أن يفهم الأهل أن الرابط بين التوائم الذين تشاركوا الرحم نفسه قد يكون أقوى من تأثيرهم عليهم حين يواجهون نقاط تحوّل أساسية ترسل كل واحد منهم في اتجاه مختلف، كما يحصل عند الذهاب إلى الجامعة أو اختيار الشريك أو إطلاق المسيرة المهنية. ينطبق ذلك تحديداً على التوائم المتطابقة.

قررت الشقيقتان غليسون ومول الذهاب إلى جامعتين مختلفتين للتأكيد على استقلاليتهما. في الجامعة، تقول غليسون إنها كانت {ليزا} بدل أن تكون نصف {ليزا} ونصف {ليديا}.

• أوضحت سيغال: {تقضي التسوية المناسبة بالذهاب إلى الجامعة نفسها مقابل عيش الحياة بطريقة منفصلة}.

 يجب أن يفهم الجميع حقيقة العلاقة بين التوائم. صحيح أنهم يتوقون إلى التميز عن أشقائهم، لكنهم يقدّرون قيمة الرابط المميز الذي يجمعهم. يقول كريغ: {قد يكون الرابط أقوى من العلاقة التي تجمعهم بشريك الحياة}.

• قالت سيغال: {بالنسبة إلى التوائم المتطابقة، يكون الرابط أقوى بعد. يحزنون لفقدان توأمهم أكثر مما يفعل التوأمان غير المتطابقين. كذلك يبدون اهتماماً أكبر بأولاد أشقائهم التوأم}.