كشفت دراسة بأن عدد المصابين بفيروس ايبولا سيرتفع إلى عشرين ألفاً مطلع نوفمبر إذا لم يتم تعزيز إجراءات الرقابة لوقف انتشار المرض الذي أودى بحياة 2811 شخصاً حتى الآن حسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية.

Ad

وقال خبراء في دراسة نشرتها مجلة نيو انغلند جورنال اوف ميديسين "بفرض أنه لم يتغير أي شىء في إجراءات مراقبة الوباء"، سيبلغ عدد المصابين في نوفمبر 9939 إصابة في ليبيريا و5925 في غينيا و5063 في سيراليون.

وأضافوا بأنه "بدون تحسين كبير في الإجراءات"، ستسجل في في الأشهر المقبل لا "مئات" الإصابات والوفيات كل أسبوع بل "آلاف"، مؤكدين على أن نسبة الذين يسبب الفيروس وفاتهم تبلغ 70,8 بالمئة.

وتابع الخبراء أنه إذا لم تتخذ إجراءات، فإن فيروس ايبولا قد يستوطن في المنطقة لسنوات ويصبح "وباءً إقليمياً".

وكانت الأمم المتحدة ذكرت الأسبوع الماضي أنها تتوقع أن يبلغ عدد المصابين عشرين ألفاً في نهاية العام الجاري، لكن وتيرة انتشار المرض آثار تشاؤم العلماء الذين دعوا إلى تعزيز إجراءات المراقبة "بسرعة" وتعزيز الكشف المبكر عن الإصابات.

وأفادت الحصيلة الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية حتى 18 سبتمبر والتي نشرت مساء الأثنين بأن وباء ايبولا تسبب بوفاة 2811 شخصاً في أفريقيا الغربية من أصل 5864 مصاباً.

وكانت الحصيلة السابقة حتى 14 سبتمبر تشير إلى 2630 وفاة من أصل 5357 إصابة.

وليبيريا هي البلد الأكثر إصابة على الإطلاق بحيث سجلت 1578 وفاة من أصل 3022 إصابة بحسب وثيقة نشرها المكتب الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية.

وفي البلدين الآخرين الأكثر إصابة سجلت 632 وفاة في غينيا من أصل 1008 حالات و593 وفاة في سيراليون من أصل 1813 إصابة.

وقالت منظمة الصحة العالمية "أن البؤر في السنغال ونيجيريا تم احتواؤها في الاجمال".

وفي نيجيريا سجلت ثماني وفيات من أصل 20 حالة، والإصابة الأخيرة سجلت في الثامن من سبتمبر، وفي السنغال لم تسجل سوى إصابة واحدة لطالب غيني أعلنت السلطات السنغالية شفاءه في العاشر من سبتمبر.

وقال أحد معدي الدراسة الطبيب كريستوفر داي في مؤتمر صحافي في جنيف "نحن في المرحلة الثالثة من انتشار الوباء"، وأضاف "إذا لم نوقف تقدم المرض بسرعة فستحدث كارثة، كارثة كبرى" في الأشهر المقبلة.

وأكد على أن هذا الوباء الأخطر في تاريخ الحمى النزفية التي رصدت في 1976 "مشابهة جداً" لأوبئة أخرى في السنوات الأخيرة حدثت في جمهورية الكونغو الديموقراطية والسودان.

وتابع الطبيب نفسه أن "الأمر مختلف ليس صفات الفيروس بل طبيعة السكان الذين أصيبوا"، مشيراً خصوصاً إلى عامل العدوى بسبب تنقل السكان.

وأضاف بأن الانتشار السريع للمرض يفسر ببطء التصدي لايبولا في بداية الوباء وكذلك الوضع السىء للأنظمة الصحية في الدول المتضررة الكبرى.

من جهته، قال الأستاذ في جامعة امبريال كوليج لندن كريستل دونيلي الذي شارك في إعداد الدراسة بأن "عدد الإصابات محدود في نيجيريا حيث النظام الصحي أكثر متانة".

إلا أن داي قال أنه من الصعب حالياً وضع حصيلة للوباء لأنه استقر على ما يبدو في بعض المناطق لكنه ظهر في بلدات لم يكن فيها مصابون من قبل.

من جهة أخرى، قال الخبراء أن الفيروس لا يشهد على ما يبدو تحولاً يمكن أن يسهل انتقاله في الهواء، لكن داي قال بأن "هذا النوع من التحول يمكن أن يحدث".

وتقول الأمم المتحدة أن مكافحة ايبولا تحتاج إلى مليار دولار.

وكان مجلس الأمن الدولي وصف في 18 سبتمبر هذا الوباء "بالتهديد للسلام والأمن الدوليين"، في سابقة لوضع مرتبط بالصحة في العالم، ولا يوجد أي لقاح أو علاج خاص للحمى النزفية ايبولا.

والوباء الحالي الذي تفشى في بداية العام في غينيا هو الأخطر منذ اكتشاف الفيروس في العام 1976.

وأكدت منظمة الصحة العالمية مجدداً الأثنين بأنها "حالة طوارئ صحية عامة عالمية".