فى بداية 2014، تحديداً في الأول من يناير، تُوفي السيناريست والمنتج ورئيس جمعية كتاب ونقاد السينما السابق ممدوح الليثي عن عمر يناهز 77 عاماً، وفي الأول من شهر أغسطس تُوفي الكوميديان الكبير سعيد صالح عن عمر يناهز 76 سنة، وفي الخامس والعشرين من سبتمبر رحل أيضاً عن عالمنا النجم الكبير خالد صالح بعدما خضع لجراحة قلب مفتوح في مركز الدكتور مجدي يعقوب في أسوان، وفي الثالث من نوفمبر صعدت روح الفنانة مريم فخر الدين إلى بارئها بعد صراع طويل مع المرض والشيخوخة، وفي العاشر من الشهر نفسه رحلت عن دنيانا النجمة الكبيرة معالي زايد وتبعتها الفنانة الكبيرة صباح بعدها بثلاثة عشر يوماً، ورحل أيضاً في العام الفائت الفنان القدير يوسف عيد والممثل يوسف العسال. ورفض 2014 أن يغادرنا قبل أن يرحل عنا في السادس عشر من ديسمبر المخرج السينمائي الكبير نادر جلال بعد صراع مع المرض.

Ad

بالنسبة إلى أفلام العام 2014، يرى الناقد السينمائي محمود قاسم أن «الجزيرة 2» أفضلها يليه «فتاة المصنع». أما الأسوأ فقال: «بقية أفلام العام سيئة جداً ولا ترقى إلى مستوى الفن السابع المصري»، مشيراً إلى أن أحمد السقا أحد أفضل الممثلين هذا العام ومحمد رمضان أسوأ ممثل. وأوضح أن 2014 كان عاماً حزيناً بسبب فراق كثير من نجوم السينما الكبار.

يستكمل قاسم كلامه: «الحدث الأسوأ هذا العام هو فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي»، بما رافقه من تخبط شديد وأزمات عدة بسبب مجاملات رئيس المهرجان لأصدقائه، فأي شخص من أصدقاء رئيس المهرجان كان مسؤولاً عن كتاب أو فاعلية أو مديراً لندوة مما أهدر أموالاً طائلة، بخلاف الهرج والمرج الذي حدث أثناء الافتتاح والتراشق بالألفاظ بين الإعلاميين من ناحية والقيمين على المهرجان من ناحية أخرى، معتبراً أن العام الفائت كان بمثابة عودة الجمهور إلى قاعات السينما، خصوصاً في المناسبات مثل الأعياد والإجازات الرسمية.

الناقدة خيرية البشلاوي توضح أن «الفيل الأزرق» و{الجزيرة 2» و{لامؤاخذة» أفضل ثلاثة أفلام سينمائية عُرضت على شاشات السينما خلال عام 2014. أما «حلاوة روح» فهو الأسوأ على الإطلاق بسبب المشاهد المبتذلة والمسفة التي تضمنها، بينما ترى أن خالد صالح أفضل ممثل وهيفاء وهبي الأسوأ موضحةً أن قرار رئيس الوزراء المصرى إبراهيم محلب بوقف عرض «حلاوة روح» كان أسوأ قرار في 2014 وتاريخ السينما بأكمله بسبب تدخله في ما لا يعنيه، وأيضاً للفته نظر المشاهدين والمتابعين إلى هذا العمل الضعيف سينمائياً.

تعتبر البشلاوي أن فيلم «سالم أبو أخته» يقتسم لقب الأسوأ مع «حلاوة روح»، وتعترض عليه شكلاً ومضموناً بدءاً من اسمه التي تراه يحمل إيحاءات عن علاقات المحارم ومع ذلك تدين طلب الأزهر بحذف أحد مشاهده بسبب أن هذه المؤسسة ليست معنية بذلك، متمنيةً أن يكون فيلم «وردة» بداية جيدة لإنتاج أفلام رعب خلال السنوات المقبلة كي يصبح لدينا تنوع وثراء واختلاف في المضمون السينمائي. لكنها تتخوَّف من عدم قدرة السينمائيين المصريين على إنتاج هذه النوعية لأنها تحتاج إلى تكنولوجيا مكلفة جداً.

أما الناقد نادر عدلي فيختار أفلام «الفيل الأزرق» و{الجزيرة 2» و{لامؤاخذة» كأفضل الأعمال، بينما يرى أن الأسوأ هو «حلاوة روح» مشيراً إلى أن كريم عبدالعزيز أحد أفضل الممثلين هذا العام بينما الأسوأ هي هيفاء وهبي. ويرحب بفيلم الرعب «وردة» رغم تحفظاته الشديدة عليه، ويتعجَّب من الأشخاض الذين يروجون لفكرة أنه فيلم الرعب الأول في تاريخ مصر قائلاً: «لدينا عشرات الأفلام التي تندرج تحت هذه القائمة وكان لدينا مخرج مهم في هذا المجال اسمه محمد شبل، لكن للأسف الجمهور العربي لا يحب هذه النوعية من الأفلام أصلاً ولن تجد رواجاً كافياً فالجمهور لديه ما يكفيه في حياته الشخصية من رعب ولا ينتظر فيلماً كي يشعره بالخوف».

يدين عدلي تدخل الأزهر في السينما ويعتبره غير مبرر، مشيراً إلى منع عرض الفيلم العالمي «نوح» أسوأ حدث سينمائي هذا العام، ويوضح أنه يشعر بأن ثمة مجموعة متحكمة في إصدار البيانات التي تصدر من هذه المؤسسة المحترمة تحاول مغازلة التيارات الدينية المتشددة، مشيداً بالأفلام التي خرجت هذا العام تحت راية السينما المستقلة مثل «لامؤاخذة» و{الخروج للنهار».

«فتاة المصنع»

يعتقد عدلى أن فيلم «فتاة المصنع» لا يستحق أن يكون بين أفضل أفلام 2014، خصوصاً أنه ليس أحد أفضل أعمال محمد خان بل هو فيلم متوسط المستوى. وفي ما يخصّ عودة مهرجان القاهرة للانعقاد خلال 2014 فقد أبدى سعادته بانعقاده مجدداً مطالباً بتخصيص إدارة مستقلة لتولي شؤونه بهدف تلافي الأزمة الكبيرة والأخطاء الكارثية التي حدثت في تنظيمه خلال العام الفائت.

من جانبها تعتبر الناقدة ماجدة موريس أن «فتاة المصنع» هو أفضل فيلم شاهدته خلال عام 2014. أما «واحد صعيدي» و{حلاوة روح» ففي ناظريها الأسوأ موضحةً أن محمد رمضان هو الممثل الأسوأ هذا العام بسبب «ثقل دمه» في «واحد صعيدي» رغم تقبل الجمهور له في أعمال سابقة، وتؤكد أنها اكتشفت أن «واحد صعيدي» يتضمن أخطاء جسيمة فلم تستطع استكمال مشاهدته وخرجت بعد نصف ساعة من العرض.

تشيد موريس بما قدمته لنا السينما المستقلة خلال 2014، خصوصاً «الشتا اللي فات» و{لامؤاخذة» فالأول ناقش الثورة المصرية من منطلق جديد وقدم رؤية جديدة لانتفاضة الشعب المصري في 25 يناير، و{لامؤاخذة» تراه من المفاجآت السارة لأن فكرته خارج الصندوق حيث ناقش بشكل غير تقليدي قضايا التعليم والتمييز بين الطبقات المختلفة في الشعب.