ليس رجب الفنان الوحيد الذي يتعرض لمأزق الصفحات المزوّرة على «فيسبوك»، فتامر حسني لم ينج من هذا الفخ، إذ انتحل شخص مجهول اسمه ونصب على بعض الفنانين للحصول على أموال منهم، بحجة التبرع للأطفال الأيتام وغير القادرين لإجراء جراحات القوقعة بالعين، وذلك من خلال صفحة مزورة على «فيسبوك» تحمل اسم الفنان.

Ad

كذلك تعرّض أحمد جمال، نجم برنامج {أراب آيدول} للمأزق نفسه، فقد انتحل أحد الأشخاص اسمه في صفحة مزورة، واتفق مع فريق إعداد {أنت حر} الذي يقدمه مدحت العدل على المشاركة في إحدى حلقات البرنامج، وعندما قرأ جمال الخبر في إحدى الصحف اتّصل بالقيمين على البرنامج، ليؤكد لهم أن ثمة من ينتحل اسمه وينصب على كثيرين، موضحاً أن الاتفاقات كافة تكون من خلال مدير أعماله.

تلاعب وغش

يوضح محمد رجب أنه فوجئ، مثل غيره، بهذه الصفحة التي تحمل اسمه، مبدياً انزعاجه، لأن من أنشأها يريد التلاعب بعقول الشباب والفتيات من خلال استغلال اسمه. وحذر الشباب من هؤلاء النصابين، مضيفاً: «لا تنجرفوا وراء هؤلاء الأشخاص، فعندما أريد اكتشاف مواهب فنية سأعلن ذلك في الصحافة والإعلام بنفسي، وليس عن طريق صفحة على الإنترنت».

يلفت إلى أن الاتصالات التي تلقاها دفعته إلى تحرير محضر رسمي ضد هذا الشخص، كي لا يكون الشباب العربي فريسة لأولئك المغرضين الذين يريدون الربح بالاحتيال والنصب، خصوصاً أن مؤسس الصفحة خاطب الفتيات اللواتي أرسلن له صورهن وطلب مقابلتهن.

صلاح عبدالله الذي يوجد باسمه أكثر من خمس صفحات على مواقع التواصل حدثت له واقعة مشابهة لواقعة رجب، إذ طلب شخص مزوّر أسس صفحة باسم عبدالله، أصدقاء الفنان إرسال رصيد له عن طريق الهاتف المحمول، ما أزعج عبدالله خصوصاً أن ثمة من تفاعل مع هذا الشخص فعلاً، وأرسل له المبلغ المطلوب عن طريق تحويل الرصيد، مؤكداً أنه لا يعرف شيئاً عن هذه الأمور، ومبدياً أسفه لمحاولات النصب التي تحدث باسمه وباسم زملائه.

يتساءل عبدالله: {لماذا يصر البعض على الربح من وراء النصب والاحتيال؟ فبدلاً من العمل والاجتهاد لبلوغ النجاح، يسرقون الناس وينتحلون صفة أشخاص آخرين، موضحاً أن ما حدث أضر به، خصوصاً أنه قرأ إحدى هذه الرسائل التي كتب فيها النصاب: {هاديك رقم تلفون وعاوزك تحول لي عليه بـ 200 جنيه رصيد، وأنا لما أشوفك هابقى أحاسبك عليه}.

بعدما ازدادت الصفحات المزوّرة باسمه وانضمام الناس إليها، كتب حمزة العيلي (أدى دور {مسكر} في مسلسل {ابن حلال})، أربع مرات على صفحته على {فيسبوك} أنه لا يملك أي صفحات أخرى، محذراً من حدوث حالات نصب وسرقة باسمه، ومؤكداً أنه يملك صفحة واحدة و{غروباً} واحداً باسمه.

 يضيف أنه كان يرفض، في بادئ الأمر، تأسيس {غروب} خاص به، لكن بعدما بلغ أصدقاؤه على صفحته الحد الأقصى، اضطر إلى إنشاء غروب، بدل إنشاء صفحة أخرى قد تحدث بلبلة وتكون مدعاة للنصابين لإنشاء الصفحات.

ممارسات مرفوضة

من الصعب السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي، برأي المهندس محمود رأفت، خبير المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا من خلال الحزم مع هؤلاء النصابين، فعندما يلقى القبض على شخص يجب الترويج لذلك حتى يكون عبرة للجميع، مشيراً إلى أن كل شخص يريد أن ينشئ صفحات وهمية لا يجد ما يمنعه تقنياً، خصوصاً أن البعض لا يعلم أنه سيلاحق قضائياً بسهولة، عن طريق الاستعلام من الشركة التي يحصل على الخدمة منها.

يضيف: «من الطبيعي، مع حالة التسيب الموجودة منذ فترة، أن نرى هذه الأفعال، من هنا على شركات تقديم خدمات الإنترنت المتابعة الدقيقة وتحديث بيانات عملائها، لأنها صمام الأمان في مثل هذه العمليات»، عازياً وجود صفحات مزورة للمشاهير إلى أن أسماء هؤلاء تجلب عدداً ضخماً من الأصدقاء والزوار، ما يجعل هؤلاء النصابين يبيعون هذه الصفحات في ما بعد وتغيير اسمها وهو ما يعرف في أوساط الإنترنت بـ{شراء زوار للصفحة».

بدورها تطالب الناقدة الفنية خيرية البشلاوي بضرورة وضع قوانين تحد من هذه الممارسات غير الأخلاقية، وأن يكون الفنان على اتصال مباشر مع جمهوره  لينفي ما يحدث من أخطاء.

تضيف: «مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بمثل هذه الصفحات التي لو أحصيناها سنجد أن لكل فنان ما يقرب من 15 صفحة، لا سيما النجوم الشباب والفنانات الشابات، وثمة شباب يدشنون هذه الصفحات للتعرف إلى البنات».

تتابع: «أهداف المزورين كثيرة، فمنهم من يريد تضييع وقت فراغه، ومنهم من يريد ربح المال الحرام أو جمع أكبر كمّ من الأصدقاء لهذه الصفحة المزورة، ما يجعله يبيعها في المستقبل ويكسب من ورائها. هذه الممارسات كافة مرفوضة لأنها تحدث عن طريق النصب والتزوير».