تعد مهمة المسبار الاوروبي روزيتا والروبوت فايلاي الذي هبط منها على سطح مذنب الانجاز العلمي الاهم للعام 2014 بسبب دورها في القاء الضوء على اصول النظام الشمسي والحياة على كوكب الارض، بحسب تصنيف اعدته مجلة ساينس العلمية.

Ad

ووضعت المجلة الاميركية المرموقة مهمة روزيتا التي اطلقتها وكالة الفضاء الاوروبية، على رأس قائمة ترتيب الانجازات العلمية الكبرى للعام 2014 لانها تمكنت من رصد جزيئات مياه وغاز الميتان والهيدروجين على سطح المذنب الذي كانت تتعقبه عن بعد منذ عشر سنوات، ورافقته عن كثب على مدى الاشهر الاخيرة وانزلت على سطحه روبوتا صغيرا.

واظهرت التحاليل الاولية لجزيئات المياه الموجودة على سطح هذا المذنب "تشوري" ان المياه الموجودة على سطح الارض، وبخلاف ما كان العلماء يعتقدون، لم تات من المذنبات بل من النيازك.

والمذنبات وهي الاجرام الاكثر قدما في المجموعة الشمسية والغنية بالكربون قد تكون حملت جزيئيات الى كوكبنا ساهمت في نشوء الحياة عليه على ما يفيد العلماء.

وبات العلماء يرجحون ان مصدر المياه على الارض وابل كثيف من النيازك خصوصا، قبل 3,9 مليارات سنة.

والنيازك اجسام صخرية تراوح بين الحجم الدقيق جدا وصولا الى حجم صخرة كبيرة.

واضافت مجلة ساينس ان ما يجعل من هذه المهمة انجازا كبيرا على مستوى العالم، انها ستواصل مراقبة المذنب لدى اقترابه من الشمس، الامر الذي سيتيح للعلماء مراقبة التغيرات التي ستطرأ على هذا الجرم الذي يوازي حجم جبل ارضي صغير، حين يقترب من الشمس وترتفع حرارته.

وقد يساعد ذلك العلماء على فهم سر تشكل الانواع المختلفة من المذنبات مع نشوء المجموعة الشمسية قبل 4,5 مليار سنة.

ومع ان بطاريات الروبوت فايلاي نفدت بعد ساعات على هبوطه على سطح المذنب وعدم قدرته على شحن يطارياته الشمسية بسبب خلل في موقع هبوطه، وبالتالي لم يتمكن من اتمام مهمته على سطح المذنب، الا ان 80 % من المعلومات التي كانت وكالة الفضاء الاوروبية تأمل بالحصول عليها، مصدرها المسبار روزيتا الذي ما زال يحلق بجوار المذنب، وليس الروبوت، بحسب المجلة.

واضافة الى هذه المهمة الفريدة من نوعها في تاريخ استكشاف البشر للفضاء، تحدثت المجلة عن تسعة اكتشافات وانجازات علمية اخرى جعلتها في قائمة الانجازات العلمية العشر الاكثر اهمية للعام الجاري.

وجاء في القائمة الاكتشاف الوراثي الذي اظهر ان معظم انواع الطيور الموجودة اليوم ظهرت بعد بضعة ملايين سنة على انقراض اسلافها الديناصورات، قبل 66 مليون عام، واكتشاف باحثين ان دم الفئران الشابة ينشط العضلات والدماغ لدى الفئران المسنة لدى حقنها به، في اكتشاف من شأنه ان يحرز تقدما في علاج مرض الزهايمر.

ومن الانجازات المذكورة في القائمة ايضا الروبوتات التي توصل علماء الى تصميمها، والتي تتعاون في ما بينها لبناء اشكال هندسية دون اي تدخل بشري، وتصميم شرائح الكترونية تحاكي تصميم الدماغ البشري وتعالج المعلومات بالآليات نفسها، وزراعة خلايا مماثلة لخلايا بيتا المنتجة للانسولين في الطحال وهو ما يساهم في تقدم علاج مرض السكري.

ومن الاكتشافات المذكورة في القائمة عثور علماء اثار على رسوم بشرية في مغارة في اندونيسيا تعود الى ما بين ثلاثين الف عام واربعين الفا، واستخدام الاشعة للتلاعب بالنشاط العصبي لدى فئران ومحو ذاكرتها وابدالها بذاكرة وهمية.

وآخر ما في القائمة الاقمار الاصطناعية الصغيرة الحجم "كبوساتس"، وانتاج بكتيريا اصطناعية.