هل وصلت موجة الهوس بالمكملات الغذائية إلى أولادنا أيضاً؟ صحيح! اعتباراً من نهاية عام 2007، تبين أن طفلاً من أصل عشرة يأخذ هذه المكملات مرة في السنة على الأقل، لفترة شهرين ونصف. منذ ذلك الحين، يشهد قطاع تصنيع المكملات التي تستهدف الصغار نمواً مستمراً. الهدف من ذلك هو التعويض عن النقص الغذائي المزعوم لتعزيز النمو والدفاعات المناعية أو لاستعادة النشاط أو تحسين التركيز وأداء الذاكرة، فضلاً عن طمأنة الأهل في شأن التوصيات الرسمية المرتبطة بالعادات الغذائية لدى أولادهم. الفيتامين D شائعفي الوقت الراهن، ثمة نوع رسمي من المكملات التي تهدف إلى تجنب بعض أنواع النقص. لذا غالباً ما يصف طبيب الأطفال الفيتامين D الضروري لامتصاص الكالسيوم وتثبيته في الجسم: تتراوح الجرعة اليومية منذ الولادة وحتى الشهر الثامن عشر بين ألف و1200 وحدة للأطفال الذين يرضعون، وبين 600 و800 وحدة للرضع الذين يستهلكون حليباً اصطناعياً، ويتم أخذ جرعتين من 100 ألف وحدة في شهر نوفمبر وفبراير بين الشهر الثامن عشر والسنة الخامسة ثم بين العاشرة والثامنة عشرة.بحسب وضع الطفل، يمكن أن يصف الطبيب الفلور الذي يترسخ على مينا الأسنان ويمنع تسوسها. لا يكون هذا المكمل إلزامياً إلا في حال وجود خطر التسوس، أي ضمن فئة الصغار الذين ينامون وهم يشربون زجاجة الحليب، أو أولئك الذين يعانون مشاكل في أسنانهم، أو في حال وجود مشكلة التسوس في العائلة. أخيراً، يصف الأطباء الفيتامين K الضروري لتخثر الدم للأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم. عدا هذه المكملات، لا حاجة إلى أي نوع آخر. بل يكفي الالتزام بحمية متنوعة ومتوازنة للحصول على المغذيات التي يحتاج إليها الجسم.نمط غذائي يسبب النقصهذه هي المشكلة الحقيقية! يعتبر البعض أن نظام الأطفال الغذائي ليس متوازناً، ما يجعلهم يفتقرون إلى الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية. وفق الخبراء، تتعدد العوامل التي تجعل الأهل يشتبهون بوجود نقص لدى صغارهم: مع تبدل الأنماط الغذائية، بات نظامنا يفتقر إلى الفيتامينات والمعادن. وغالباً ما ينجذب الأولاد إلى المنتجات التي لا تحمل قيمة غذائية عالية (سكريات، بيتزا، حبوب فطور مكررة...) بدل المأكولات الغنية طبيعياً بالمغذيات الأساسية (فاكهة وخضروات، أسماك دهنية، حبوب فطور كاملة...). كذلك بات الأولاد يواجهون مستوى أعلى من الضغط النفسي، ما قد يسبب نقصاً في المغنيسيوم تحديداً.لكن يعتبر خبراء آخرون أن الأولاد الذين يتبعون نظاماً غذائياً {شائباً} مثل النباتيين الذين لا يأكلون جلد الحيوانات أو المنتجات الحيوانية أو مشتقات الحليب يمثلون الفئة الوحيدة التي تواجه نقصاً غذائياً.رأي الأطباءإنها مسألة مثيرة للجدل! يؤيد بعض الأطباء إعطاء المكملات الغذائية للأولاد شرط انتقائها بالطريقة المناسبة. يمكن اختيار خميرة البيرة أو المحفزات الحيوية لجميع الأعمار بهدف تقوية البيئة المعوية، ثم الفيتامين D3 منذ عمر الثالثة بدل ملعقة من زيت كبد سمك القد. كذلك يمكن تقديم مكملات غنية بالفيتامينات والمعادن أو الخلاصات النباتية حين يبدو الطفل متعباً أو يجد صعوبة في التركيز أو النوم أو يلتقط نوعاً من الفيروس... لكن من الأفضل أن تكون هذه المنتجات عضوية، من دون إضافات كيماوية أو مواد مُحَلّية اصطناعية.لكن يوصي أطباء آخرون بضرورة توخي الحذر واستشارة الطبيب عند بروز أي شكوك في شأن نقص غذائي محتمل: يجب استشارة الطبيب قبل منح المكملات للطفل. قد يؤدي بعض الجرعات الزائدة، لا سيما بالفيتامينين A وD، إلى عواقب خطيرة على الصحة. لا يكون ابتلاع الكبسولات سلوكاً حميداً لأن الإفراط في ذلك قد يعطي آثاراً معاكسة!ركائز التوازن الغذائي• الحديد: يمكن أخذه من حليب النمو إلى أن يتمكن الطفل من استهلاك 100 غرام من اللحوم في اليوم، على أن تتوزع هذه الكمية على وجبتين أساسيتين، في عمر السادسة تقريباً.• الكالسيوم: منتجان أو ثلاثة من مشتقات الحليب (لبن، حليب، جبنة...) في اليوم.• الأحماض الدهنية الأساسية: سمك مرة أو مرتين في الأسبوع أو زيوت الكولزا أو الجوز أو الصويا.• الألياف والفيتامين C والمعادن: حصة أو حصتان من الفاكهة أو الخضروات في اليوم مع تنويع المنتجات المستهلكة.• وجبات لذيذة: نشويات، سكريات، شوكولا... يجب أن يأكل الطفل نوعاً يحبه مرة في اليوم على الأقل.
توابل - أمومة
المكمّلات الغذائية مفيدة لطفلِك؟
06-12-2014