طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتعاون دولي لمكافحة ظاهرة الإرهاب، مشدداً خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» بسويسرا، أمس، على ضرورة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفا أن هذا الأمر سيؤدي إلى الاستقرار، ويقطع الطريق على الفكر المتطرف في المنطقة.

Ad

شدَّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على ضرورة التعاون الدولي لمكافحة ظاهرة الإرهاب الذي يضرب المنطقة العربية بقوة، ووصلت أصداؤه إلى بعض الدول الغربية، داعيا إلى ضرورة تعزيز التبادل المعلوماتي بين الدول حول العالم بشأن الإرهاب، في ظل تنامي نشاط الجماعات الإسلامية المتشددة في العالم، خاصة أن "الإرهاب يهدد أمن المنطقة، وعلينا التعاون لمواجهته"، مؤكدا الطابع العالمي لظاهرة الإرهاب.

وقال السيسي، خلال إلقاء كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" بسويسرا، أمس، إنه لابد من تضافر الجهود للقضاء على آفة الإرهاب أينما وجدت، مع "ضرورة عدم أخذ الإسلام السمح بجريرة حفنة من المجرمين القتلة، وعلينا كعالم متحضر القضاء على ما يمثله الإرهاب من تهديد".

وطالب العالم بـ"الاصطفاف لمواجهة الإرهاب الذي لا يفرق بيننا، سواء في كندا أو فرنسا أو لبنان أو العراق أو سورية، وحرمان الجماعات الإرهابية من استخدام أدوات التواصل الاجتماعي لنشر دعوات الكراهية والاستقطاب". وكان السيسي دعا الأسبوع الماضي الأمم المتحدة إلى تحرك أممي لإغلاق جميع المواقع الإلكترونية التابعة لجماعات إرهابية.

وكشف عن إعجاب عميق بالرئيس المصري الأسبق أنور السادات، في معرض حديثه عن تجربة السلام بين مصر وإسرائيل التي قادها السادات، قائلا: "الأيام أكدت صواب رؤيته (السادات) وعبقرية فكرته... ومستعدون في مصر والعالم العربي للنظر في جميع الأفكار لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأردف: "لو حققنا السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فسينتج واقع جديد أكثر من مبدع في المنطقة"، مؤكدا ان هذا الواقع الجديد "سيؤدي إلى استقرار لا يمكن تصوره، وسيقطع الطريق على الفكر المتطرف في المنطقة".

ورفض الرئيس المصري استخدام ذريعة مواجهة بلاده للإرهاب لصرف الانتباه عن المشاكل الاقتصادية التي تعانيها مصر، مشددا على ان المعركة الحقيقية تتمثل في "بناء مؤسسات الدولة الحديثة، وأن يستكمل الشعب المصري مراحل خريطة المستقبل في اختيار ممثليه في مجلس النواب".

وأشار إلى أن "الحكومة المصرية ملتزمة بتحقيق سياسات وبرامج، عانى منها الاقتصاد، وهذه الجهود تتركز على تحقيق سياسة مالية رشيدة، عبر خفض الدعم المقدم للطاقة تدريجيا، والعمل على ضمان الحماية للفئات الأكثر احتياجا وتطبيق برامج التنمية الشاملة".

وكشف عن سعي بلاده لرفع معدل النمو الاقتصادي إلى 7 في المئة، من أجل خلق فرص عمل للشباب الذي يعاني البطالة، قائلاً: "الشباب هم أمل مصر، ومن أطلق التغيير في 25 يناير هم شباب مصر، وإحنا حريصين جدا على إعداد شبابنا من أجل أن يتولوا المناصب المهمة في الدولة... وعلينا الاعتراف بأن هناك بطالة بالملايين في مصر، واتخذنا إجراءات واعدة لزيادة الاستثمار".

المؤتمر الاقتصادي    

ودعا السيسي دول العالم إلى المشاركة في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ مارس المقبل، مضيفاً: "مصر تحرص على الانفتاح على العالم، كما تحرص على تنفيذ التزاماتها التعاقدية والاستمرار في التعاون المثمر مع الشركاء الأجانب". إلى ذلك، كشف مصدر حكومي لـ"الجريدة" أنه تم البدء في تجهيزات قاعة "الصداقة" بمدينة شرم الشيخ، استعدادا لاستضافة المؤتمر الاقتصادي في مارس المقبل، مؤكدا أن القاعة يتم تجهيزها على أعلى مستوى لتليق بحجم المشاركات المتوقع في المؤتمر، الذي تعقد القاهرة آمالا عريضة عليه لإعطاء دفعة قوية لعجلة الاقتصاد المصري.

استعدادات

في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية حالة الطوارئ تحسبا لأي تظاهرات أو أحداث عنف من قبل عناصر إخوانية خلال ذكرى الثورة بعد غد، وكشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ"الجريدة" ان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يشرف بنفسه على خطة تأمين البلاد، التي تتضمن وقف إجازات الضباط وضباط الصف والمجندين، والدفع بـ65 مجموعة قتالية لتأمين المنشآت الحيوية والسيادية، فضلا عن إخلاء أقسام الشرطة من المساجين ونقلهم إلى عدد من المعسكرات.

وأشار المصدر إلى أنه سيتم تسليح القوات المكلفة بتأمين أقسام الشرطة تحسبا لأي هجوم عليها، على أن تتولى قوات الجيش عمليات تأمين المحافظات الحدودية لمنع تسلل أي عناصر إرهابية إلى المحافظات الداخلية.

وزاد: "قوات الانتشار السريع ستتواجد في الشارع المصري بداية من فجر اليوم، بينما أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية أمس تجهيز 2600 سيارة إسعاف توزع على الميادين الكبرى بالقاهرة والمحافظات، تحسبا لوقوع أي أعمال عنف أو شغب.

ودخلت جماعة "الإخوان" على خط المطالبات بتظاهرات جديدة، بتنظيم أنصارها تظاهرة محدودة لليوم الثاني على التوالي، أمس، جابت بعض شوارع وسط القاهرة وحاولت اقتحام ميدان "التحرير"، لكن قوات الأمن نجحت في تفريق التظاهرة، وألقت القبض على بعض المشاركين.