عاماً بعد عام، تثبت "الجريدة" أن رهانها على التميز كان صائباً، وهو رهان يعكسه تجاوب القراء مع ما دأبت "الجريدة" على طرحه ومعالجته طوال ثماني سنوات من عمرها.

Ad

فـــ "الجريدة" التي تسير بخطى ثابتة على كل الصعد، معتمدة أخلاقيات المهنة مبدأً، والموضوعية في تناول الاحداث نهجاً، هي اليوم محط أنظار الكويتيين والمقيمين ومرجع لكثيرين في الأخبار والتحليل والرأي الواضح والمتنوع والصريح.

ولعل ما ميَّز "الجريدة" منذ ولادتها حتى اليوم هو الجمع بين الشكل الحديث والمحتوى الحقيقي؛ فأضافت إلى متعة النظر فائدة المعنى، وهو مزيج وجد استحساناً كبيراً لدى القارئ الذي كان صاحب الحكم  الأهم والأخير.

تدرك "الجريدة"، بوصفها صحيفة سياسية أولاً، أن الصحافة تعمل اليوم في بيئة ملتهبة على طول العالم العربي وعرضه، وهي بيئة موبوءة بالطائفية والمذهبية اللتين تتغذيان تارة من الديكتاتوريات وطوراً من العصبيات والتخلف الفكري والجمود العقائدي. وهي في هذه الأجواء، ورغم التشاؤم الذي يضرب أطنابه في كل مكان، لا تزال مصرة على أن الحل في أي مكان متوتر في عالمنا العربي، مثلما في الكويت، هو الدولة المدنية والاعتراف المتبادل والمؤسسات الدستورية وتعميق التجارب البرلمانية ودور المجالس المنتخبة.

فهمت "الجريدة" القارئ وهو فهمها، وفق علاقة أساسها الاحترام لا المسايرة، ونقل الأخبار بموضوعية بغض النظر عن الأهواء، والجهر بالرأي الذي تقتنع به ولو لم يكن شعبياً أو يعزف على أوتار العصبيات.

"الجريدة" نشأت حرة، مدافعة عن الدستور وسيادة القانون وداعية إلى الإصلاح. وهي، بقدر تمسكها بمبدأ الاستقرار، فإنها انتصرت دائماً للحريات، وسعت إلى تصويب النضال من أجل مزيد من الديمقراطية بعيداً عن أي غرض خاص أو انتهازية سياسية.

و"الجريدة" إذ تستمر في إعلاء هذه المبادئ السياسية والدفاع عنها، فإنها مستمرة في إعطاء القارئ، في نسختها المطبوعة أو في موقعها الإلكتروني، أفضل ما لديها في سائر أنواع النشاط، من الاقتصاد والرياضة إلى الفنون والمنوعات، آملة أن تتوثق الصلة أكثر فأكثر بين قارئ متطلب و"جريدة" ساهرة على تقديم الأفضل.