ذكر خبيران نفطيان أنه رغم تراجع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة، فإن الإنتاج الأميركي في ارتفاع بسبب وجود منصات جديدة أكثر كفاءة وتصل قدرتها الإنتاجية إلى ثلاثة أضعاف القديمة.

Ad

رأى خبيران نفطيان كويتيان أن أبرز ما يؤثر في أسعار النفط حاليا هو المخاوف بسبب وفرة المعروض من النفط في الاسواق العالمية وقوة الدولار، اضافة الى عدة عوامل فنية أخرى لكنها ليست بنفس التأثير.

وذكر الخبيران في لقاءين منفصلين مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) أمس أنه رغم تراجع عدد من منصات الحفر في الولايات المتحدة لكن الانتاج الاميركي في ارتفاع بسبب وجود منصات جديدة أكثر كفاءة وتصل قدرتها الانتاجية الى ثلاثة اضعاف تلك القديمة.

وقال الخبير النفطي رئيس شركة الشرق للاستشارات البترولية د. عبدالسميع بهبهاني في تقييمه لحركة اسعار النفط خلال الاسبوع الاخير إن نفط خام الاشارة مزيج برنت استطاع أن يحافظ على معدل سعره العام عند 55 دولارا للبرميل مع تذبذبات في حدود 1.64 دولار، مضيفا أن ذلك يشير الى استقرار السوق في وقت تدخل فيه العديد من المصافي للصيانة ويقل الطلب.

العامل الجيوسياسي

وأضاف بهبهاني أن اللافت للنظر التأثير الكبير للعامل الجيوسياسي الذي قفز بسعر برنت 1.4 دولار للبرميل بسبب قبول الاتحاد الاوروبي للمشروع الاقتصادي لليونان ما أبقى اليونان في مجموعة اليورو ومن ثم ارتفاع اليورو امام الدولار.

واوضح ان سوق برنت اجتاحه القلق بسبب التصريحات بأن الانتاج السعودي سيظل عند مستوى عشرة ملايين برميل يوميا والمخاوف من الفائض في المعروض لأكثر من 1.6 مليون برميل يوميا ما تسبب في انخفاض السعر بنحو دولار للبرميل ليصل الى 55 دولارا.

ولفت الى أن لا جديد في هذه التصريحات لكنها تعكس حساسية السوق لتصريحات العملاق البترولي «ورغم ذلك عادت الاسعار الى المستوى 56 دولار ما يؤكد دور المضاربين في التحكم بأسعار النفط والمضاربات وأهمية السوق النفطي في منطقة الشرق الاوسط».

وأشار الى ان هذه الاحداث والتطورات تعتبر فرصة لبورصة الكويت لأخذ المبادرة في افتتاح الاسواق النفطية في منطقة الشرق الاوسط إذ انها مركز التحكم في اكثر من 35 في المئة من الانتاج العالمي «وهذه الافتتاحيات السعرية سوف تكون قاعدة مضاربات الاسواق الآسيوية والاوربية لموقعها الوسطي بين القارتين وتشغل الفارق الزمني بينهما».

الإنتاج الروسي

ولاحظ بهبهاني أيضا ارتفاع الانتاج الروسي 9.5 في المئة ليصل الى 9.8 ملايين برميل مقابل انخفاض انتاج المصافي لزيت الوقود 50 في المئة ليصل الى 400 ألف برميل يوميا وانخفاض أداء المصافي مرده الى الى انخفاض الدعم الحكومي لزيت الوقود بسبب انخفاض سعر الخام.

وعن الانتاج الاميركي ذكر انه ارتفع نحو 8 في المئة منذ فبراير رغم انخفاض عدد منصات حفر الزيت الحجري 50 في المئة لكنه ظل محافظا على استقرار معدل سعره عند 47 دولارا للبرميل مبينا أن انخفاض عدد المنصات لا يعني شيئا في الانتاج رغم تأثر المضاربين بهذا المؤشر «والحقيقة ان المنصات القديمة قد استبدلت بجديدة اكثر كفاءة حيث ان قدرة المنصة الجديدة تعادل انتاج ما بين 2 و3 منصات قديمة.

واضاف بهبهاني أنه نتيجة الهبوط النسبي لسعر الدولار امام العملات الاسيوية فمن المتوقع حصول قفزة في سعر النفط الكويتي خلال الفترة المقبلة.

مستوى المخزون النفطي

من جانبه، أكد الخبير النفطي محمد الشطي أن ارتفاع مستوى المخزون من النفط يشير الى استمرار الفائض ويضغط على أسعار النفط موضحا ان متوسط أسعار النفط الخام الكويتي خلال شهر يناير 2015 كان عند 42 دولارا للبرميل ثم 52 دولارا للبرميل خلال شهر فبراير 2015 ثم 51 دولارا للبرميل خلال شهر مارس من نفس العام «لكن عموم السوق في اتجاه الضعف خلال الأشهر القادمة».

وأضاف الشطي ان الفائض أصبح هو الذي يشغل اهتمام سوق النفط، خصوصا بعد اعلان وزير النفط السعودي أن انتاج بلاده قريب من 10 ملايين برميل يوميا حاليا ما قدم مؤشرا باستمرار الفائض خلال الأشهر القادمة ويؤكد ذلك توقعات الصناعة حول ارتفاع المخزون خلال الأشهر المقبلة مع توقع ضعف الطلب على النفط وخروج العديد من المصافي للصيانة خلال الأشهر المقبلة.

ولفت الى أن اعلان محافظ السعودية لدى «أوبك» بانه لا يتوقع عوده لأسعار النفط عند مستوى المئة دولار للبرميل -لان ذلك يعني عودة للنفوط ذات التكاليف العالية- تم اعتباره في سوق النفط على أساس انه مؤشر سلبي أسهم في ضعف أسعار النفط مبينا أن التوقعات تشير الى أن أسعار نفط خام برنت تهبط الى ما بين 35 و40 دولارا للبرميل خلال أبريل حتى يونيو 2015 وهي تعادل 30 إلى 35 دولارا للبرميل الكويتي.

نفط «أوبك»

وأوضح الشطي أن توقعات الصناعة تشير الى ان الطلب على نفط «أوبك» خلال الربع الثاني من عام 2015 يدور حول 28.7 مليون برميل يوميا «وإذا ما استمر انتاج أوبك حول 30.3 مليون برميل يوميا فإن ذلك يعني ارتفاع الفائض في السوق الى 1.6 مليون برميل يوميا وهو ما يضغط على أسعار النفط».

وقال الشطي إن التقارير الصادرة عن جهات معتبرة قدرت النفط المنقطع عن سوق النفط في شهر فبراير 2015 بسبب عوامل جيوسياسية يصل الى 2.72 مليون برميل يوميا موضحا ان انتاج نفط ليبيا يتعافى ووصل الى 500 ألف برميل يوميا خلال شهر مارس 2015 وهو يمثل ارتفاعا عن مستوى الانتاج لشهر فبراير 2015 عند 200 ألف برميل يوميا ويضيف الى سوق النفط 300 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف الفائق النوعية.

وأفاد بأنه رغم استمرار خفض عدد منصات وابراج الحفر النفطي في الولايات المتحدة الأميركية لتصل الى 825 في نهاية 20 مارس 2015 وهو يمثل انخفاضا بمقدار 784 من 10 أكتوبر 2014 لكن انتاج الولايات المتحدة بلغ 9.4 ملايين برميل يوميا ما يمثل ارتفاعا بمقدار 500 ألف برميل يوميا عن مستوى الانتاج في أكتوبر 2014 حسب ارقام إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ميزان الطلب والعرض

واشار الشطي الى ان هذه مؤشرات في مجملها تؤكد استمرار اختلال ميزان الطلب والعرض باتجاه ارتفاع الفائض في سوق النفط وضعف أسعار النفط خلال الأشهر القادمة متوقعا ألا يعود النفط الايراني الى السوق قريبا الا إذا تم علاج مسألة الثقة وتوثيقها بين المجتمع الدولي، لافتا الى ان هناك انباء تؤكد قيام إيران مؤخرا بتخزين 30 مليون برميل يوميا في ناقلات نفط عملاقة مستأجرة (المخزون العائم).

وأشار الى أن حديث وزيري النفط السعودي والكويتي في الرياض من أن مسؤولية إعادة التوازن للسوق لا تقتصر فقط على «أوبك» هو حديث صحيح اذ ان إمكانية سحب الفائض من السوق متوفرة لكنها مرتبطة برغبة وتعاون فعال من البلدان من خارج «أوبك» لتحقيق التوازن والاسهام في سحب الفائض.