Boxtrolls... فيلم رسوم متحركة لافت

كانت أفضل أفلام الرسوم المتحركة التي تعكس لمحة من احتفالات الهالووين تستعمل طريقة {وقف الحركة} أو الجهود الرقمية التي تنسخ ذلك الجو النموذجي واليدوي الصنع (The Nightmare Before Christmas، Coraline).

فيلم The Boxtrolls من إنتاج شركة {لايكا} التي أنتجت أفلاماً مثل ParaNorman وCoraline. هذا العمل المقتبس من رواية آلن سنو (Here Be Monsters!) يبدو مبتكراً وغريباً، وهو على الأرجح أفضل فيلم رسوم متحركة لهذا العام. مريب وممتع ومنحرف قليلاً، وفيه شيء من أسلوب التعليق الاجتماعي على طريقة فيلم ParaNorman. إنه فيلم ممتع من البداية وحتى النهاية.

أقزام مخيفة

الشخصيات الرئيسة هي أقزام لها آذان مسننة وتعيش في صناديق ورقية مهجورة وتفتش صناديق القمامة على {جسر الجبنة} خلال الليل. تجمع الخردة وما شابه: مقارع أبواب، منبّهات معطلة، ألعاب متروكة. حين تشتعل الأضواء، تتسلل إلى داخل الصناديق التي ترتديها. وعندما تشرق الشمس، تهرب تحت الأرض حيث تتحدث بلغة غير مفهومة وتقارن الأغراض التي جمعتها أو أصلحتها أو اخترعتها.

لكنها مخلوقات تبث الخوف. لقد سرقت طفلاً بشرياً، لذا لا بد من أن يكون البشر جزءاً من غذائها.

هتف المبيد صاحب القبعة الحمراء الذي كلّفه سكان البلدة بإبادة الأقزام: {خبئوا أجبانكم! خبئوا أطفالكم الناعمين واللذيذين!}

يريد {أرشيبالد سناتشر} الذي يتحدث بنبرة صوت حاقدة وبلكنة بريطانية شريرة (أدى صوته بن كينغسلي الفائز بجائزة أوسكار) استبدال قبعته الحمراء بأخرى بيضاء. الرجال الذين يعتمرون تلك القبعات البيضاء، بقيادة {لورد بورتلي ريند} (جاريد هاريس)، هم أعضاء أثرياء في مجتمع سري يتذوق الجبنة بطريقة غريبة وراء الأبواب المغلقة.

لكن تتجسس ابنة لورد بورتلي ريند، {وينيفريد} (إيل فانينغ بلكنتها الإنكليزية الراقية)، على جامعي الصناديق وهم يعملون فتشاهد صبياً (إيزاك هيمبستيد رايت) في صفوفهم. يخفون أموراً أكثر من تلك التي يكشفها {سناتشر}، وحين تتعرف إلى الصبي {إيغز}، ستعرف هي والمشاهدين المزيد عن طبيعتهم الحقيقية وتاريخهم.

حبكة دقيقة وطريفة

يقدم خبراء الرسوم المتحركة غراهام أنابل وأنطوني ستاتشي وفريق التصميم أفضل ما لديهم في هذا العالم الثلاثي الأبعاد. سنشاهد ضوءاً يخترق طرف القماش الرقيق في قبعة سناتشر الحمراء، والزوايا المهترئة في أسنانه الملتوية، والدخان والرماد اللذين يتصاعدان من مركباته المتناسقة والعاملة على البخار، وطريقة تعامل أحد أتباعه (بأصوات ترايسي مورغان ونيك فروست وريتشارد أيود) مع {الرئيس} حين يفرط في أكل الجبنة.

يشمل العمل دعابات للكبار (تحمل الشوارع أسماء مقادير الجبنة وثمة دعابات وإشارات دائمة عن الجبنة)، وسيعجب الصغار بالمشاهد الطريفة والمقرفة مثل أكل الحشرات وما إلى ذلك.

حبكة القصة دقيقة بقدر الأجهزة المتعددة التي يجمعها الأقزام ويستعملها {سناتشر} لاصطيادهم، وثمة تلميح إلى الحرب الطبقية ومظاهر التخويف.

تذكّرنا نبرة القصة الخيالية الإنكليزية واللكنات الإنكليزية المستعملة والحقبة (أواخر العصر الفيكتوري) بأفلام Wallace and Gromit لأردمان. ألمحت جهود شركة {لايكا} السابقة إلى أنهم تعلموا هذا الأسلوب في الرسوم المتحركة من تلك الأعمال الشهيرة. وقد أثبت فيلم Boxtrolls أنهم باتوا يبرعون فيه.