أحيا الفنان اللبناني مارسيل خليفة حفله الأول تحت عنوان «تصبحون على وطن» في ختام مؤتمر القراءة الأول «وألق بصرك»، بعد غياب دام سبعا وعشرين سنة عن الكويت، وشهد الحفل إقبالاً شديداً من الجمهور الذي توافد بأعداد كبيرة قبل الموعد بأكثر من ساعة، ولم تسعه 780 كرسياً في مسرح عبدالحسين عبدالرضا بالسالمية.

Ad

في البداية، استهل الأمين المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي تقديم الحفل بقوله: «هذه الليلة، ليست كباقي الليالي، وهذا اللقاء ليس كباقي اللقاءات، إنه لقاء مع الكلمة الملتزمة والنغم الراقي، فارس الأمسية رجل حفر في قلوبنا قبل ذاكرتنا اسمه ورسمه، هذه الأمسية انتظرناها كثيراً وجاءت كما نحب، وأود أن أقول إننا ننعم بالعيش في وطن، وآمل أن تصبحوا وتمسوا وأنتم ترفلون في أحضان الوطن».

ثم اعتلى خشبة المسرح الفنان مارسيل خليفة مصطحباً عوده وبمعيته الفرقة الموسيقية، المكونة من ابنيه رامي خليفة (بيانو) وبشار خليفة (إيقاع)، وجوليان لابرو(أكورديون)، وإسماعيل لومانوفسكي (كلارنيت)، وسط تصفيق وتحية كبيرة من الجمهور.

وقال مارسيل خليفة قبل ولوجه إلى برنامجه الغنائي مخاطباً الحضور: «عدنا على الرغم من المطبات الجوية لكننا وصلنا، تحية من القلب إلى شباب وصبايا الكويت، منذ سبع وعشرين سنة غنيت في مثل هذه القاعة، واليوم نعود إليكم بفرح غامر، وشكراً لحضوركم... وثمة كلمة أخرى بودي أن أقولها أن حفلا واحد لا يكفي، لأن الجمهور في الخارج يسع لعشر حفلات، وأعتذر إليه، ونتمنى لاحقاً أن تكون هناك سهرات أكثر».

ثم انطلق محلقاً في سماء الإبداع مغنياً «بغيبتك نزل الشتي قومي طلعي ع البال» وهي من روائع الشاعر اللبناني طلال حيدر، وأتبعها بعمل إنساني يحمل عنوان «ريتا» للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، التي ما إن عزف مقدمتها حتى ردد الجمهور كلماتها بتناغم جميل، يقول مطلعها: «بين ريتا وعيوني بندقية، والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي، لإله في العيون العسلية، وأنا قبلت ريتا، عندما كانت صغيرة، وأنا أذكر كيف التصقت بي، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة، وأنا أذكر ريتا مثلما يذكر عصفورٌ غديره، آه… ريتا».

وراح ينهل من قديمه الذي لم يأفل نجمه مع «منتصب القامة أمشي» للشاعر الفلسطيني سميح القاسم، وسط تفاعل رائع مع الجمهور وكأنه كورس غنائي لخليفة يردد بصوت واحد: «منتصب القامة أمشي، مرفوع الهامة أمشي، في كفى قصفة زيتون، وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشى وأنا أمشي».

وأهدى خليفة مقطوعة موسيقية في قالب التانغو بعنوان «إلى عيون حبيبتي»من تأليفه، «إلى شخص يحبه الناس كثيرا ألا وهو تشي غيفارا»، وسط تصفيق طويل وهائل.

بعدئذ قال خليفة: «هناك قصيدة حب، حيث العرب اخترعوا الحب والآن نسوه، وهنا تستمعون فقط إلى الحب»، فغنى «آخر الليل»، التي نقتطف منها: «اتركي أهلك وأرضك وملابسك القديمة، واتبعيني أنظريني ابني لموتنا الحامض الصغير بيتاً صغيرا وقولي هذا سيدي الصغير».

وانتقل بعدها إلى عمل آخر كتبه درويش من ديوان «عاشق في فلسطين»، وأصدره خليفة في ألبوم «سقوط القمر»، بعنوان «أمي» يقول مطلعها: «أحن إلى خبز أمي، وقهوة أمي، ولمسة أمي... وتكبرُ فيَّ الطفولة، يوماً على صدر يوم، وأعشق عمري لأني إذا مت، أخجل من دمع أمي».

ويتبعها خليفة بعمل آخر قدمه عام 1976، تحت عنوان «جواز السفر» لدرويش أيضاً: «جواز السفر، لم يعرفوني في الظلال التي تمتصُّ لوني في جواز السفر، وكان جرحي عندهم معرضاً لسائح يعشق جمع الصور، لم يعرفوني، آه لا تتركي، كفي بلا شمس، لأن الشجر يعرفني».

واختتم وصلته الغنائية بأغنية «يا بحرية» التي رافق الجمهور خليفة في غنائها، من بدايتها إلى نهايتها.