انطلقت من الشاشة الكبيرة ثم خضتِ مجال الدراما التلفزيونية، ما الذي حفزك على ذلك؟

Ad

مطالعتي سيناريو مسلسلي «وجع الروح»، كتابة طارق سويد وإخراج دافيد اوريان، و{درب الياسمين»، كتابة فتح الله عمر وإخراج إيلي حبيب، وحماستي لهما.

بم يتميّز «درب الياسمين»؟

أولا تُعجبني أعمال «مركز بيروت الدولي للانتاج الفني والتوزيع «، ثانياً تشكل ماهية شخصية «ياسمين» إضافة نوعيّة إلى مسيرتي.

الوقوف أمام عدستي السينما والتلفزيون، ما الفرق بينهما؟

شخصياً أفضّل السينما التي تشكل أولويتي المهنية. بالنسبة إلى الإخراج لا اختلاف بينهما، أمّا في التمثيل فيعطي الممثل لنفسه دافعاً للبقاء في الشخصية طيلة فترة التصوير، بينما في السينما يُفسح في المجال أمامه للبقاء أكثر في شخصيته ومراجعة مشاهده، فتكون الأجواء مهيأة أكثر من أجواء التصوير الدرامي.

كيف تصفين شخصية «ميرا» التي اديتها في «وجع الروح»؟

هي فتاة تتحمّل مسؤولية عائلتها وغير مستقرّة عاطفياً بسبب ضغط والدتها التي تحاول تعويض النقص في داخلها من خلال بناتها، لذا تعيش «ميرا» تخبطّاً داخلياً، خصوصاً بعد تعرّضها لحادث يسببّ لها صدمة معيّنة، فنراها في مرحلتين مختلفتين، ما قبل الحادث وما بعده.

هل استطعت، من خلالها، تغيير صورتك التي طبعتها في أعمالك السينمائية؟

طبعاً. عندما تابعت «وجع الروح» عبر الشاشة، اكتشفت أنه كان بإمكاني كسر صورة شخصياتي السابقة أكثر مما فعلت وإعطائها حقاً أكبر في الأداء. لكنني في أثناء التصوير، نظرت إلى الشخصية من منظار مختلف، وكنت راضية عنها.

ماذا عن شخصيتك في «درب الياسمين»؟

تختلف عن شخصياتي السابقة، لأنني أؤدي دور الأم والزوجة الرصينة والهادئة التي تعيش في بيئة جنوبية بين عامي 1996 و1999، وتختبر نقطة تحوّل معينة في حياتها، لنراها بعدها في شخصية مغايرة.

 

يحكي المسلسل عن مجتمع يتميّز ببيئة خاصة به وقضية معينة، ألم تخشي صبغك طائفياً وسياسياً بسببه؟

سمعت تعليقات مماثلة، إنما يجب ألا ينحاز الممثل بل أن يؤدي أي دور يُقنعه. تجسيد هذه الشخصية شبيه بأداء أي شخصية أخرى، والدليل أدائي دور مختلف في مسلسل» 24 قيراط»، علماً أنني أتوّقع انتقادات ايضاً. بصراحة لا يهمني ما يُقال كما لا تهمني هوية الشاشة التي ستعرض العمل، بل ماهية الشخصية وقدرتي على أدائها كما يجب، والإضافة التي سأحققها من خلالها.

هل ستمهدّ لانتشارك لدى جمهور ملتزم يتابع أعمالاً تتماهى مع معتقداته الدينية والوطنية؟

طبعاً، فضلا عن أن إنتاج هذا العمل ضخم وثمة إمكانات متوافرة فيه، إضافة إلى أن الشخصية تثير التعاطف بفضل طبعها القوي الممزوج بالرصانة والالتزام لذا «ستفشّ خلق» نساء كثيرات.

ما دورك في مسلسل «24 قيراط»؟

سأحل ضيفة شرف في دور «ميمي»، وسأصوّر مشاهدي مع باسم مغنية الذي أصوّر معه راهناً «درب الياسمين».

هل تستغلين دراستك الإخراج في أثناء التصوير؟

طبعاً، فإلمامي بالإخراج يساعدني، كوني أفهم حركة الإخراج والإطار الذي يريد المخرج التصوير من خلاله، فلا يضطر إلى الشرح، بل أختصر عليه أموراً كثيرة.

هل من مشاريع سينمائية مرتقبة أم مؤجلة بسبب الدراما؟

لا أؤجل أبداً المشاريع السينمائية. عُرض عليّ دور أساسي جميل جداً في فيلم عربي مختلط، وعرضت فيلماً سينمائياً من كتابتي على منتج أبدى إهتماماً به، فقررّت، بعد إنهاء المسلسلين، التفرّغ لكتابة الفيلم بهدف تسليمه إلى شركة الإنتاج وبدء تنفيذه.

ما الذي عزّز حضورك الدرامي وأكسبك ثقة المنتجين والمخرجين ليعرضوا عليك أدواراً مركبّة وصعبة؟

أظنّ أنهم يفتشوّن عن وجوه جديدة غير مستهلكة تلفزيونياً خصوصاً تلك التي انطلقت من السينما.

أحياناً تجسدين شخصيات مناقضة تماماً لشخصيتك الحقيقية، ما تأثير ذلك في نفسك؟

رغم أن تجسيد شخصيات بعيدة جداً عن طريقة تفكيري ونمط حياتي، يعذّبني، إلا أنه يشكّل لذة لأنه يحتاج إلى تمعّن ودراسة وتعمّق وتحليل، فأشعر كأنني خرجت من ذاتي لابتكار شخصية جديدة تشبهني شكلا لا مضموناً، فأتولى صقلها مجدداً بكل تفاصيل حياتها أي في طريقة التحدث والمشي والتصرف.

أين مكامن التحدي في مجال التمثيل؟

إثبات الذات، خصوصاً بعد وضع الممثل في قالب محدد نجح فيه، وعدم الإفساح في المجال أمامه لأداء أدوار متنوعة ضرورية في مسيرته. فضلا عن أن الممثل اللبناني يضطر مرغماً، أحياناً، إلى القبول بأدوار لا تعجبه من أجل المردود المادي، مثلما يضطر إلى تصوير أعمال عدّة في آن من أجل لقمة العيش، من دون إعطاء كل دور حقّه. هنا لا يمكن لوم الممثل على أدائه بل المنتجين الذين لو دفعوا أجراً جيّداً كما يحصل في الخارج، لأعطى الممثل كل دور حقه.

ما رأيك بمستوى الإنتاج اللبناني؟

ثمة إنتاجات ضخمة تُنفّذ في لبنان ومنها الأعمال التي أشارك فيها، لكني ألوم المنتجين للأسباب التي ذكرتها سابقاً، خصوصاً أن المشاهد ينتقد أداء الممثل من دون أن يدرك خلفيات العمل، أي عدد الأعمال التي يصوّرها في الوقت عينه والظروف التي يمرّ فيها، وهذا أمر لا يجوز أن يحصل في الأساس.

وراء طباعك الهادئة والأنوثة التي تتمتعين بها، هل ثمة ثورة دفينة؟

بل إعصار دفين لولاه لما استخرجت هذه الشخصيات التي أجسّدها. لقد اكتسبت طباعي الهادئة بفضل تربيتي، لكنني أعيش تخبّطاً داخلياً وتدور أفكار كثيرة في رأسي، فضلا عن أنني عصبيّة، لكنني أفجّر هذه الطاقة في التمثيل من خلال الشخصيات التي أجسدها.

ما سرّ هذه الطاقة التي تتمتعين بها؟

الاندفاع اللامحدود في داخلي، أحبّ الحياة وعيش كل يوم بيومه بكل نشاط وطاقة متجددة، لا أريد أن أموت قبل تنفيذ ما أطمح إليه، فضلا عن أن عائلتي هي قدوتي واندفاعي الأكبر للتطور وتقديم المزيد.

دراما وسينما

أي منهما يقنعك أكثر، المسلسل المحلي أم العربي المختلط؟

لا يتسنى لي متابعة ما يُعرض بسبب انشغالي في التصوير، إنما يحظى الإثنان بجمهور خاص. الإنتاجات الضخمة التي نراها في الأعمال العربية المختلطة تجذب المشاهدين، مثلما ينجذب جمهور معيّن إلى القصص المحلية الصرف.

ما رأيك في الأعمال العربية المختلطة؟

رفعت مستوى الممثلين المحليين بفضل إنتاجها الضخم الذي يؤثر بشكل طبيعي على أداء الممثل ويجعله مرتاحاً أكثر في العمل. شخصياً أحب الأعمال المحلية الصرف كوننا نستخدم من خلالها الطاقات المتوافرة لدينا مثل مسلسل «وجع الروح» و{درب الياسمين».

أي من الممثلين العرب تتمنين المشاركة معه في ثنائية؟

أحمد حلمي وأحمد عزّ وقصي الخولي.

أي من الثنائيات تفضّلين، تلك التي تدور الأحداث كلها في فلكها أم ثنائيات متعددة؟

أفضّل أن تكون مقتصرة أو محدودة سواء في الفيلم أو المسلسل لإيفائها حقها، إذ يحفظها الجمهور ويتعاطف معها بعد الغوص أكثر في تفاصيل قصتها، بدلا من أن ينقسم اهتمامه بين ثنائيات عدّة وبين قصص متشعبة.

ما رأيك في الأعمال السينمائية؟

أشاهدها كلها لدعمها ودعم هذه المحاولات التي تحصل رغم التفاوت في المستوى، كونها تمهّد مستقبلا أمام تحوّلها إلى صناعة سينمائية. كذلك أتمنى أن ينتهي مبدأ المنافسة لنتعاون معاً لتحقيق هذه الصناعة.

ثمة مسلسلات تحمل رسائل إنسانية واجتماعية وأخرى مجرّد أعمال ترفّيهية، أي منهما تفضّلين؟

أفضّل أن تحمل الدراما رسائل معيّنة تحرّك تفكيري وإحساسي، أو تتناول حقبة معيّنة بطريقة جميلة، بينما ثمة جمهور يحب الترفيه عن نفسه فحسب. أمّا بالنسبة إلى السينما فيمكن أن تحمل الوجهين معاً الترفيهي والتوجيهي.