تسبب الشتاء المعتدل والسياسة القوية للاتحاد الأوروبي في إضعاف ما كان السلاح الأكثر فاعلية في يد السياسة الخارجية للرئيس فلاديمير بوتين وهو التصدير المسيس للغاز.وخلافاً لبعض التوقعات، تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا عبر 4 خطوط أنابيب تصدير رئيسية هذا الشتاء، في حين وصل مشروع الكرملين الرئيسي الجديد خط أنابيب «ساوث ستريم» إلى نهاية غامضة ومحرجة. ويبقى التركيز الآن على الاتحاد الأوروبي لمعرفة ما إذا كان سيمضي قدماً في مقاضاة الشركة الروسية الرئيسية المصدرة للغاز «غازبروم» بسبب ممارسات احتكارية استمرت سنوات، ولماذا فقدت روسيا قبضتها على الغاز الأوروبي؟وأشار تقرير لمجلة «إيكونمست» أن صانعي السياسة الأوروبيين لايزالون يتذكرون صدمات 2006 و2009، عندما خفضت روسيا إمدادات الغاز إلى أوكرانيا وسط خلاف حول الأسعار والديون، ما أدى إلى أزمة تدفئة وإغلاق مصانع في دول مثل سلوفينيا والمجر، وهو ما دفع دول أوروبا الشرقية مثل ألمانيا إلى السعي للعثور على إمدادات بديلة.نفوذ روسيوتحصل أوروبا على ثلث احتياجاتها من الغاز من روسيا، نصفها يأتي من خطوط أنابيب عبر أوكرانيا، وقرر السياسيون أن قبضة روسيا على إمدادات الغاز إلى دول في شرق أوروبا منحت الكرملين نفوذا سياسيا ينذر بالخطر.ومنذ ذلك الحين أجرى الاتحاد الأوروبي بعض التغييرات الكبرى، ودفع نحو التحرير الفعال لكنه مثير للجدل لسوق الغاز المعروف بـ»حزمة الطاقة الثالثة» والتي من خلالها لا يمكن لروسيا الآن امتلاك أو السيطرة على خطوط الأنابيب على أراضي الاتحاد الأوروبي.كما سخر الاتحاد الأوروبي أيضاً نظام الإمدادات ليكون أكثر مرونة، وهو ما أعاد كتابة القواعد، ففي حال توقفت الإمدادات من الشرق، فإن الدول التي تضررت تستطيع استيراد الغاز من أي مكان آخر، كما حدث في ديسمبرزوليتوانيا التي كانت معتمدة 100 في المئة على الغاز الروسي تستورد الغاز الطبيعي المسال من النرويج.وتوسط الاتحاد الأوروبي أيضاً اتفاقاً بشأن الديون والأسعار بين أوكرانيا وروسيا، والذي يقتضي استمرار تدفق الغاز حتى الربع الأول من عام 2015 الجاري على الأقل.تأثير ضعيفوعلاوة على ذلك، فإن الشتاء المعتدل يعني انخفاض استهلاك الغاز في أوروبا وأن مستويات المخزون مرتفعة، حتى إذا حاولت روسيا وقف الإمدادات فإن الأثر سيكون ضعيفاً.وفي الواقع أن روسيا لديها مخاوف أخرى لأن انخفاض سعر النفط يشكل ضغطاً على خزائن الكرملين.وفي ديسمبر، ألغى بويتن فجأة مشروع خط أنابيب «ساوث ستريم» إلى وسط أوروبا عبر البحر الأسود والبلقان بعد أن واجه مشاكل.ومن المتوقع أن يضغط الاتحاد الأوروبي على كرواتيا لفتح خط أنابيب للاستيراد ومحطة للغاز الطبيعي المسال على ساحل البحر الادرياتيكي.ولم يستخدم الاتحاد الأوروبي بعد سلاحه الأكبر ضد روسيا «الشكاوى» الهائلة بناءً على تحقيقات بشأن التمييز السعري واتهامات أخرى يعود تاريخها لعام 2004، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات مكلفة من الناحية القانونية في نموذج أعمال «غازبروم» وغرامات ضخمة.(أرقام)
اقتصاد
هل يمضي الاتحاد الأوروبي قدماً في مقاضاة شركة غاز بروم؟
31-01-2015