تشارك الكويت، اليوم، العالم احتفالاته باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، الذي يعد رسالة توعية في ظل الزيادة المطردة لعدد مرضى التوحد عالمياً، إضافة إلى تسليط الضوء على ما يعانيه الأفراد المصابون بالمرض وذووهم.

Ad

أعلنت مديرة مركز الكويت للتوحد، نائبة رئيس منظمة التوحد العالمية (WAO)، د. سميرة السعد، أن يوم الثاني من أبريل الذي سعت الرابطة الخليجية للتوحد إلى رفعه إلى الأمم المتحدة (UN) لإعلانه يوما عالميا، وتمت الموافقة على الطلب الخليجي من قطر في 2008، بدأ يلفت الانتباه أكثر في العالم من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والمجتمعية.

 وقالت إن الملايين حول العالم يعانون من التوحد، خاصة بعد تيسير أدوات التشخيص منذ العام الثاني للطفل، وتقدر النسبة العالمية بالإصابة بواحد لكل 88 مولودا، والتي يقول البعض إنها قد تصل إلى مصاب في كل 50 مولودا، وهي نسبة عالية جدا، وتحتاج إلى مواجهة علمية وطبية وتعليمية واجتماعية في كل دولة.

وقالت السعد، في تصريح لها "نحن في الكويت نعتبر محظوظين بتقديم الخدمة للمصابين بالتوحد، وإن كانت بداية بسيطة في 1989 إلا أنها نمت وترعرعت برعاية حكومية وأهل الخير، ليصبح مركز الكويت للتوحد معلما إنسانيا ينشر الخير للمصابين بالتوحد، سواء المستقبلين للخدمة المباشرة من مواطنين وجميع الجنسيات القاطنة في الكويت إلى خدمات غير مباشرة، مثل تدريب يقدم لفتح مدارس خاصة وتدريب مستمر للعاملين في هذا المجال داخل الكويت وخارجها وتشخيص واستشارات ذات مستوى عال لا يسعى إلى الربح، وإنما تقديم الخدمة المطلوبة من ولي الأمر.

منشورات وتوعية

 وأضافت أنه يوفر أيضا كتبا باللغة العربية ومنشورات وتوعية تخدم المجتمع الكويتي ولتمتد للخليج من خلال رابطة التوحد الخليجية التي أسست في الكويت عام 2002، لتستمر بالعطاء والتعاون في خدمة المجتمع الخليجي والتعاون مع المجتمع الدولي من خلال منظمة التوحد العالمية لتقديم المؤتمر العالمي للتوحد، والذي يعقد كل 4 سنوات في إحدى دول العالم.

كما يتم الإعداد لبرامج البالغين لتتناسب مع المبنى الجديد الذي سيشيد قريبا ومجاورا لمبنى مركز الكويت للتوحد الحالي والذي كلف بناؤه 3 ملايين ونصف المليون جميعها من أهل الخير.

ويسعى المركز الآن لاستكمال "وقف التوحد" الأول في الوطن الإسلامي، والذي بدأته السعد في الكويت، وهو من ريع الكتب المؤلفة والدورات وتأسيس برامج في الخليج العربي والتبرعات الوقفية، وسجلته في وزارة العدل بوثيقة وقف رسمية، وليكون معينا للأجيال القادمة في الصرف على برامج التوحد وأبحاثه واحتياجاته.

وقد بدأت الاستعدادات للمشاركة في شهر التوعية الذي يصادف أبريل الجاري، من خلال أنشطة عديدة، وأولها سيكون بالتعاون مع إدارة رعاية المعاقين في وزارة الشؤون اليوم، وتحت رعاية الوكيل المساعد لقطاع الرعاية الاجتماعية د. فاطمة الملا، حيث ستقدم موجهة البرامج في مركز الكويت للتوحد محاضرة عن التوحد وكيفية فهم وتأثير صفات التوحد على السلوك.

كما سيقدم طلبة المركز فقرات من الحفل المصاحب لهذه الفعالية، وسيتم توزيع كتيبات توعوية وقصص للجمهور، كما ستتم إقامة يوم مفتوح لزيارة المركز والاطلاع على خدماته ثم محاضرة وإجابة عن تساؤلات الأمهات، وذلك يوم الاثنين المقبل، وسيشارك المركز مع جامعة الكويت في الأسبوع الطلابي الثقافي، إضافة الى عرض فقرات إذاعية ورسائل صوتية عبر الإعلام المسموع، فضلا عن إعداد رسالة متحركة من خلال الإعلان على الباصات للفت النظر لكلمة التوحد وماذا تعني، وذلك للتوعية بالتوحد.

وفي منتصف أبريل، سيتم تقديم دورة عن مشكلات مرحلة البلوغ للمصابين بالتوحد، ويختتم الشهر التوعوي بدورة مقدمة خصيصا للخدم والسائقين المرافقين للمصاب بالتوحد لتوعيتهم بما يحتاج إليه المرافق معهم من تفهّم لبعض السلوكيات وكيف يتصرف.