اختتم النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اليوم زيارة مهمة الى كل من دولة فلسطين والأردن بحث خلالها سبل تعزيز علاقات التعاون مع البلدين كما وقع مع الجانب الفلسطيني على اتفاقية ومذكرة تفاهم في المجال السياسي.

Ad

ووصل الشيخ صباح الخالد الى رام الله قبل ظهر اليوم على متن مروحية أردنية في زيارة هي الاولى من نوعها لدولة فلسطين تلبية لدعوة من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي حيث كان في استقباله أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم والوزير المالكي وسفير فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب.

وبدأ الشيخ صباح الخالد نشاطه في هذه الزيارة التاريخية التي تعد الاولى من نوعها لمسؤول كويتي على هذا المستوى منذ عام 1967 بالتوجه الى مدينة القدس حيث ادى صلاة الظهر والعصر قصرا اماما كما جال في باحات المسجد الاقصى وزار مسجد قبة الصخرة وادى ركعتين داخل الصخرة المعلقة حيث أعرب عن سعادته بزيارة المسجد الاقصى ونقل تحيات دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا لأهالي مدينة القدس.

واكد اهتمام دولة الكويت ومتابعتها لما يجري في مدينة القدس ودور اهلها في الحفاظ على مقدساتها مشددا على ان الكويت ستبقى دائما الى جانب الشعب الفلسطيني ودعم صموده على ارضه واعدا بألا تكون هذه الزيارة هي الاخيرة.

من جانبه شدد رئيس مجلس الاوقاف الاسلامية في القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب على أهمية دور دولة الكويت ودعمها للفلسطينيين على مختلف الأصعدة متحدثا عن مساهمة الكويت في وضع حجر الاساس لجامعة القدس التي تعد اليوم من اعرق الجامعات الفلسطينية ودورها في المجال الصحي ومساهمتها في اقامة مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة.

بدوره اعتبر محافظ القدس عدنان الحسيني الزيارة بمثابة رسالة للفلسطينيين الصامدين في مدينة القدس لافتا الى أن الزيارة تؤكد ان الكويت في قلب فلسطين والقدس في قلوب الكويتيين وان هذه الزيارة هي ترسيخ لهذه الحقيقة ومشددا على ان الشعب الفلسطيني لن ينسى الدعم الكويتي المستمر لفلسطين ولمدينة القدس.

بعدها أجرى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية جلسة مباحثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر الرئاسة بحث معه خلالها سبل تطوير العلاقات بين البلدين كما سلمه رسالة خطية من حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.

وفي رام الله أيضا وقع الشيخ صباح الخالد مع الوزير المالكي على اتفاقية للتعاون السياسي ومذكرة تفاهم في المجال السياسي بين البلدين وبحضور الرئيس عباس.

وتنص اتفاقية التعاون على انشاء لجنة مشتركة للتعاون السياسي بين حكومتي البلدين فيما تنص مذكرة التفاهم على اقامة مشاورات سياسية بين وزارتي الخارجية الفلسطينية والكويتية.

وقال الشيخ صباح الخالد في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي ان توقيع اتفاقية التعاون ومذكرة التفاهم "سيعطينا مظلة واسعة للتعاون في مجالات متعددة وايضا التشاور والتنسيق بين وزارتي البلدين فيما يتعلق بالوفد الوزاري الذي تترأسه الكويت ويضم وزراء خارجية فلسطين ومصر والاردن وموريتانيا اضافة الى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي".

واوضح ان الوفد سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية في نيويورك على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للامم المتحدة للتنسيق حول سبل استثمار وجود 130 رئيس دولة ورئيس حكومة في مكان وزمان واحد لحشد الدعم للقضية الفلسطينية.

واكد كذلك اهمية زيارته الى رام الله موضحا انها تعد فرصة للتنسيق والتشاور مع القيادة الفلسطينية حول الخطوات المقبلة لاسيما ان الكويت تترأس حاليا القمة العربية ولجنة متابعة مبادرة السلام العربية.

وأشار الى ان رسالة سمو امير البلاد التي نقلها الى عباس تضمنت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها اضافة الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

من جهته اكد المالكي اهمية اتفاقية التعاون ومذكرة التفاهم الموقعتين مع الكويت معربا عن الامل في ان تبدأ المشاورات قريبا وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين.

واعتبر المالكي زيارة الشيخ صباح الخالد الى رام الله "منعطفا تاريخيا مهما" في العلاقات الفلسطينية الكويتية وان من شأنها ايضا ان تفتح "صفحة جديدة متفائلة" نحو تعزيز وتطوير وتفعيل العلاقات الكويتية - الفلسطينيية.

ووصف المالكي المناقشات التي اجراها الشيخ صباح الخالد مع عباس بالايجابية "وتمت في اجواء حميمة وشفافة" وتركزت على سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية اضافة الى تطورات الاوضاع في المنطقة كما تناولت ترتيبات انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة وسبل الاستفادة من مشاركة رؤساء دول العالم من اجل ترجمة ما تم التوافق عليه في الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب بشأن تقديم مشروع قرار لتحديد سقف زمني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.

وفي عمان بحث الشيخ صباح الخالد مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين كما نقل خلال اللقاء تحيات سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتمنياته للعاهل الأردني بموفور الصحة والعافية وللشعب الأردني دوام التقدم والازدهار.

واعرب الشيخ صباح الخالد خلال اللقاء عن تقدير دولة الكويت لمساعي الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني خدمة للقضايا العربية والاسلامية لاسيما ما تقوم به المملكة انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس بالحفاظ على هذه الاماكن وحمايتها ضد ما تتعرض له من ممارسات واعتداءات اسرائيلية متكررة.

كما اعرب عن حرص دولة الكويت على تطوير علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين والبناء عليها تحقيقا لمصالحهما المشتركة وادامة التنسيق والتشاور حيال مختلف التطورات في المنطقة.

ولفت في اطار تطرقه للعلاقات الثنائية الى ان ثقة الكويت بما يربطها من علاقات راسخة مع الاردن ساهمت في جذب وزيادة الاستثمارات الكويتية في المملكة والتي تعد من اكبر الاستثمارات العربية فيها.

من جانبه عبر الملك عبدالله الثاني عن اعتزازه بما يربطه من علاقات اخوية راسخة ومتينة مع سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح معربا عن تقديره لدولة للكويت بقيادة سموه لمواقفها الداعمة والمساندة للاردن في مختلف المجالات ومهنئا في ذات الوقت سموه بمنحه لقب (قائد للعمل الانساني) من قبل الامم المتحدة مؤخرا تقديرا لجهود سموه واسهاماته المستمرة في هذا المجال.

وبحث الجانبان خلال اللقاء علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين ومجمل تطورات الاوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك وجهود محاربة الارهاب والتطرف اللذين يشكلان خطرا وتهديدا حقيقيا للامن والسلم في الشرق الاوسط والعالم.

ولاقت زيارة الشيخ صباح الخالد الى دولة فلسطين ترحيبا كبيرا على مختلف المستويات حيث أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة انها تأتي في ظرف سياسي صعب تواجهه القضية الفلسطينية الامر الذي يتطلب التنسيق والعمل المشترك مع الاشقاء العرب.

وأكد أبوردينة ان العلاقات الفلسطينية - الكويتية تاريخية والدعم الكويتي متواصل للقيادة والشعب الفلسطيني على كافة المستويات معربا عن تقدير القيادة الفلسطينية ورئيس السلطة محمود عباس الكبير لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وجهوده في دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة في جميع المحافل والمنابر الدولية.

كما رحب عدد من المسؤولين الفلسطينيين بالزيارة ومنهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل ابويوسف الذي أكد أهميتها لأنها تاتي تزامنا مع الخطة السياسية المطروحة لتحديد سقف زمني للاحتلال الاسرائيلي من قبل مجلس الامن الدولي لاسيما ان للكويت دورا بارزا ورئيسيا في دعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.

من جهته اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) عباس زكي الزيارة ردا على اي محاولات لتغييب القضية الفلسطينية معربا عن امله بأن تسهم دولة الكويت في تحقيق المصالحة لحاجة الشعب الفلسطيني الى الوحدة مشيرا الى ان القيادة الفلسطينية في اجتماعها الاخير اكدت انها حسمت الامر بعدم العودة الى الوراء واستكمال المصالحة.

بدورهما أكد سفيرا الكويت وفلسطين لدى الأردن أهمية الزيارة التاريخية حيث اعتبر سفير الكويت لدى الاردن الدكتور حمد الدعيج ان الزيارة مهمة في تعزيز العلاقات الكويتية-الفلسطينية في اطار دور دولة الكويت التي احتضنت القضية الفلسطينية من نشأتها واعتبرتها قضيتها الأولى مضيفا ان توجيهات صاحب السمو امير البلاد بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى تحرير ارضه وإقامة دولة المستقلة على ترابه الوطني كانت السند للنضال الفلسطيني من خلال قرارات سياسية لدولة الكويت وعون مادي ومعنوي لم ينقطع سواء مباشرة للشعب الفلسطيني او عبر الأمم المتحدة.

من جهته قال سفير فلسطين لدى الاردن عطالله خيري ان الزيارة تاريخية خاصة في هذا الوقت الذي يعاني الشعب الفلسطيني من هجمة شرسة مشيدا بالعلاقات بين الجانبين ومعربا عن تقدير الشعب الفلسطيني قيادة وشعبا لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا لاحتضانهم القضية الفلسطينية طوال السنوات الماضية ودعمهم للشعب الفلسطيني الذي لم ينقطع.

وضم الوفد المرافق للشيخ صباح الخالد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله ومدير ادارة مكتب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد الصباح ومدير ادارة الوطن العربي السفير عبدالحميد علي الفيلكاوي وسفير الكويت لدى الاردن الدكتور حمد صالح الدعيج وعددا من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.