ما زال المقاتلون الأكراد في عين العرب أو كوباني ينتظرون وصول تعزيزات من البشمركة من كردستان العراق إلى المدينة السورية الكردية الحدودية مع تركيا التي وصلها أمس مقاتلون من الجيش الحر بهدف مساندتهم في مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية.

Ad

وفي آخر الفظائع التي يرتكبها جهاديو التنظيم في المناطق التي يسيطرون عليها في سورية والعراق، أعدم الدولة الإسلامية أكثر من أربعين من أبناء عشيرة سنية حملت السلاح ضده في محافظة الأنبار في غرب العراق، بحسب ما أفادت مصادر متعددة وكالة فرانس برس الأربعاء.

وقال مختار وطبيب في مستشفى مدينة هيت أن التنظيم المتطرف أعدم منتمين إلى عشيرة البونمر بعدما وثقوا أيديهم وأطلقوا عليهم الرصاص، وذلك على إثر سيطرتهم على منطقة البونمر شمال هيت الأسبوع الماضي بعد معارك مع أبناء العشيرة، وأكدت مصادر أخرى بينها عقيد في شرطة الأنبار وزعيم عشيرة أخرى في هيت هذه الإعدامات.

لكن العدد الدقيق للضحايا تباين بين المصادر إذ تحدث بعضها عن مقتل 43 شخصاً في مقابل مصادر أخرى قالت أن العدد وصل إلى 48.

وبينما يصد المقاتلون الأكراد منذ شهر ونصف الشهر هجمات تنظيم الدولة الإسلامية، وصلت إلى مطار شانلي أورفة في جنوب تركيا ليل الثلاثاء الأربعاء طليعة المقاتلين الأكراد العراقيين المتوجهين إلى كوباني.

وقد استقلوا ثلاث حافلات وتوجهوا إلى الحدود السورية التركية التي تبعد نحو خمسين كيلومتراً، بمواكبة آليات مدرعة تركية، وفي الوقت نفسه وصلت إلى تركيا قافلة أخرى محملة بالأسلحة الثقيلة، وقد استقبلها آلاف السكان الأكراد وهي في طريقها إلى شانلي أورفة.

وذكر مصور من وكالة فرانس برس أن السكان رددوا هتافات "يعيش البشمركة وتعيش وحدات حماية الشعب" أكبر ميليشيا كردية تدافع عن عين العرب، كما رفع السكان الأكراد إشارة النصر ورفعوا الأعلام الكردية التركية والعراقية.

وقال مسؤول كردي أن القافلتين يُفترض أن تلتقيا في سوروتش "لتعبرا معاً" الحدود السورية "حسب الأوضاع"، وينتظر حوالي ألفي كردي تركي أو من اللاجئين القادمين من كوباني وصول البشمركة وهم يرددون هتاف "كوباني ستكون مقبرة الدولة الإسلامية".

وكان مسؤول محلي في منطقة تركية حدودية طلب عدم كشف هويته صرّح بأن حوالي 150 مقاتلاً من الجيش السوري الحر عبروا الحدود ليلاً عبر مركز مرشد بينار الحدودي، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن عدد المقاتلين هو خمسون.

من جهته، أكد نواف خليل وهو متحدث باسم حزب الاتحاد الديموقراطي، أبرز الأحزاب الكردية السورية لوكالة فرانس برس أن دخول مقاتلي الجيش الحر إلى كوباني "تم بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب التي تتولى حماية الإدارة الذاتية الكردية".

وكان مراسل لوكالة فرانس برس ذكر أن قافلة من البشمركة مزودة بأسلحة ثقيلة عبرت من العراق إلى تركيا صباحاً من مركز الخابور الحدودي، وقد لقيت استقبالاً حاراً من الأكراد الأتراك الذين رفعوا الأعلام الكردية، وتألفت القافلة من أربعين آلية.

وبضغط من الولايات المتحدة وافقت تركيا الأسبوع الماضي على أن يمر عبر أراضيها مقاتلون من البشمركة، قوات إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، إلى كوباني الواقعة على الجانب الآخر من حدودها الجنوبية مع سورية.

وكانت القيادة الوسطى الأميركية أعلنت أن مقاتلاتها شنت ثماني غارات استهدفت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية الثلاثاء والأربعاء قرب عين العرب ودمرت خمسة مواقع للجهاديين.

وقد أكد الجنرال الأميركي المتقاعد جون آلن منسق التحرك الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الأربعاء أن قوات البشمركة التي وصلت من العراق ستمنع سقوط مدينة عين العرب "كوباني" السورية الحدودية بإيدي التنظيم.

وقال آلن "لا نعتقد بأن كوباني على وشك السقوط بأيدي" التنظيم المتطرف، وأضاف بأن "دخول قوات البشمركة سيمنع ذلك" في إشارة إلى مقاتلين من أكراد العراق توجهوا عبر تركيا إلى كوباني لمحاربة التنظيم المتطرف.

إلى الجنوب من عين العرب تمكن تنظيم الدولة الإسلامية مجدداً من السيطرة على أجزاء من حقل شاعر النفطي في محافظة حمص "وسط"، بعد معارك مع مسلحين موالين للنظام قتل فيها ثلاثون من هؤلاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأشار المرصد إلى سقوط قتلى في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "من الصعب تحديد عددهم".

من جهة أخرى، قتل عشرة أشخاص في قصف جوي لقوات النظام على مخيم للنازحين في شمال غرب سورية يضم نازحين من قرى في ريف حماة، وقال المرصد بأن هؤلاء قتلوا "جراء قصف للطيران المروحي ببرميلين متفجرين على مخيم للنازحين شمال شرق بلدة الهبيط" في محافظة إدلب.

وقالت الولايات المتحدة أن المعلومات التي تحدثت عن قصف سلاح الجو السوري ببراميل متفجرة مخيماً للنازحين في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد "روّعتها"، معتبرة أنه "هجوم وحشي".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي "روعتنا التقارير عن قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بقصف مخيم عابدين للنازحين في إدلب بالبراميل المتفجرة وإزاء الصور التي تظهر حصول مجزرة بحق مدنيين أبرياء".

وأكدت بساكي أنه ليس بوسعها تأكيد تفاصيل ما حدث، لكنها قالت أنه إذا ثبتت مسؤولية الجيش السوري عنه "فسيكون هذا العمل الوحشي الأحدث الذي يرتكبه النظام ضد شعبه".

كما أُصيب 37 شخصاً بينهم أطفال بجروح في انفجار سيارة مفخخة في أحد الأحياء الموالية للنظام السوري في مدينة حمص، بحسب ما أعلن التلفزيون السوري الرسمي، متهما "ارهابيين" بتفجير السيارة.

وفي العراق المجاور الذي يسيطر الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من وسطه، تستعد القوات العراقية ومقاتلون موالون لها لاستعادة مدينة بيجي التي تقع في محافظة صلاح الدين قرب كبرى مصافي النفط في البلاد.

وصرّح قائد عمليات صلاح الدين الفريق عبدالوهاب الساعدي لفرانس برس أن "القوات العراقية تتجمع عند مدينة بيجي استعداداً لدخولها واستعادة السيطرة عليها" بعدما سيطر عليها التنظيم خلال هجومه الكاسح في العراق في يونيو.

وأخيراً، شددت أستراليا اليوم الخميس قوانينها لمكافحة الإرهاب بحظرها السفر إلى الدول التي تعد بؤراً للإرهاب الدولي على أمل منع المرشحين للجهاد من التوجه إلى سورية والعراق، وتوجه حوالي سبعين أسترالياً على ما يبدو إلى الشرق الأوسط للقتال في صفوف جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية، مما يثير قلق كانبيرا.