اختتم الأزهر الشريف، أمس، مؤتمره لـ»مواجهة التطرف والإرهاب» ببيان عالمي طالب فيه المسيحيين العرب بالتشبث بأوطانهم، ودعا المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي إلى إطفاء الحرائق المذهبية، بالتزامن مع مباحثات ثنائية بين وزير الداخلية ومنسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي.

Ad

دعا مؤتمر الأزهر الدولي لـ»مواجهة التطرف والإرهاب»، في ختام أعماله أمس، المسيحيين العرب إلى «التجذر في أوطانهم»، مطالبا الدول الغربية بالامتناع عن تسهيل هجرتهم، ومؤكداً أن الإسلام «براء» من «الإرهاب» الذي يُرتكب باسمه.

وأكد المؤتمر، الذي شارك فيه رجال دين مسلمون من السنّة والشيعة ومطارنة وبطاركة مسيحيون يمثلون مختلف طوائف الشرق، أن «تهجير المسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية والعرقية الأخرى جريمة مستنكرة نجمع على إدانتها».

وأصدر شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، بيانا في ختام المؤتمر الذي شاركت فيه وفود نحو 120 دولة من مختلف أنحاء العالم على مدار يومين، وتضمن بيان الأزهر الذي شارك في صياغته نحو 700 عالم من مختلف الديانات على مستوى العالم، 9 نقاط أساسية.

واعتبر البيان أن الفرق والجامعات المسلحة والمليشيات الطائفيّة التي استعملت العنف والإرهاب في وجه أبناء الأمة، «جماعات آثمة فكرًا وبهتانًا وعاصية سلوكا»، مع اعتبار «ترويع الآمنين، وقتل الأبرياء، والاعتداء على الأعراض والأموال، وانتهاك المقدسات الدينية جرائم ضد الإنسانية يُدينها الإسلام».

ودان البيان، الذي ألقاه وكيل مشيخة الأزهر عباس شومان، التعرض للمسيحيين ولأهل الأديان والعقائد الأخرى، رافضًَا عمليات تهجير المسيحيين وغيرِهم من الجماعات الدينيّة والعرقية الأخرى بوصفها «جريمة مستنكرة»، داعياً للقاء عالمي للتعاون على صناعة السلام في إطارِ احترام التعدّد العقدي، بالتوازي مع ضرورة تحمّل المراجع الدينية في العالم الإسلامي مسؤولياتهم في إطفاء كل الحرائق المذهبية والعرقية وبخاصة في البحرين والعراق واليمن وسورية.

وناشد البيان المجتمع الدولي «التدخل بفاعلية ومسؤولية لوضع حد لاعتداءات القوات الصهيونيَّة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإحالة مرتكبيها إلى محكمتي العدل والجنايات الدوليتين، مع إدانة الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها إسرائيل وخاصة في القدس»، رافضاً سعي بعض المسؤولين والإعلاميين الغربيين استثمار الجماعات المخالفة لصحيح الإسلام لتقديم «صور نمطية يفترون فيها على الإسلام».

وحذّر بيان الأزهر من خطورة تعرض بعض شباب الأمة الإسلامية لعملية «غسل أدمغة»، من خِلال الترويجِ لأفهام مغلوطة لنصوصِ القرآن والسنة واجتهادات العلماء أفضت إلى الإرهاب، ما يوجب على العلماء وأهلِ الفكر مسؤولية الأخذ بأيدي هؤلاء «المغررِ بهم» من خلال برامج توجيه، ودورات تثقيف، تكشفُ عن الفَهمِ الصحيحِ للنصوصِ والمفاهيمِ، «حتى لا يبقوا نهبا لدعاة العنف، ومُروِّجي التكفير».

ضد الإرهاب

في سياق متصل، أجرى وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، مباحثات مع منسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي، جيل دو كيرشوف، في القاهرة أمس، وأعرب المسؤول الأوروبي عن رغبته في توسيع قاعدة التعاون الأمني وتبادل المعلومات بين أجهزة الاتحاد الأوروبى ووزارة الداخلية المصرية، في ضوء ما تم رصده من تزايد أعداد الجهاديين الأوروبيين الذين تدفقوا على مناطق الصراع في الشرق الأوسط.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، ناقش مع رئيس الاستخبارات السعودية، الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة، خلال استقباله في مقر الرئاسة المصرية أمس الأول، واتفقت رؤى الجانبين بشأن أهمية العمل على تصويب الصورة السائدة عن الإسلام وإظهار طبيعته السمحة التي تنبذ العنف والتطرف.

مصادرة أموال

إلى ذلك، وبينما قتل شخص وأصيب آخر أثناء محاولتهما اقتحام كمين أمني قرب مبنى هيئة قناة السويس الرئيسي بمحافظة الإسماعيلية، أمس، أصدر الرئيس السيسي، ثلاثة قرارات جمهورية أمس، بإحالة 9 قضاة في مقدمتهم النائب العام الأسبق، المستشار طلعت عبدالله، إلى المعاش، بناء على أحكام نهائية بعزلهم من الوظيفة القضائية، لإدانتهم بـ»تأييد ودعم جماعة الإخوان».

وعززت القاهرة من إجراءات تشديد الخناق على جماعة «الإخوان»، بعدما أصدرت لجنة حصر وإدارة أموال جماعة «الإخوان»، قرارًا بتفعيل حظر نشاط ما يُسمى بـ»تحالف دعم الشرعية» الداعم للإخوان، في اجتماعها أمس الأول، بالتحفظ على أموال 48 قياديًا إخوانيًا صدر ضدهم أحكام من محكمة جنايات بنها في قضية التجمهر وقطع طريق قليوب بالإعدام والمؤبد والغرامة.

من جهة أخرى، يتظاهر أنصار «الإخوان» اليوم في جمعة «القصاص والاصطفاف» احتجاجا على حكم براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية قتل متظاهري ثورة «25 يناير»، في وقت تنظم قوى شبابية، أبرزها حركة «6 أبريل» تظاهرات منفصلة للغرض ذاته، بينما أطلقت أحزاب التيار الديمقراطي حملة «حاكموهم» رسمياً أمس، لدعوة المصريين للتوقيع على «عريضة» تدعو إلى محاكمة مبارك على جميع جرائم الفساد التي شهدتها مصر تحت إدارته.