تتوالى مآسي غرق آلاف المهاجرين السريين اليائسين، الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا هرباً من العنف والفقر في بلدانهم، وسط عجز دول الاتحاد الأوروبي عن التعامل مع هذا التحدي، وتخوّفها من أن تتحول عمليات إنقاذ هؤلاء إلى عامل جذب لآخرين.

Ad

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، أن سفينة تقل أكثر من 300 شخص غرقت في البحر المتوسط، ولم يتضح مصير ركابها، كما غرقت سفينة شراعية قبالة جزيرة رودس اليونانية، ولقي 3 من ركابها - أحدهم طفل - مصرعهم، بينما تم إنقاذ 80 شخصاً.

وأمس الأول فُقد 700 مهاجر سري بعد غرق سفينتهم قبالة ليبيا، ويعتقد أن معظمهم قضى نحبه، في واحدة من أسوأ الكوارث التي يشهدها «المتوسط».

واجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس في لوكسمبورغ لبحث قضية المهاجرين السريين، بعد كوارث الغرق الأخيرة. وطالبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، قبل الاجتماع، بخطوات أوروبية فورية.

وكانت إيطاليا قلصت بنهاية العام الماضي عملية «ماري نوستروم» للبحث والإنقاذ، احتجاجاً على ارتفاع الكلفة، واستبدلت ذلك بمهمة أصغر بقيادة الاتحاد الأوروبي أطلق عليها «ترايتون»، واحتجت دول عدة على توسيع عمليات الإنقاذ، خوفاً من تحولها إلى عامل جذب للمهاجرين.

كما أظهرت وثيقة أوروبية اطلعت عليها «رويترز» أن الاتحاد الأوروبي يدرس إمكان إرسال سفن حربية إلى الساحل الليبي للتصدي لمهربي النفط والسلاح، لكنه يخشى أن تشجع هذه الخطوة المزيد من المهاجرين على الخروج إلى البحر، على أمل أن تنقذهم هذه السفن وتنقلهم إلى أوروبا.

وفي إشارة صريحة للمخاوف الأوروبية من أن يدفع إنقاذ المزيد من الأرواح بعصابات التهريب إلى تكديس المزيد من الناس في مراكب غير مأمونة، حذّرت الوثيقة من «عامل الجذب» الذي قد يشكله وجود القوة البحرية باستدراج المزيد من المهاجرين للتوجه إلى أوروبا.