يشير بحث نُشر في {المجلة الأميركية للطب النفسي} إلى أن انفصام الشخصية ليس مرضاً وراثياً واحداً بل فئة من الأمراض التي تترافق مع أعراض متنوعة.

من المعروف أن انفصام الشخصية يتم تناقله في العائلات، ما يشير إلى وجود جذور وراثية للمرض، لكن ما من طفرة واحدة مسؤولة عن ظهور الأعراض لأن مجموعات مختلفة من الطفرات المتناسقة تسبب على ما يبدو فئة من الاضطرابات التي كانت تدخل حتى الآن في خانة المرض نفسه.

Ad

استُخلصت هذه النتائج من مقاربة جديدة لدراسة المرض. دقق العلماء في الحمض النووي الذي يعود إلى 4200 شخص مصاب بانفصام الشخصية و3800 شخص سليم (مجموعة مرجعية)، وقد بحثوا عن مناطق في الجينوم حيث يتحول نوكليوتيد واحد (أصغر وحدة من البيانات الموجودة في الحمض النووي). فلاحظوا أن أياً من الطفرات الفردية لا يرفع خطر الإصابة بالاضطراب. لكن تبين أن مجموعات معينة من الطفرات ترفع خطر الإصابة بانفصام الشخصية فضلاً عن ظهور أعراض مختلفة. تم رصد ثماني طفرات حتى الآن ومن المتوقع اكتشاف المزيد.

صرّح د. إيغور زوير، المشرف الرئيس على الدراسة، لمجلة Popular Science: {هذا الأمر أفضل من تحديد إصابة الشخص بالمرض أو عدم إصابته}.

قد تنعكس الدراسة بشدة على المرض العقلي الحاد الذي يصيب 1% من الناس. قد يختبر المصابون مجموعة من الأعراض، بدءاً من الأوهام والهلوسات وصولاً إلى التلعثم في الكلام والخمول. نُشر العدد الخامس من {الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية} في عام 2013، ودعا إلى تفسير انفصام الشخصية وفق طيف معين. لكن بحسب زوير، ما من طريقة شاملة للقيام بذلك وهذا ما دفع الأطباء إلى الاتكال على مبدأ التجربة والخطأ للعلاج. يقول: {يمكن أن يأخذ مريض واحد سبعة أدوية. إذا لم يعطِ أحد الأدوية المفعول المطلوب، سيجرب نوعاً آخر ثم غيره وهكذا دواليك. المشكلة أننا لا نعلم كيف نقسّم انفصام الشخصية إلى فئات}.

من خلال النظر إلى الجذور الوراثية للمرض بدل الأعراض، يأمل زوير أن يتمكن الأطباء من إعطاء علاجات مباشرة أكثر مما يفعلون الآن.

بحسب رأي زوير، تقضي الخطوة المقبلة بتطوير اختبارات مستهدفة وغير مكلفة بحثاً عن مجموعات الطفرات التي تنتج أعراض انفصام الشخصية، ما قد يؤدي إلى تحسن فاعلية الرعاية وزيادة سرعتها مستقبلاً.