في ديسمبر 2008، كان مايك شولتز {الوحش}، الذي كان آنذاك نجماً ناشئاً في السابعة والعشرين من عمره في عالم سباقات الدراجات النارية على الثلج (snocross)، يخوض سباق ميشيغان ضمن السلسلة الدولية للبطولات. بما أنه منافس دائم في هذه اللعبة، كان شولتز قد فاز في سباق كبير في آيسلندا وحقق مبالغ من رعاة رياضات مماثلة. يقول تيم ريد وهو، مدير بارز في عالم سباقات الدراجات النارية على الثلج: «كان الأفضل في العالم. كان من النخبة». ولكن أثناء قيادته عربة ثلج نزولاً على إحدى التلال، فقد شولتز السيطرة على مركبته في قسم صعب وطار في الجو. لم يدرك ما حدث، إلا بعدما استفاق وهو ممدد على الأرض يئن من شدة الألم. كانت ركبته ملتفة في الاتجاه الخطأ. يتذكر: «كانت قدمي فوق صدري. وصل المسعفون في غضون دقيقة أو اثنتين. ما زلت أذكر أنني فتحت سحابة ساق سروالي وسمعت تدفق السائل. لن أنسى مطلقاً ذلك الصوت». بعد هذا الحادث، صمم مايك شولتز ركبة للرياضات الخطيرة. انقطع العصب الذي يتحكم في القسم السفلي من ساق نجم سباقات الدراجات النارية على الثلج مايك شولتز، واضطر الطبيب إلى بتر هذا الطرف. يقول شولتز: {لطالما ظننت أن الشلل أسوأ ما قد يحدث لي. لم يخطر البتر مطلقاً في بالي}.قلقت زوجته سارا من أن يصاب زوجها بكآبة حادة، وفكرت في تغطية مركبات الثلج ودراجات الطرقات الترابية في مرأب المنزل. ولكن بعيد الجراحة، أخبرها شولتز: {هذه حالي اليوم. لا يمكننا تبديلها. لذلك لنمضِ قدماً ونحاول الاستفادة من هذا الوضع قدر المستطاع}.تصاميم بديلةأراد شولتز العودة إلى مركبة الثلج بأسرع ما يكون، إلا أنه اكتشف أن الأطراف الاصطناعية الموجودة ضعيفة وجامدة ولا تستطيع تحمل قسوة الرياضات الخطرة. يخبر: {رحت أسير في المنزل وأنا أرتدي طرفاً اصطناعياً. وصرت أفكر أن هذا لن ينجح}. بدلاً من ذلك، قرر شولتز تطوير عضو خاص به. ترعرع شولتز في مينيسوتا وتعلّم اللحام وتصليح الآلات خلال عمله في إصلاح عربات السكة الحديد. وهكذا بدأ رسم تصاميم لركبة وراح يسأل أصدقاءه عما يحتاج إليه ليصنع بديلاً لذلك الجزء من جسمه. يقول شولتز: {تُعتبر هذه المسألة ميكانيكية أكثر منها بيولوجية. أردت إعداد عضو يسهل تصنيعه}. فابتكر طرفاً اصطناعياً يشبه مسمار عروة ضخماً يضم ماصاً للصدمات يستخدم الهواء المضغوط كنابض. فتبين أن هذا التصميم يحمل وزنه في وضعية القرفصاء، يضبط السرعة التي تنطوي بها الركبة عند الاصطدام، ويسمح له بالنهوض مجدداً.قطعة ضروريةاستخدم شولتز بعد ذلك جزءأ من الخمسين ألف دولار التي تلقاها من شركة التأمين نتيجة إصابته لتعديل هذا المفهوم، مطوراً طرفاً اصطناعياً للرياضات الخطيرة دعاه Moto Knee. وفي ألعاب الدراجات النارية على الثلج عام 2009، التي شهدت انطلاق جولات معدلة لمحبي رياضات الحركة الذين يعانون إعاقات أو إصابات في العمود الفقري، فاز بالميدالية الفضية في سباق الدراجات النارية على الثلج، فيما كان يضع مدالية سابقة، وحقق بعد ذلك المدالية الذهبية في سباق مركبات الثلج في ذلك الشتاء.تذكر بيث جينو، مديرة تنفيذية في Extremity Games، بطولة أخرى لرياضات الحركة مخصصة لأصحاب الإعاقات: {يتعرض الناس لإصابات ويسمعون: ‘لن تسير أو تتزلج مجدداً’. ولكن ثمة أشخاصاً مثل مايك يبتكرون اختراعات مماثلة ويقولون: أتعرفون شيئاً؟ سأعود إلى ممارسة هذه الرياضة أو تلك}.مع بعض المساعدة من شركة Fox لأجهزة التعليق (أحد رعاته خلال المسابقات)، أسس شولتز شركته الخاصة Biodapt عام 2010. ومنذ ذلك الحين، لاقت Moto Knee رواجاً غير متوقع. فتحولت إلى قطعة ضرورية في معدات كل مَن فقد طرفاً ويود المشاركة في مختلف أنواع رياضات التزلج وغيرها. يشمل زبائنه بعض متسابقي الدراجات النارية وفارساً بريطانياً سقط عليه حصانه، إلا أن نصف زبائنه من الجنود السابقين.على سبيل المثال، يستخدم واين والدون، ضابط في الجيش خسر ساقه اليمنى في انفجار في العراق عام 2007، Moto Knee في رياضة التزلج بواسطة لوح. يوضح والدون: {عندما تفقد قدرتك على الحركة وحريتك، تخسر نفسك. حررني جهاز Moto Knee من الكثير من الاستياء الذي كان يدفعني إلى الاستسلام}.يجمع شولتز كل جهاز Moto knee ويختبره ويوضبه في مشغل منزله في سانت كلاود بمينيسوتا. يوضح: {لم أفكر مطلقاً أن هذا قد يتحول إلى تجارة. ولكن ها أنا أعمل اليوم في هذا المجال}. في مشغله، ترى خزائن حديدية مليئة بالبراغي والعزقات، فيما تصطف المفكات على أحد الجدران. وتشغل الجدار الآخر طاولة عمل طويلة مليئة بركب في طور التصنيع. تساعده زوجته بالمعاملات الورقية ويأمل توظيف أول عامل بداوم كامل في وقت قريب. يعمل شولتز راهناً على تصميم قدم اصطناعية للتزلج نزولاً، ويرغب في ابتكار ساق يمكن استخدامها لممارسة الرياضة والسير في آن. ويشكل الجنود السابقون الذين بترت ساقهم (أكثر من 1300 من حربي العراق وأفغانستان) سوقاً مربحة محتملة له.تلبيةً لحاجات عمله المتنامية، اشترى شولتز وزوجته منزلاً كبيراً محاطاً بأرض شاسعة تضم درباً ترابياً لركوب الدراجات ومساحة كافية لأحصنتهما الثلاثة. يذكر شولتز، وهو يسير في باحة منزله ويتأمل المسار الترابي البعيد: {يقول الناس أحياناً: ‘أنت اليوم أفضل حالاً مما كنت عليه قبل الحادث’. يثير هذا استيائي. لا يمر يوم لا أتمنى فيه لو كنت أملك ساقيّ كلتيهما. يصعب علي كل سنة مشاهدة سباقات المحترفين لأن الكثير ممن كنت أتنافس معهم ما زالوا يشاركون في أعلى المستويات}. بدلاً من ذلك، يضع شولتز هدفاً جديداً نصب عينيه: إطلاق سلسلته الخاصة من السباقات المعدلة أو برنامج واقع خاص به يصطحب فيه رياضيين وجنود سابقين مصابين في مغامرات عدة.
توابل
ركبةٌ خارقة لكَ!
27-09-2014