تظاهر آلاف اليمنيين أمس في أكبر تجمعات ضد حركة "أنصار الله" الحوثية منذ سيطرتها على العاصمة في سبتمبر الماضي، في حين توسع التمرد في جنوب البلاد، حيث سيطر انفصاليون أمس على حواجز للشرطة في عتق كبرى مدن محافظة شبوة.

Ad

وفي صنعاء، توجّه المتظاهرون إلى مقر الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي للتعبير عن رفضهم لاستقالته، مطلقين شعارات معادية لـ"أنصار الله" ومنها: "يسقط يسقط حكم الحوثي" و"لا حوثي بعد اليوم" و"حرية حرية نريد دولة مدنية".

في المقابل، حاول عشرات من أنصار الحوثيين وقف التظاهرة ما أدى إلى مناوشات لفترة وجيزة قبل أن يغادروا المكان بعد تزايد عدد المشاركين في التجمع، وانتهت التظاهرة في هدوء.

كما نُظِّمت تظاهرات كبيرة أيضاً في مدن تعز (جنوب غرب) واب (وسط) والحديدة (غرب).

ولا يزال الغموض يلف مصير الحياة الدستورية في اليمن، فمنذ الخميس الماضي تعيش البلاد بلا رئيس للجمهورية وبلا حكومة، بعد استقالة الرئيس هادي ورئيس حكومته خالد بحاح، إثر سيطرة المسلحين الحوثيين على القصر الرئاسي وحصارهم للعديد من المباني الحكومية.

ومن المقرر أن ينعقد البرلمان اليوم لبحث استقالة هادي، لكن لا معلومات تؤكد أن البرلمان سينعقد بالفعل، إذ أعلن نواب الجنوب أنهم سيقاطعون الجلسة، كما رفض آخرون بحث موضوع استقالة الرئيس، مشيرين إلى ضغوط الحوثيين الذين يحاصرون أيضاً مقر البرلمان في صنعاء. ولا يزال الحوثيون يحتجزون مدير مكتب الرئيس الأمين العام للحوار الوطني أحمد عوض بن مبارك.

وفي جنوب البلاد، استولى انفصاليون مسلحون أمس على ست نقاط مراقبة في مدينة عتق مركز محافظة شبوة، دون مقاومة من قوات الأمن، بحسب شهود، كما رفضت 5 محافظات جنوبية منذ الخميس الماضي أوامر العاصمة إلى وحدات الجيش والأمن بسبب نفوذ الحوثيين.

ووصلت إلى العاصمة اليمنية أمس قافلة مكونة من عشرات العربات التي تنقل مسلحين ينتمون إلى قبائل سنية من محافظتي مأرب والجوف في مسعى لإخلاء مسؤولين تحاصرهم ميليشيا الحوثيين منذ عدة أيام في أماكن إقاماتهم.

ووصل الموكب إلى قرب منزل وزير الدفاع محمود صبيحي، الذي يحاصره الحوثيون. وقال أحدهم إنهم سيستخدمون القوة إذا لم يُفرَج عن الوزير.

وتوجه مسلحون آخرون نحو منزل قائد الاستخبارات اللواء علي الأحمدي، الذي تحاصره ميليشيا الحوثيين منذ الخميس.

إلى ذلك، قال مسؤولون أميركيون أمس الأول، إن الولايات المتحدة أوقفت بعض عمليات مكافحة الإرهاب ضد متشددي تنظيم "قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية"، الذي يعتبر أنشط فروع "القاعدة" في العالم، وذلك في أعقاب سيطرة المقاتلين الحوثيين الذين تدعمهم إيران على اليمن.

وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين لـ"رويترز" إن توقف العملية يتضمن الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار بشكل مؤقت على الأقل في أعقاب الاستقالة المفاجئة للرئيس اليمني ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق اليمن نحو حرب أهلية.

ووصف مسؤولون أميركيون آخرون توقف العمليات بالإجراء المؤقت لتقييم الأوضاع الفوضوية على الأرض.

(صنعاء ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)