كيف تجد عرض الفيلم الفلسطيني «عُمر» في الدول العربية؟

Ad

سعيد للغاية بهذه الفرصة التي تعني الكثير بالنسبة إلي. كذلك أعتبر الفيلم بمثابة تحية وإجلال لأفلام الإثارة المصرية، وهو يتحدث عن الحب والصداقة والثقة ضد خلفية القمع السياسي، وغيرها من موضوعات نتعامل معها بشكل يومي.

ما الذي دفعك إلى كتابة هذا الفيلم وإخراجه؟

كنت أجلس مع صديق عزيز لي في منطقة رام الله، وبينما نتحدَّث ذكر لي قصة تواصله مع عميل سري، أدت إلى أن عرف الأخير بعض المعلومات الشخصية عن صديقي هذا. بعد ذلك استغل العميل السري هذه المعلومات لجعل صديقي يتعاون معهم، وبالانتهاء من حكي هذه القصة وجدت أنني يجب أن أتحدث عن هذا الأمر.

على أي زوايا اعتمدت في بناء العمل؟

على الطريقة التي تؤثر فيها الظروف المختلفة على الحب والصداقة والثقة. حتى إنني في هذا اليوم لم أستطع النوم، وبدأت في الكتابة، وخلال أربع ساعات أصبح لديَّ البناء الرئيس للفيلم.

ما الهدف الذي ترغب في تحقيقه من تقديمه؟

في أعمالي كافة ومن بينها «عُمر»، أريد أن أكشف عن الخبرة الإنسانية وعواطفها المعقدة، وفي هذا الفيلم تشكل الثقة وأهميتها في العلاقات الإنسانية الجانب الموضوعي الرئيس، فهي صلب الحب والصداقة والولاء، وهي غير محسوسة ويمكنها أن تصبح قوية جداً وضعيفة جداً في الوقت نفسه، ولهذا أردت أن تكون هي محور الفيلم بالكامل.

كيف يدعم الفيلم موقف القضية الفلسطينية؟

أنا صانع أفلام، وأركز على صناعة أفلام مثيرة وقوية، واستكشاف القصص التي قد تنتج عنها أفلام عظيمة، وعندما يأتي الأمر إلى الإشادة بي أو نقدي لإعطاء الصوت للقضية الفلسطينية، فهذا لا يعتبر تعليقاً فنياً ولا نقداً، إنه تعليق سياسي وانتقاد، وما يمكن اعتباره مختلفاً كلياً.

ما الذي يجعل «عمر» مميزاً عن الأعمال التي تناولت تأثير الجدار العازل على حياة الفلسطينيين؟

يفصل الجدار العازل بين المدن الفلسطينية وبعضها، وفي أماكن عدة يكون من الواضح ما هو محتل وما هو غير محتل، مع العلم أن كل أرض فلسطين محتلة، وفي القدس على سبيل المثال الجانبان محتلان.

كيف تعاملت مع ذلك في الفيلم؟

كان هدفي الأساسي صناعة مدينة فلسطينية افتراضية، حيث يقطع الجدار بصورة عشوائية كلاً من المدينة والقرية ومخيم اللاجئين، مع عدم وجود اختلاف بين الجانبين.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء تنفيذ الفيلم؟

استغرق تصوير الفيلم أسبوعاً في نابلس، وستة أسابيع في الناصرة، وأسبوعاً في بيسان. ولم نواجه مشكلات في التصوير في أي مكان، فقد استطعنا الحصول على التصريحات كافة. حتى الجدار تسلقناه حتى ارتفاع محدد، ولأجل اللحظات على القمة بعد ذلك استخدمنا جداراً وهمياً أثناء عملنا في الناصرة.

ماذا عن التصوير في الضفة الغربية؟

الحقيقة أنه كان جيداً، حيث الحضور الأكبر لسلطة الشرطة الفلسطينية، ومع ذلك فإن التصوير لا يزال صعباً ومليئاً بالمشكلات. ولكن هذه هي صناعة الأفلام في كل مكان، فعندما بدأت «عُمر»، أردت أن أصنع فيلماً مكوناً من فريق عمل فلسطيني فقط، وهذا يعني أن بعض رؤساء الأقسام كانوا يقومون بأعمال لأول مرة في مسيرتهم المهنية، ما أدى إلى بعض المشكلات مع التنظيم وسير العملية. ولكن بغض النظر عن ذلك، نحن بكل وضوح استطعنا التغلب على العقبات.

على أي أساس اخترت الأبطال؟

أبطال الفيلم الأربعة الرئيسون من الوجوه الشابة، وهذا هو فيلمهم الأول. أثناء عملية الاختيار، كنت أبحث بلا ملل مع مسؤول اختيار فريق العمل بين كثير من الممثلين الفلسطينيين، عندما نظرنا إلى كل واحد منهم. كان الأكثر أهمية هو المصداقية، وقدرتهم على التعبير عن أعمق العواطف، وعند مزج أحدهم بالآخر يحدث بينهما ديناميكية قوية.

كيف وجدت أداء بطل الفيلم آدم بكري؟

أعتبر آدم اكتشافاً حقيقياً، فهو ليس ممثلاً عظيماً فحسب، ولكنه يعمل بجد بشكل لا يُصدَّق، ولا ينشغل بشيء حتى يصل إلى صلب شخصية «عُمر».

ماذا عن باقي الممثلين؟

ليم لوباني التي أدت دور «نادية» تشكل طاقة قوية بالحزن في عينيها الذي يجعل من ينظر إليها مندهشاً دائماً. كذلك سامر بشارات الذي جسَّد شخصية «أمجد» هو الشخص الكوميدي في المجموعة، وقد دمجنا الكثير من النكات التي قالها خارج الشاشة على شخصيته وعلى «عُمر». أما إياد حوراني الذي أدى دور «طارق» فقد أظهر لي جانباً كاملاً جديداً تماماً من الدور قاسياً ولينا، جاداً ومضحكاً في الوقت نفسه.

كيف وجدت أداء الممثل والمنتج الفلسطيني الأميركي وليد زعيتر؟

وليد هو الممثل الوحيد بين فريق العمل الذي يملك خبرات سابقة أمام الكاميرا، وقد كان العمل معه كالنحت في الرخام، فهو قوي وصلب، ولكن النتائج كانت رائعة.

ما تقييمك بوجه عام لهذه التجربة؟

سعيد جداً بها، وبالأبطال الذين أثروا في العمل بشكل كامل، وأتمنى أن ينال استحسان المشاهدين.