أشارت تقديرات حديثة لاتحاد GSMA إلى أن منظومة بيئة الاتصالات المتنقلة في العالم العربي تنطوي على إمكان خلق نحو 5.9 ملايين وظيفة جديدة، وأن تدعم إجمالي الناتج المحلي بنحو 108 مليارات دولار بحلول عام 2025.

Ad

أطلقت مجموعة زين الشركة الرائدة في تقديم خدمات الاتصالات المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تقريرها الرابع عن الاستدامة، والذي تتناول فيه الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لعملياتها التشغيلية والتجارية في المنطقة.

وأوضحت «زين» أنها أرادت من نشر هذا التقرير تسليط الضوء على أهمية الدور الكبير للشركات والمؤسسات في تنمية المجتمعات والنهوض بالشعوب، وخصوصاً أن توقيت إصدار التقرير جاء في وقت بالغ الأهمية في مسيرة تنميتها، إذ إنها تواجه سياقا تشغيليا مليئا بالتحديات، ومع ذلك فإنها تواصل أداء دورها القيادي على مستوى المنطقة في ما يتعلق بمتابعة جدول أعمالها الخاص بالاستدامة ودعم مجتمعاتها المحلية.

وذكرت المجموعة أن تقريرها الرابع في مجالات الاستدامة ينشر حصريا عبر الإنترنت (على موقعها الرسمي)، وذلك من خلال واجهة تفاعلية سهلة الاستخدام تقلل من البصمة البيئية للشركة، مبينة أن التقرير حصل على شهادة «تأكيد محدود» من جانب ذراع خدمات المخاطر المؤسسية التابعة لوكالة ديلويت، وهي الشهادة التي تؤكد دقة المحتوى الوارد في التقرير.

مبادئ توجيهية

وبينت المجموعة أنه مثلما كانت الحال في الإصدارات السابقة، فإن تقرير عام 2014 يلتزم بالمبادئ التوجيهية الواردة في الإصدار الرابع (G4) من إطار إعداد التقارير كما هي محددة في المبادرة العالمية لإعداد التقارير (GRI)، كما أنها تسلط الضوء على الآفاق التي لديها استعداد لخوضها في سبيل تمثيل نفسها بشفافية وبصدق.

وذكرت أن التقرير اشتمل على عدد من أبرز محطات أنشطة المسؤولية الاجتماعية والاستدامة التي قامت بها خلال عام 2014، وهي المحطات التي كان من بينها الاعتراف بالمجموعة، بوصفها المؤسسة الأكثر شفافية والأقل فسادا في الكويت من جانب جمعية الشفافية الكويتية، وهي الفرع المحلي لمنظمة الشفافية الدولية، وذلك بفضل عملياتها الدقيقة والفعالة في ما يتعلق بالإفصاح.

وكشفت المجموعة أنها طورت برنامجا شاملا لتدريب وتطوير الموظفين، وذلك تنمية رأس المال البشري الداخلي بما يتماشى مع ركيزة المجموعة الاستراتيجية المتمثلة في تطوير موظفيها.

مسؤولية جسيمة

وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة زين، أسعد البنوان، في هذه المناسبة «إن مكانتنا الرائدة على صعيد الأداء الاجتماعي والاقتصادي والبيئي داخل منطقتنا تضعنا أمام مسؤولية جسيمة، ولذلك فنحن بإصدارنا هذا التقرير، نؤكد أننا مازلنا مستمرين في التزامنا الصارم إزاء العمل بشفافية أمام مجتمعات وشعوب المنطقة».

وأوضح قائلا «تم تصنيف مجموعة زين من جانب منظمة الشفافية العالمية في عام 2014، باعتبارها واحدة من أكثر الشركات شفافية في الكويت، فالمجموعة من المؤسسات التي تحافظ على أعلى مستويات ممارسات الإبلاغ والتواصل، بما يحقق اشتراطات المعايير العالمية».

وتابع بقوله «بينما تواصل مجموعة زين تطورها ونموها على كل المجالات والأصعدة، فإن طموحاتها تصبح أكثر وأكثر تعمقا وترسخا في الأسواق التي تعمل فيها، وهي في سبيل تحقيق هذا الهدف تنفذ أنشطتها في مجالات الاستدامة المؤسسية والمسؤولية الاجتماعية».

وأشار إلى أن المنطقة التي تعمل فيها المجموعة تمر بلحظة تاريخية حرجة، ولذلك يتعين على «زين» أن تبقى على استعداد للاستجابة لسياقها التشغيلي، حتى تضمن أن تبقى أنشطتها بناءة ومستدامة إلى أقصى حد ممكن، ومن هذا المنطلق، فإنه من المهم جدا أن تواصل التزامها وتعاونها مع جميع أطرافها المعنية، لتقوم بدور المحرك للتغيير الإيجابي في مجتمعاتها».

آفاق هائلة

وأكد البنوان أن مجموعة زين مدركة تماما أنه مع استمرار انتشار وتمدد استخدام تقنيات الاتصالات المتنقلة في شتى أرجاء منطقتنا والعالم، فإن هناك آفاقا هائلة تسهم فيها خدمات الاتصالات في تعزيز ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية».

وتابع «فإذا كنا نعرف جيدا أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لديها القدرة الكامنة على تمكين مجتمعاتنا من خلال نشر المعلومات والتعليم والصحة والفرص الاقتصادية، فإن ذلك سيسهم بدوره في تحفيز وتنشيط الإبداع والتوظيف وخلق مجتمعات أكثر ازدهارا».

من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي في المجموعة سكوت جيجنهايمر: «باعتبار مجموعة زين واحدة من أبرز مشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة وأكثر المؤسسات وعيا اجتماعيا على مستوى المنطقة، فمن الأساسي أن نستمر بنشاط في تبني الحلول التي تؤثر بشكل إيجابي في المجتمع وتؤثر في نمونا».

وأردف: «الآن وأكثر من أي وقت مضى، نحن نؤمن بالاندماج الكامل بين النجاح التنظيمي لمجموعة زين، وبين الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لمجتمعاتنا».

وأشار إلى أن العلاقة بين الاستدامة والنمو المؤسسي باتت علاقة أكثر ارتباطا من أي وقت مضى، والواقع أن هذه العلاقة تكتسب أهمية أكبر بالنسبة لنا في مجموعة زين، حيث إن أحد أهدافنا المحورية تبقى متمثلة في أن نوفر لأسواقنا تكنولوجيا معلومات واتصالات فعالة.

مكونات جوهرية

وتابع» «إن أجندتنا الخاصة بالاستدامة المؤسسية والمسؤولية الاجتماعية متأصلة في استراتيجيتنا، ومن أجل أن نحقق النمو المطرد الذي نتوقعه لأنفسنا، فإننا سنحتاج إلى ضمان بقاء الشفافية والأخلاقيات والالتزام الاجتماعي كمكونات جوهرية في فلسفتنا المؤسسية».

وقال: «كما أننا نحتاج أيضا إلى ضمان استمرار تغلغل أخلاقيات الاستدامة في جميع جوانب أنشطة أعمالنا، وهذا يعني أن نموذج الأعمال الخاص بنا ينبغي أن يبقى متمحورا حول العملاء، ومكرسا لتشجيع وترويج قيمنا الجوهرية التي من بينها التكافل وإمكان الوصول».

وذكر جيجنهايمر أن هذا يعني أنه يتعين على الشركات التابعة لنا أن تحافظ على الالتزامات التي قدمناها إزاء تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتحسين الأداء البيئي لأنشطة أعمالنا، وعلاوة على ذلك، فإنه يتعين على مؤسستنا أن تواصل تحقيق التقدم على صعيد تطبيق طرق أكثر فعالية لاستثمار وتشجيع تطوير وتنمية المسارات المهنية لموظفينا.

 خطوات جديدة

وبين أن التقرير يبرز جهود «زين» في العديد من المجالات، حيث خطت المجموعة في عام 2014 خطوات جديدة في سبيل تسخير نشاط أعمالها لغرض تمكين التنمية البشرية، وتخفيف حدة المصاعب التي تسببها الصراعات في المنطقة التي تعمل فيها، وكان أحد أمثلة ذلك تعاوننا مع شركة هواوي ومنظمة اليونسكو من أجل تحويل الطاقة من محطاتنا في جنوب السودان إلى عدد من المدارس بهدف تزويد أكثر من 3.000 تلميذ بإمكان الوصول إلى شبكة الإنترنت.

ومضى في قوله «وهناك مثال آخر يتجسد في شراكتنا مع شركة اريكسون ومنظمة «لاجئون متحدون» (REFUNITE)، وهي الشراكة التي تقوم «زين» من خلالها بتسخير شبكتها وقاعدة عملائها لغرض تمكين التواصل بين ملايين اللاجئين والنازحين في الأردن ممن انفصلوا عن عائلاتهم.

وكشف جيجنهايمر أن هناك إمكان كامنة فريدة لنشاطنا الجوهري في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كي تؤثر في التنمية والرخاء، كما أن هناك فرص استثنائية متاحة في مجال عملنا لتفعيل هذه الإمكانية الكامنة.

وأشارت تقديرات حديثة لاتحاد GSMA إلى أن منظومة بيئة الاتصالات المتنقلة في العالم العربي تنطوي على إمكان خلق نحو 5.9 ملايين وظيفة جديدة، وأن تدعم إجمالي الناتج المحلي بنحو 108 مليارات دولار بحلول عام 2025.

ملفات رئيسية

يذكر أن التقرير سلط الضوء على بعض القضايا والملفات الرئيسية في مجتمعات منطقة الشرق الأوسط، إذ إن المجموعة قامت خلال عام 2014 بتركيب 169 محطة شمسية وحلول بطاريات هجينة مدمجة (وهو ما شكل زيادة بلغت نسبتها 80 في المئة مقارنة بعام 2013)، وذلك لتحسين كفاءة الطاقة وتقليص الآثار البيئية للشركة.

وعلى سبيل المثال، خفضت الشركة انبعاثات الكربون في السودان بنسبة 4 في المئة عن طريق اتباع سياسة كفاءة الطاقة من خلال منشآت هجينة وإجراء تحديثات للمحطات الأساسية، كما سلطت مجموعة زين الضوء أيضا في التقرير على كيفية أن شركتيها في كل من في الكويت والأردن أنشأتا مراكز للابتكار للمساعدة في رعاية قدرات الابتكار في المجتمع؛ ومعالجة العجز الوطني في مجال تنمية الشباب وفي مجال البطالة في الدولة.

ووفر التقرير مساحة لمبادرة شركة زين الأردن بتأسيس «منصة زين للإبداع» (ZINC) التي حققت نجاحا كبيرا في المملكة، حيث زارها أخيرا الأمير تشارلز أمير ويلز خلال زيارته الأخيرة إلى الأردن بصحبة ملك الأردن الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا، وذلك خلال الافتتاح الرسمي للمنصة، وهو الأمر الذي بين مدى الأهمية التي توليها المملكة لتعزيز ودعم الابتكار في الساحة الرقمية.

وكشف التقرير أن «زين» أسست وجهزت في السودان مكتبة زين الإلكترونية في جامعة نيالا، وهو ما أسهم في تمكين 9.500 طالب من الوصول إلى المواد التعليمية الضرورية إلكترونيا، وتوفر مكتبة زين الالكترونية للطلاب إمكان الوصول إلى الأدوات اللازمة لتطوير قدراتهم لتسهيل إدخال تحسينات على ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.

تحسين أوضاع

وخلال عام 2014، أنشأت شركة زين جنوب السودان مبادرة YouthMobile للتدريب بالشراكة مع كل من منظمة يونسكو ومدرسة ديف في كينيا وكلية علوم الحاسوب وتقنية المعلومات في جامعة جوبا.

وتستهدف المبادرة الشباب، ولاسيما النساء، كما أنها تهدف إلى تطوير المهارات اللازمة لهم لتطوير وترقية وبيع التطبيقات النقالة. وتعمل المبادرة على تطوير مهارات وقدرات المشاركين فيها، بما يمكنهم من الحصول على فرص عمل أكثر إنتاجية وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.

واختتمت المدير التنفيذي للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة في مجموعة زين، جنيفر سليمان، بقولها «إن إسهاماتنا التي نقدمها إلى مجتمعاتنا هي التي تحدد من نحن كمؤسسة، ونحن ملتزمون بهذه القضية، وعلى مدى السنوات الأربع التي دأبنا خلالها على نشر تقاريرنا السنوية حول الاستدامة، تعلمنا أكثر عن أنفسنا، وعن البيئة التي نعيش ونعمل فيها، وعن تأثيرات إجراءاتنا وأنشطتنا».