يتكون جسم الإنسان من طاقة تتحرك بحسب ذبذبات مختلفة. ويعتقد الطب الصيني أن ركود الطاقة في نقاط معينة من الجسم يمكن أن يؤدي إلى اختلال في توازن وظائفه. وفي كتاب «أسرار العلاج بالطاقة» الصادر عن «دار الفراشة»، تكشف محاسن المحاسنة، المتخصصة في العلاجات الطبية بالطاقة، عن هذه النقاط وكيفية استغلالها لفتح قنوات الشفاء في الجسم.

Ad

اكتشف الانسان منذ القدم وسائل علاجية عدة إلى أن اهتدى إلى العلاج بالطاقة الذي يستعمل اليوم كعلاج مكمل للطب الحديث. وقد تبنى الكثير من المؤسسات الطبية هذه العلاجات وهي آخذة في الازدياد يوماً بعد يوم ويدعونها «الطب المتداخل».

مبدأ العلاج

يتكوّن جسم الإنسان، ككل شيء في هذا الكون، من طاقة تجري وتتحرك بحسب ذبذبات مختلفة. ويعتقد الطب الصيني التقليدي أن ركود الطاقة في الجسم يمكن أن يؤدي إلى اختلال في توازن كل وظائف الجسم.

تركد الطاقة في نقاط يحدّدها علم الوخز بالإبر. هذه النقاط يمكن أن نخزها بالإبر أو نضغط عليها أو نربّت عليها أو نمسكها فحسب لتحرير الطاقة وجعلها تجري بطلاقة مجدداً بحيث تفتح للجسم قنوات الشفاء.

الطب والعلاج بالطاقة

اهتم العلاج بالطاقة بالفرد كتكوين متكامل، أي الروح والنفس والجسد، وأعطى الأهمية الكبيرة لأن يتمتع الإنسان بروح نقية صافية تغذي نفسه بالصفات الحميدة لترفد الجسد بالصحة والعافية.  وقد أثبت الطب الحديث ذلك منذ فترة ليست ببعيدة لأن جلّ اهتمام الطب التقليدي يتمحور حول الجسد وأعضائه ووظائفه، لكنه لم يهتم بالروح والنفس كما هو وارد في العلاج بالطاقة إلا مؤخراً حيث ظهر الطب المتداخل كنظام علاجي جديد معترف به في الغرب. ورغم وجود الطب النفسي في الطب التقليدي إلا أنه يختلف تماماً عن العلاج بالطاقة، فالطب النفسي يتمحور حول الاختلالات النفسية ليعالجها بينما لم يكن يهتم مطلقاً بالحالة المتكاملة للفرد، وعليه انتشر مؤخراً مبدأ تدريس علم النفس الايجابي في كثير من الجامعات والذي تبنى الكثير من مفاهيم الحالة النفسية الصحية مثل التسامح والسعادة المطلقة وغيرها.

من فوائد هذه الطريقة العلاجية أنها تأخذ بعين الاعتبار التكوين المتكامل للفرد من حيث الجسد والعقل والنفس والروح، بعكس الطب التقليدي الذي ينظر للفرد كجسد فيه أعضاء وعوارض مرضية فقط يهتم بمعالجتها باستخدام الأدوية الكيميائية المركبة والتي تسبب الكثير من الأذى لما لها من مضاعفات جانبية لأعضاء الجسم وعملياته، مما يقود إلى الأمراض المستعصية المتعددة، ولا تقوم في كثير من الحالات باجتثاث سبب المرض من الأساس، بعكس بعض العلاجات بالطاقة التي تجتث المرض من أساسه وتزيله إلى غير رجعة.

علاج آمن

إن العلاج بالطاقة علاج آمن يمكن أن يكون مرادفاً ومرافقاً للطب التقليدي، ولأنه ليس له أي تأثيرات جانبية فهو يقي الفرد من تناول الأدوية الكيميائية التي تسبب الكثير من المضاعفات غير المستحبة كأن تؤذي أعضاء الجسم أو تسبب أمراضاً أخرى في غنى عنها، كما يلعب العلاج بالطاقة دوراً في الوقاية من كثير من الأمراض لأن الفرد يعزز جهاز المناعة لديه ويحميه من الأمراض النفسية.

مصادر الطاقة العلاجية

يمكن تلخيص مصادر الطاقة العلاجية كالآتي:

أوّلاً: إن الله سبحانه تعالى هو المصدر الأول والرئيس للطاقة، ومجرّد الإيمان به يمدنا بالكثير من الطاقة، وثمة أشخاص يشفون بالصلاة والدعاء.

ثانياً: أثبت كثير من العلماء قوة تأثير التوجه في التفكير على المريض فبعض المرضى المصابين بنفس المرض يشفون لأنهم يرون ويعتقدون بقوة أنهم سيشفون من مرضهم بعكس من يعتقد أنه هالك لا محالة.

ثالثاً: لقد أودع الله أسراراً كثيرة لنا في الكون تمدنا بالطاقة العلاجية التي هي عبارة عن ذرات مكونة من الكترونات ونيوترونات وبروتونات، فالكون كله مشحون بالطاقة التي يمكننا استخدامها بكل سهولة. ولقد اكتشف ذلك الصينيون والهنود واليابانيون والمصريون القدماء والمايا وغيرهم.

رابعاً: لقد وهب الله تعالى الجسم البشري القدرة على الشفاء من تلقاء نفسه وجاء العلاج بالطاقة ليعزز قدرة الجسم على الشفاء من دون استخدام الأدوية.

خامساً: لقد أثبت العلماء أن وجود الإنسان بين أحضان الطبيعة يساعده على الشفاء لخواص الطبيعة العلاجية، وتشمل البحار والأنهار والجبال والشمس والشجر والأرض وكل ما هناك، لذا ينصح بالتواصل المستدام مع الطبيعة.

سادساً: المشاعر الإيجابية وتشمل المحبة الخالصة غير المشروطة والتسامح والمغفرة والعطف والمودة وعمل الخير.

إن تمتع الإنسان بالمشاعر الطيبة وعمل الخير يستدرج الشعور بالصحة الجيدة لأن الكثير من المشاعر السلبية يوجد الأمراض النفسية والجسدية على حد سواء.

طرائق أخرى

اهتدى الانسان إلى طرائق أخرى للعلاج بالطاقة مختلفة عن العلاج بمراكز الطاقة، فبعض العلاجات مثل الطريقة اليابانية جين شين جيوتسو Jin Shin Jyutsu تعتمد على لمس مناطق معينة من الجسم إذا لمسها المريض أو المعالج لعدة دقائق فإنها تزيل انسداد الطاقة وتحدث التوازن في طاقة الجسم ويزول الألم. وهناك العلاج بالطاقة الصينية التي تختلف تماماً عن ذلك فهي تزيل الألم بمجرد توجيه النية المقصودة نحو مسار طاقة الجسم بدون لمسه وإعطائه الأوامر بالقيام بتوازن الطاقة للمرض أو الحالة المطلوبة. ويقوم هذا الأمر باحداث التوازن المطلوب ليزول الألم وتختفي المسببات، وغيرها الكثير من العلاجات التي لا تعتمد على ذلك إطلاقاً لأن لها مبادئها الخاصة بها.

العلاجات اليدوية

إن معظم العلاجات المذكورة في الكتاب تتبع نظاماً يابانياً موجوداً منذ القدم، ويعتمد على وضع الأصابع أو اليد على مناطق محددة في الجسم لتقوم بدورها في إحداث التوازن الطاقي الذي فقده الجسم في المناطق التي تعاني من انسداد في الطاقة والتي تسبّب في الحالة المرضية المعينة، وهي 26 موضعاً.

ويحفل الكتاب بالرسوم التي تشرح كيفية الضغط بالأصابع، والمناطق المختصة بكل مرض جسدي أو معنوي لفتح الانسداد الطاقي وإزالة الألم.

التطوير الذاتي

يلعب العلاج بالطاقة دوراً كبيراً في التطوير الذاتي وتغيير الشخصية لأنه علاج متكامل للشخصية والجسد والنفس والروح، لذا علينا التحلي بكل الصفات الإيجابية في الحياة والتركيز عليها، ويمكننا الوصول إلى ذلك بالانتباه دائماً إلى أفكارنا وأقوالنا وأفعالنا، بجعلها إيجابية ما أمكن لغاية الوصول إلى درجة الانسجام التام مع هذه الصفات الحميدة. ويمكننا البدء بمراقبة أنفسنا وكيفية تفكيرنا وما نقول وما نفعل. وكما يقال علينا تصفية النية ليكون كل ما يصدر عنا خالصاً لله تعالى وتعاليمه المصطفاة ولا ضير من الأخطاء فهي ستكون المعلم لنرتدع عنها في المستقبل، وإليكم هذه القائمة لتساعدنا على ذلك:

التوكل على الله تعالى في كل شيء والامتنان لله تعالى في كل شيء وتقبل كل ما في الحياة وتقبل نفسك والآخرين والصدق التام والنية الصافية ومسامحة الغير.

المحبة الخالصة غير المشروطة للجميع وأن تحب الخير لنفسك كما للجميع.

توافق أفكارك مع أقوالك وأفعالك على أن تكون إيجابية 100% وتقبل الآخرين مثلما هم وتحمل مسؤولية أفكارك وأقوالك والرجوع عن الخطأ والاعتذار للغير.

التصدق ولو بمبلغ بسيط للفقراء كلما استطعت.

القيام بالتأمل يومياً أو كلما استطعت ولو لمدة بسيطة.

ويمكنك الآن التركيز على التالي أيضاً:

التخلص من المنافسة مع الغير والمقارنة مع الغير والغضب والحكم على الغير والقلق والكسل وتأجيل العمل والشعور بالذنب والتذمر والشكوى ولوم الآخرين والندم والخوف من النجاح والغيبة والنميمة والسب والشتم والشك في نفسك واللؤم، ومحاولة إسعاد الناس جميعاً والابتعاد عن معاشرة الأشخاص السلبيين.

الضحك في كل مرة تشعر بأي من هذه المشاعر والمحاولة من جديد بدون أي شعور سلبي.

قال الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فأنت الوحيد القادر على التحكم في طاقتك لتختار الشعور أو الاحساس الذي تريده في أي وقت وأي موقف فلا تكن من الأشخاص الذين ينفعلون بالسلبيات لأنك لا تستطيع تغيير الغير ولكن بإمكانك تغيير نفسك، ويمكنك المدافعة عن نفسك بأسلوب راق بدون الانفعال والصدام. ومن المهم عدم شحذ المشاعر السلبية في حالة حدوث خلاف ما أو سوء تفاهم بينك وبين الغير بل تعامل مع الموقف بالتواصل الراقي وبحيادية تامة بدون المشاعر السلبية مثل الكره والبغض.