دعا سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دول مجلس التعاون الإسلامي إلى تكثيف جهودها مع العالم للتصدي لظاهرة الإرهاب التي تمارسها المنظمات الإرهابية التي هددت أمن دولنا واستقرارنا. مجدداً إدانة واستنكار الكويت الشديدين لحادث التفجير الإرهابي المروع الذي وقع في أحد مساجد القطيف بالمملكة العربية السعودية، والوقوف إلى جانب المملكة وتأييد ما تتخذه من إجراءات لمواجهة الجرائم الإرهابية للحفاظ على أمنها.واعتبر سموه، في كلمة له في افتتاح أعمال الدورة الـ 42 للمجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها الكويت على مدى يومين برعاية وحضور سموه، أن عالمنا الإسلامي يواجه التحديات الجسام، وأن الجميع خاسرون في صراعات الاحتقان الطائفي. وجدد سموه موقف الكويت حيال القضايا الإقليمية، فأكد دعم العراق في الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادة ووحدة أراضيه ومصالحته الوطنية، واعتبر أن حل المسألة السورية لن يكون إلا بالطرق السلمية بعيداً عن الآلة العسكرية.وإذ استنكر سموه ما قامت به الميليشيات الحوثية من تحركات هددت أمننا وأوجبت علينا اتخاذ إجراء يحفظ استقرار المنطقة، دعا سموه إيران إلى بناء علاقات حسن جوار والتعاون لصيانة أمن واستقرار المنطقة. وفي ما يلي نص كلمة سموه:«بسم الله الرحمن الرحيم (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) صدق الله العظيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.أصحاب المعالي وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي...معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أياد بن أمين مدنيأصحاب المعالي والسعادة...السيدات والسادة...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...يسرني بداية أن أرحب بكم في افتتاح الدورة الثانية والأربعين للمجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في دولة الكويت ضيوفا أعزاء، متمنيا لكم طيب الإقامة ولاجتماعكم كل التوفيق والسداد.كما أود هنا أن أجدد إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لحادث التفجير الإرهابي المروع الذي وقع في أحد مساجد القطيف في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وما أسفر عنه من سقوط العشرات من الضحايا والمصابين، سائلين المولى تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية، مؤكدين وقوف دولة الكويت إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات لمواجهة هذه الجرائم الإرهابية للحفاظ على أمنها.كما لا يفوتني الإعراب عن بالغ الشكر للأشقاء في المملكة العربية السعودية، على ما قاموا به خلال فترة رئاستهم للدورة الماضية من جهود مقدرة أسهمت في تعزيز عملنا الإسلامي، وتنفيذ ما توصلنا إليه من قرارات، والتأكيد على الدور القيادي الرائد الذي يضطلع به الأشقاء في خدمة عملنا المشترك في إطار منظمتنا العتيدة.مواجهة الإرهابأصحاب المعالي والسعادة...ينعقد اجتماعكم اليوم في ظل استمرار تحديات وظروف سياسية وأمنية بالغة الدقة يواجهها العالم بشكل عام ومحيطنا الإسلامي بشكل خاص ينبغي علينا أن نعمل معا لمواجهتها، ولعل ما يواجهه عالمنا الإسلامي من محاولات بعض التنظيمات الإرهابية من رسم صورة لا تعكس حقيقة الإسلام متخذين فيها من الإسلام اسما والقتل والدمار وسيلة والإرهاب منهجا وترويع الآمنين أسلوبا، حتى أضحت صورة المجتمع الإسلامي والفرد المسلم مرتبطة بتلك الأعمال الإجرامية الدنيئة.إننا كدول إسلامية تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة لتصحيح هذه الصورة المشوهة وتعريف العالم بحقيقة ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه الإنسانية السامية.كما أننا مطالبون بتكثيف جهودنا مع العالم للتصدي لظاهرة الإرهاب التي تمارسها تلك المنظمات الإرهابية والتي هددت أمن دولنا واستقرارنا لنحقق تطلعات شعوبنا المنشودة.وقفة جادةأصحاب المعالي والسعادة...وأنتم تجتمعون تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي يجب أن تكون هناك وقفة جادة للنظر في الاحتقان الطائفي الذي بات يعصف بكيان أمتنا ويفتتها فهذه العصبية هي الأخطر على وجود الأمة فجميعنا نجتمع تحت لواء التوحيد وفي ظل أحكام كتاب واحد هو كتاب الله سبحانه وتعالى، مهتدين بهدي رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.يجب علينا أن ننطلق من تلك الحقائق لنتعاضد ونواجه التحديات الجسام التي يواجهها عالمنا الإسلامي، فجميعنا خاسرون في هذه المواجهة، والمنتصر هو من يريد أن يؤجج هذا الصراع المدمر لأهدافه الخاصة ونفوذه ويخطط لتشويه الإسلام وإضعافه.العراقأصحاب المعالي والسعادة...إن علينا مضاعفة الجهود لوضع حد للصراعات والنزاعات التي تشهدها بعض دولنا الإسلامية والتي يعاني منها العديد من دولنا، فحول الوضع في العراق فإننا نتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع الأمنية المؤسفة، ومحاولات ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي لتقويض أمنه واستقراره، ونؤكد وقوفنا مع الأشقاء في العراق في الحفاظ على أمنهم واستقرارهم وسيادة ووحدة أراضيهم ودعمنا للتحالف الدولي في مواجهة الهجمات الإرهابية التي يتعرض لها العراق، كما نؤكد دعمنا للحكومة العراقية برئاسة الدكتور حيدر العبادي في سعيها لإتمام برنامج المصالحة الوطنية بما يحقق صلابة الجبهة الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية لأبناء الشعب العراقي الشقيق.فلسطينأما في الشأن الفلسطيني فمازالت الجهود متعثرة والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى متكررة والاستمرار في بناء المستوطنات مستمر ومعاناة أشقائنا متزايدة، الأمر الذي نجدد الدعوة معه للمجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن لحمل إسرائيل على القبول بالسلام وإقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.كما أن الكارثة الإنسانية في سورية لم تنجح معها الجهود وعلى كل المستويات لإنهائها رغم مرور خمس سنوات ازدادت معها أعداد القتلى والجرحى واللاجئين، لقد استضافت بلادي الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين للمساعدة في سد الاحتياجات الإنسانية للأشقاء مساهمة منها في تخفيف آلامهم، ونؤكد هنا مجددا أن حل هذه المسألة لن يكون إلا بالطرق السلمية بعيدا عن الآلة العسكرية.وفي الشأن اليمني فقد جاءت عمليات التحالف العسكرية ضد الميليشيات الحوثية بعد أن هددت أمننا واستقرارنا، واستولت على السلطة بالقوة العسكرية ونقضت تعهداتها بموجب المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، الأمر الذي استوجب اتخاذ إجراء يحفظ أمن دولنا واستقرار منطقتنا، وذلك التزاما منا بتعهداتنا واتفاقياتنا واستجابة لطلب فخامة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.«النووي الإيراني»وحول البرنامج النووي الإيراني ففي الوقت الذي رحبنا فيه بالاتفاق الإطاري الذي تم بين مجموعة 5+1 من جهة وإيران من جهة أخرى الذي نأمل أن تستكمل الإجراءات بالتوقيع النهائي في نهاية شهر يونيو المقبل، نجدد الدعوة للجارة إيران بالتعاون مع المجتمع الدولي والتجاوب مع جهود دول المنطقة في بناء علاقات حسن جوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون لصيانة أمن واستقرار المنطقة.وفي الختام لا يسعني إلا أن أكرر الترحيب بكم في دولة الكويت مقدرين ما قام به معالي الأمين العام للمنظمة وكل العاملين في الأمانة العامة من جهود وإعداد جيد لهذا الاجتماع متضرعين إلى الباري جل وعلا أن يحقق اجتماعكم أهدافه المنشودة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». صاحب السمو اطلع على خطط «الكويتية»الجبير: الإرهاب والتطرف والطائفية في مقدمة تحديات الأمة الإسلامية مؤتمر «التعاون الإسلامي» يناقش «تعزيز التسامح ونبذ الإرهاب»العربي: إنجاز تعديل ميثاق الجامعة العربيةشكري: لا صحة لنقل مرسي إلى السعوديةالجارالله: اعتماد كلمة الأمير من وثائق المؤتمرمدني: إعداد استراتيجية خاصة بالمنظمة لمكافحة الإرهاب والتطرف
محليات
الأمير: تكثيف التصدي للإرهاب وتصحيح الصورة المشوَّهة للدين
28-05-2015