الدقائق القليلة التي أطلت فيها ياسمينا ناصر على مسرح Arabs Got Talent رافقتها حفاوة من لجنة التحكيم، وقرار نجوى كرم منحها الـ «كارت الذهبي» للوصول إلى التصفيات النهائية مباشرة من دون استكمال المراحل التالية من التصفيات، كذلك تفاعل الجمهور معها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون المتسابقة الوحيدة في برامج اكتشاف المواهب التي تحقق هذا النجاح السريع منذ إطلالتها الأولى.

Ad

استثناء وتميّز

ياسمينا طفلة مصرية تدرس في الصف الثاني الثانوي، اكتشفها المايسترو سليم سحاب الذي تعرف إليها لدى تقدمها للالتحاق بكورال الأطفال في دار الأوبرا المصرية، بعد نشر إعلان عن الحاجة إلى أصوات جديدة، ودفعه الإيمان بموهبتها إلى جعلها «صولو» في الفرقة، بالإضافة إلى إشراكها في الفرقة الكبيرة، وهي دون  18 سنة كاستثناء لموهبتها الصوتية المميزة.

وبموجب التعاقد مع إدارة البرنامج، فإن ياسمينا وعائلتها ممنوعون من الحديث إلى وسائل الإعلام إلى حين تصوير كامل الحلقات سواء وصلت إلى الحلقة النهائية أم لا، وهي الشروط التي وقعت عليها مع والدها قبل بدء عرض البرنامج، ما دفعها إلى الاعتذار عن الظهور في أكثر من برنامج تلفزيوني، رغم المقابل المادي المغري الذي عرض عليها.

تقليد وتضخيم

يؤكد الموسيقار عمرو إسماعيل أن صوت ياسمين الحقيقي لم يظهر بعد كونها غنت في ما يعرف بـ «الصوت المستعار»، معتمدة على التضخيم في حبالها الصوتية، لذا لا يمكن الحكم عليها من ظهورها لدقائق على المسرح.

يضيف أن ياسمينا تقلّد أم كلثوم، وتبذل مجهوداً ليكون صوتها قريباً منها، مشيراً إلى أنها لن تستطيع تقديم سوى نوعية محددة من الأغنيات لعدد محدود من الفنانات من بينهن: فيروز وأم كلثوم وأسمهان، بينما ستخفق في أداء أغانٍ خفيفة لشادية مثل «دبلة الخطوبة»، لأن التضخيم في الصوت ليس مطلوباً في هذه النوعية من الأغاني.

يتابع أن الفتاة تتمتع بصوت رقيق، لكنها تضغط على حبالها الصوتية ما يهدد استمرار صوتها بالأداء نفسه فترة طويلة، وموضحاً  أن الصوت المستعار لا يستمر طويلاً، ويعرض موهبتها الموسيقية للظلم.

يرفض اسماعيل اعتبار نسب المتابعة لمقطع الفيديو الخاص بياسمينا دليلا على النجاح، مشيراً إلى أن الجمهور قد ينبهر بخروج صوت قوي من طفلة في عمرها، فيقبل على مشاهدتها والاستماع إليها، فيما يفضّل الانتظار قبل الحكم على موهبتها حتى تقدم نوعيات مختلفة من الأغاني.

تدريب وتأهيل

يرى الملحن المصري أشرف سالم ضرورة خضوع ياسمينا لتدريبات لتأهيل صوتها واختيار الأغاني التي تناسب حنجرتها، مشيراً إلى أن موهبتها تبشر  بمطربة جيدة، لكنها تحتاج إلى من يوظف صوتها في الأغاني التي تناسبها وتنمي شخصيتها الموسيقية، فلا تكتفي بتقديم أغاني كوكب الشرق.

بدوره يشير الناقد الموسيقي أشرف عبد المنعم إلى أن لدى ياسمينا إحساس فني عالٍ بالأغاني، وهو ما يميز المطرب الناجح، إلا أنها تحتاج إلى تدريب لتقدم أفضل ما لديها، خصوصاً أنها تمتلك موهبة صوتية تحتاج إلى تنميتها على يد خبراء في هذا المجال.

يضيف أن الجدل الذي أحدثته بين مؤيد ومعارض أمر جيد في بداية حياتها الفنية، لافتاً إلى ضرورة تقديمها أغاني مختلفة  للحكم عليها بشكل جيد، وتحديد نوعية التدريبات التي تحتاجها لتحسين صوتها، وهي تختلف بشكل كامل عن تلك المتبعة في دار الأوبرا المصرية والمقتصرة على تقديم أغانٍ على المسرح، موضحاً أن وجود مدرب يدرك إمكانات صوتها ويؤهلها بشكل جيد سيجعل منها مطربة مميزة ومهمة.

يلاحظ عبد المنعم أنه، بغض النظر عن فرصتها في الفوز بالنهائيات في Arabs Got Talent، لكن البرنامج منحها فرصة تعريف الجمهور بها والاستماع إليها، وهو أمر جيد لمطربة شابة في عمرها.

من جهته يؤكد الملحن حلمي بكر أن صوت ياسمينا بحاجة إلى توظيف جيد في نوعية الأغنيات التي تقدمها، فضلا عن التدريب والتأهيل قبل الظهور، لاختلافه عن الأصوات الموجودة على الساحة الغنائية، مشيراً إلى ضرورة اختفائها فترة للعمل على صوتها بشكل جيد تمهيداً لاحتلالها مركزاً مهماً على الساحة الفنية.

يلاحظ أن إحساس ياسمينا على المسرح وصل إلى الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم، فاستحقت أن تجتاز البرنامج إلى المرحلة التالية، مشيراً إلى أنها تمتلك صوتاً عريضاً يمكنها من تقديم أغنيات تتميّز بها عن المطربات الموجودات راهنا، ومتوقعاً لها النجاح إذا  صادفت الملحن الذي يجيد توظيف صوتها، وتقديم ما يناسبها من أغنيات، ومؤكداً ضرورة حمايتها وتوفير عوامل النجاح لها لتستمر.

هـ.ع